هناك ما يشبه الإجماع، بين المراقبين السياسيين، على أن القمة العربية التي احتضنتها مدينة شرم الشيخ المصرية، مطلع الأسبوع الماضي، واحدة من أهم القمم التي شهدتها الجامعة العربية، خلال العقود الماضية، إن لم تكن أهمها على الإطلاق.
فقد جاءت هذه القمة في مرحلة مفصلية من تاريخ الأمة العربية، مرحلة بدت الأمة فيها كأن وجودها نفسه مهدد ومعرض لأفدح الأخطار. ولعل هذا هو ما عبر عنه سمو الأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، حين لفت سموه إلى ما تعانيه منطقتنا من مخاطر، بعد ما يزيد على السنوات الأربع من دخولها مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار، والتي أطلق عليها البعض الربيع العربي، عصفت بأمننا وقوضت استقرارنا وأدخلتنا في حسابات معقدة، تداول معها البعض واهما رسما جديدا لجغرافية منطقتنا، بما جعلنا نعاني تراجعا حادا في معدلات التنمية.
هكذا إذن – وكما عبرت الكلمة السامية بحق- باتت الأمة العربية في مهب رياح الفوضى واضطراب أمنها وانعدام استقرارها، بما أعاق بالفعل كل جهود التنمية والتقدم. وإذا أضفنا إلى ذلك ما حذر منه أيضا صاحب السمو الأمير، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من تمدد الإرهاب وتغوله في المنطقة، بدرجة صار يمثل معها تهديدا لكل مقدرات وموارد الأمة، أدركنا إلى أي مدى كان القادة العرب، في مؤتمرهم، أمام استحقاقات بالغة الدقة والخطورة.
كما جاءت القمة بعد ساعات من إطلاق دول مجلس التعاون الخليجي، بقيادة المملكة العربية السعودية، عملية «عاصفة الحزم».
وإذا كانت هذه هي القمة الأولى التي تعقد في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فقد نجح بامتياز في إدارة دفتها وقيادتها إلى بر الأمان، تماما كما نجح قبلها بأيام قليلة في إدارة القمة الاقتصادية العالمية، ليكرس شرم الشيخ مدينة للقمم الفاعلة، ومصر عاصمة للنجاح ومنطلقا لقيادة المنطقة نحو الأمان والاستقرار.
أحمد اسماعيل بهبهاني