• نوفمبر 21, 2024 - 9:42 مساءً

كم أنت رائع أيها الرئيس

منذ أن هبطت بنا الطائرة في شرم الشيخ، ونحن نشعر بأن المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي أقامته مصر في هذه المدينة، قد نجح قبل أن يبدأ، فقد كانت هناك مؤشرات كثيرة تؤكد ذلك، أهمها الإعداد غير العادي لهذا المؤتمر، والترتيبات التي لم تترك شيئا للمصادفة، وإحساسك بأن قلوب المصريين تصافحك قبل أيديهم، وهذه القدرة الفذة على إدارة واحد من أكبر المؤتمرات التي أقيمت في المنطقة، بل وفي العالم كله خلال السنوات الأخيرة، باقتدار تام، وتنظيم محكم، وتأمين دقيق، من دون أن يتسرب إلى المشاركين أي شعور بالتضييق عليهم، أو الحد من حريتهم.
اكتملت بهجة المؤتمر، وتأكد العالم كله من نجاحه الكبير خلال الافتتاح الرسمي له، حيث جاءت شهادة قادة الدول ورؤساء الوفود المختلفة، لتبرهن على ما لمصر من مكانة وأهمية على خريطة العالم، وحرص الجميع على أمنها واستقرارها، ونجاح مسيرتها الاقتصادية والتنموية. وكما عبر الرئيس عبدالفتاح السيسي بحق فإن المجتمع المصري الذي يمثل تعداد سكانه ربع سكان منطقة الشرق الأوسط، يعد استقراره ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة.
على هذا النحو مضت فعاليات المؤتمر، تنتقل من نجاح إلى نجاح، وتتوج بتوقيع عدد كبير من الصفقات الاستثمارية، التي جاوزت عشرات المليارات من الدولارات، والأهم من ذلك أنها فتحت الطريق واسعا أمام دخول كل الدول والمؤسسات والشركات والأفراد، للاستثمار في مصر، واليقين بأنهم يضعون أموالهم في المكان الصحيح، بما يعني أن عودة مصر إلى موقعها الريادي في المنطقة لم تعد حلما، بل هي واقع يتحقق أمام أعين الجميع، وهو ما أكده لنا كثير من مسؤولي الدول المختلفة والخبراء الاقتصاديين والمستثمرين الذين التقيناهم في المؤتمر.
نعم لقد كان نجاح مؤتمر شرم الشيخ متوقعا، لكن لم يخطر ببال أحد أن يكون النجاح بهذا الحجم الكبير الذي فاق كل التوقعات والتصورات، لكن قيادة الرئيس دفة هذا المؤتمر جعلته جديرا بكل نجاح يحرزه، خصوصا أنه خطط له منذ البدء ليكون مرآة تعكس وجه مصر الحضاري والفكري والثقافي، وليس فقط الاقتصادي والسياحي، كما أراده الرئيس تدشينا لبناء اقتصاد حقيقي لمصر، اقتصاد يعتمد التنمية المستدامة أساسا له، ويقوم بالدرجة الأولى على أساس المشاركة المجتمعية الفاعلة، وأن يكون لكل مواطن دور فيه ونصيب منه، ومن هنا كان ما لمسناه جيدا خلال وجودنا هناك من فرحة المصريين العارمة بهذا المؤتمر، وتفاؤلهم بما يحمله من آمال وطموحات تحقق بالفعل الشعار الذي رفعه، وانعقد في ظلاله «مصر المستقبل».
وحين كان المؤتمر الاقتصادي العالمي يسدل أستاره، وكان الرئيس السيسي يقول بتأثر شديد: «فيه ناس افتكرت إن مصر ماتت.. لا، مصر لم تمت ولن تموت.. مصر اتخلقت علشان تعيش»، وعندما كان الرئيس يردد نداءه الأثير دوما «تحيا مصر»، فقد وجد كل الحاضرين أنفسهم يرددون معه – بلغاتهم المختلفة: «تحيا مصر.. تحيا مصر».
وختاما نقول كم أنت رائع أيها الرئيس السيسي.

أحمد إسماعيل بهبهاني

Read Previous

العدد 295

Read Next

الحمود: مزيدًا من النجاح لـلخليج

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x