بعد السياسة الحازمة التي مضت على أثرها الدولة أصبحت الامور أكثر وضوحا.. أصبح صوت القانون زئيرا يرهب اصحاب النفوس المريضة، ويجعلهم يفكرون ألف مرة قبل ان يقدموا على أي فوضى أو عبث، مما اقدموا عليهما في زمن مضى حمل بدوره ما حمله من ممارسات بعيدة عن ثقافة المجتمع الكويتي القائمة على الإخاء والتسامح والمحبة.. ممارسات غريبة ودخيلة ارادت تمزيق النسيج الاجتماعي وتفكيك اللحمة الوطنية التي جبل عيها ابناء هذه الأرض الطيبة المسالمة منذ قديم السنين..
ولولا شعار الحسم والحزم الذي رفعته الحكومة لسارت الأمور من دون أي مبالغة إلى ما لا تحمد عقباه، وكان ذلك واضحا من خلال التدني في لغة الحوار وأسلوب التهديد والوعيد والتشكيك في الذمم والولاءات، حتى وصل الأمر في نهاية المطاف إلى الطعن في نزاهة السلطة القضائية، فإلى اين كانوا يريدون بالكويت ان تسير؟ وإلى أي نفق كانوا يريدون ادخالها وأهلها الطيبين المسالمين؟ لقد كانت اجندات مسمومة ومشبوهة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أرادوا من خلالها تكريس مفهوم «اللا ثقة» في أذهان ابناء الشعب، الأمر الذي يخدم مخططات الأطماع والدمار الشامل التي يسيرون وفقها..
إننا نحمد الله كثيرا على ان اهل الكويت استوعبوا تلك الممارسات البغيضة التي لا تمت بصلة لعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم المتسامحة والعقلانية التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، لقد ادركوا من هو الباحث عن اثارة الفتن والنزاعات في هذا الوطن، فابتعدوا عنه وعن أتباعه وتركوه وحيدا في ساحة «اللا إرادة» التي مارسوا فيها اكاذيبهم ومسرحياتهم السمجة على مدار السنوات الفائتة!
لقد تغيرت الأمور كثيرا بتغير النهج والسياسة المتبعة للتعامل مع أحداث ومستجدات الشارع، وكل ذلك من دون شك جاء بفضل تفعيل القانون، فهذه الدولة دولة قانون ومؤسسات، وعلى الجميع – من دون استثناء – استيعاب هذا الأمر جيدا ووضعه نصب أعينهم، فالكويت لن يستطيع كائن من كان المساومة على استقرارها بحفنة أجندات شخصية والتاريخ خير شاهد على ذلك.
د. يوسف أحمد بهبهاني