قرّرت أن تقول ما تريد وكيفما تشاء من دون حسابات لأي شيء أو تحفظات معينة، لأنها أصبحت على يقين بأنها تدفع ضريبة شهرتها ونجاحها، ومع الوقت تكبر هذه الضريبة.
وأخيرا، وعن سبب عدم حضورها معظم المناسبات والحفلات الفنية، قالت: ليس لديَّ وقت لذلك، وحياتي الخاصة هي الأهم. وعن برنامجه «صولا» الذي تقدمه اعتبرته إنجازا لها على المستوى الشخصي، وعن «هوجة» الأغنيات الوطنية التي انتشرت في الفترة الأخيرة، قالت إنها بلا طعم، وغالبا ما تقدم هذه الأغنيات من منطلق الواجب فقط، وأكدت أن هيفاء لا تعرف أن تغني نهائيا، ولا علاقة لها أبدا بالغناء. وعن علاقتها بأنغام، قالت: هي سيدة خلوقة ومخلصة وأم رائعة للغاية، وأرى أنها ظُلمت كثيرا في حياتها. وأضافت أنها اختارت أغنية «60 دقيقة حياة» عنوانا لألبومها؛ لتقول من خلالها إنها تبحث عن دقيقة لتعيشها، لأننا في مرحلة نحتاج فيها ولو للحظات من السعادة والحياة الحقيقية، وأكدت أنها برغم عشقها للرقص الشرقي لكنها ترفض ان تقدمه أمام الناس. وأشارت الى أنها تعشق عمرو أديب كثيرا، بصوته العالي وغير تلك التفاصيل في الحوار التالي.
] ما سبب اختيارك «60 دقيقة حياة» عنوانا لألبومك الجديد؟
– «60 دقيقة حياة» أغنية أعشقها كثيرا في ألبومي الجديد، وجاء اختياري لها كعنوان للألبوم مع زوجي طارق العريان وشقيقي أنس، وأريد أن أقول من خلالها إننا نبحث عن دقيقة لنعيشها، لأننا في مرحلة نحتاج فيها ولو للحظات من السعادة والحياة الحقيقية، لأن الأحداث التي نعيشها مهما كنا مستقرين في بيوتنا تشعرنا بشكل من أشكال الغصة، ولدى الغالبية إحساس بالحسرة حيال معاناة بعض الأشخاص في حياتهم من أجل لقمة العيش، فما بالنا بـ 60 دقيقة، ساعة واحدة نعيش فيها مشاعر كلنا نبحث عنها، لذلك اعتبرت ألبومي ساعة نحاول فيها أن نحس بتلك المشاعر، وهي مشاعر بسيطة وعاطفية نحن أحوج ما نكون أن نشعر بها اليوم.
] هل توقّعت نجاح «خانات الذكريات» في هذا الشكل؟
– في الحقيقة لم يخطر ببالي أبدا أن تحظى بهذا النجاح الكبير، كنت أتوقع فقط أن يحبّها الناس ويتفاعلوا معها مثل الكثير من الأغنيات التي قدّمتها في مشواري الفني، وبعدها يزيد نجاح الأغنية مع الجمهور، مثل أغنيتي «قد الحروف» التي عندما قدّمتها لم تحقق صدى كبيرا لدى الجمهور، لكن بعد وقت معين أصبحت جزءا من تكويني لدى الناس، جزءا من صورتي، ومثلها أغنيات «سامحتك» و«يا مجنون» و«مابقاش أنا»… كلها أغنيات تشكّل كياني لدى غالبية الناس.
] بعد 20 عاما من النجومية الكبيرة ومازلت تخافين على المسرح؟
– فوق خيالك وفوق ما تتصور، حتى أنني أملك نوعا من الحياء أخفيه في قوة شخصيتي، لكنَّ أمورا كثيرة تحرجني، مثلا أخجل أن أرقص أمام الجمهور، تقريبا في حياتي كلها لا أتذكر أنني رقصت أمام رفيقاتي، برغم أنني أعشق الرقص الشرقي وأحب رقص شيريهان العظيمة، لكن رأسي لا يقنع جسمي أبدا بأن أؤديه أمام الناس. وبالنسبة إلى المسرح، الخوف والرهبة منه يزيدان مع مرور السنين، لأن علاقتي الإنسانية مع الجمهور تتطوّر وتتوطد.
