هناك عبارة اشتهرت على ألسنة الكويتيين جميعا، عندما يعود الواحد منهم إلى أرض الوطن، وفور أن يدخل صالة الوصول بالمطار، وهي «عمار يا كويت»… يقولها الواحد وهو يعتنقها يقينا بقلبه وعقله، لأنه أدرك ـ بالتجربة والممارسة والمعايشة ـ أنه مهما رأى من صور الجمال والمتعة في الدول الأخرى، فإنه يظل للكويت سحرها الخاص، ووقعها الأجمل والأروع في النفوس.
يكفي أن مساحة الأمن والأمان التي تشعر بها هنا في الكويت من المستحيل أن تجد مثيلا لها في أي مكان آخر في العالم كله… بل إنك لو سألت أيا من الوافدين – ولدينا مقيمون ينتمون إلى نحو 140 جنسية – لأخبرك بأن الأمان الذي يشعر به في الكويت أكبر مما يجده في دولته ذاتها. أليس هذا وحده سببا كافيا لحب الكويت والتعلق بها؟
وعلى الرغم من أننا نشكو أحيانا من الغلاء، فإننا عندما نسافر إلى دول أخرى نفاجأ بأن الكويت من أكثر الدول التي تعد الأسعار فيها معقولة جدا، ومتناسبة مع الدخول، وأن مستويات المعيشة بها، إذا قورنت بدول كثيرة، هي الأفضل والأحسن.
في الكويت أيضا لا يستوقفك شرطي ليمارس «عقده النفسية» عليك، أو ليلفق لك قضية لست طرفا فيها، ولا علاقة لك بها، كما يحدث في كثير من دول العالم الثالث، فأنت في دولة تنعم بالديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وتحترم دستورها الذي نص على هذه الحقوق، وجعل كل من يعيش على أرض الوطن ينعم بها ويسعد.
وفي الكويت كذلك تجد أبواب الأمير مفتوحة ومشرعة أمام الشعب، وفي استطاعة كل صاحب مظلمة أن يرفعها إلى من ينصفه ويرد له حقه، ولدينا أيضا قضاء عادل نزيه يقضي بين الناس بالحق والعدل، ولا يظلم عنده أحد.
في الكويت ما لا يحصى من النعم التي تُوجِب أن نؤدي حق شكرها لله سبحانه وتعالى، والشكر لا يكون فقط باللسان، وإنما أيضا – وهو الأهم – برد الجميل إلى هذا الوطن الغالي، بالحفاظ على نسيجه الوطني، ودرء كل ما يجلب إليه الفتنة، سواء أكانت هذه الفتنة دينية أم سياسية، والعمل المخلص والمتواصل من أجل نهضته وتقدمه، والحفاظ على كل ما هو غالٍ ونفيس فيه.
لقد أعطتنا الكويت الكثير، وهي تستحق منا الكثير الكثير، لكي نثبت أننا بحق أبناء أوفياء لها، وبررة بها.