] ما الذي أضافه إليك برنامجك «صولا» في مشوارك الفني؟
– أعتبره إنجازا لي على المستوى الشخصي من حيث علاقتي بالناس، أستطيع أن أضفي جوا من الحميمية وأحب أن أكون دافئة بين الناس، أشعر بأن هناك تحديا بيني وبين نفسي بأن أستطيع تغيير مشاعري تجاه «فنانة» معينة ومشاعرها تجاهي في جلسة ما، غالبا أكسب هذا التحدي بيني وبين نفسي وأكسب الرهان، وعموما أتعاطف مع الإنسان، أي إنسان، وأحس بأنه لو كان لدينا وقت في حياتنا لكنا استطعنا أن نصلح بعض الأشخاص الذين يكذبون.
] هل ترين أنك تدفعين دائما ثمن مواقفك السياسية، خاصة بعدما تم احتجازك في مطار بيروت أخيرا؟
– أعرف ذلك، لكن الأمر انتهى والحمد لله، ولا أنكر أن الأمر أزعجني، لكن ليس كثيرا، ولديَّ محبون كثيرون في بيروت.
] هل لا بد من أن تكون للنجاح ضريبة دائما؟
– ما من شك، وكنت أقول لنفسي في بدايتي الفنية إن الأمر سيكون سهلا ورائعا، لأنني موهوبة وسمعتي جيدة، وكنت متزوجة ولم أضطر إلى فعل أي شيء يسيء إليّ أبدا، فقط كنت أغنّي وأحقق شهرة وأموالا والناس تحبني كثيرا. لكن منذ خمس سنوات تقريبا، تعرّضت لمشاكل كثيرة وأصبحت على يقين بأنني أدفع ضريبة شهرتي ونجاحي، ومع الوقت تكبر هذه الضريبة.
وأخيرا قرّرت أن أقول ما أريد وكيفما أشاء من دون حسابات لأي شيء أو تحفظات معينة، لأننا كعرب متحفظون لدرجة أن دمنا أصبح ثقيلا للغاية، فلو قلت لي إنني طويلة ورائعة فلن أصدّقك أبدا… سأعرف أنك تكذب، لذلك أصبحت أقول ما أريد بكل صراحة في السياسة والفن وأتحدث بكل عفويتي، لا أحب أن أكون ديبلوماسية أبدا.
] هل سببت لك عفويتك صراعا مع هيفاء وهبي؟
– لا أصدق أنه لمجرد أن قلت إن هيفاء وهبي لا تجيد الغناء أن يحدث خلاف بيننا وتغضب مني، لم أسئ إليها أبدا، فهي لا تعرف أن تغني نهائيا ولا علاقة لها أبدا بالغناء. لا أجرِّح أبدا بأي شخص، بل أقول البديهيات والحقائق فقط.
] وما علاقتك بأنغام على المستوى الإنساني؟
– هي من أكثر الأشخاص الذين احترمت طبيعة حياتهم ودخلت معهم في تفاصيلها، وأرى أنها ظُلمت كثيرا في حياتها، وهي سيدة خلوقة ومخلصة وأم رائعة للغاية، وعندما قلت عبر حسابي في «تويتر» إنها تُلبس ابنها الجزمة لم أقصد الموقف بذاته، إنما أقصد أنها تهتم بتفاصيل حياة أبنائها بشكل مباشر مثلي، وتعطيهم كل شيء تقدر عليه مثل مني زكي أيضا، وأنا أحترم فيهما ذلك، وأكون سعيدة جدا بينما أجلس بجانب أنغام وأشعر بأنها تخاف عليَّ كثيرا، أنا من الأشخاص الذين يكرهون النصيحة، لكن عندما تُسدي لي أنغام نصحية معينة أدرك أنها لمصلحتي، ولذلك لا أتقبل النصيحة إلا منها.
] واجهت انتقادا في الفترة الماضية بسبب تضامنك مع النجم أحمد عز في قضيته مع الفنانة زينة. ما تعليقك؟
– أحبّه كثيرا بحكم تعاملنا معه، فطارق زوجي يعرفه منذ فترة طويلة، وأرى أنه شخص طيب ومهذب ولطيف، وأستطيع الحكم على الأشخاص بخبرتي في الحياة، ومن حقي أن أصدقه، وذلك من أبسط حقوقي لأنني أحترمه، وهو شخص صادق جدا وتعاملت معه في نواحٍ كثيرة على المستوى الإنساني، لذلك أحترمه وأحبّه كثيرا، أما قضيته فذلك أمر خاص لا أحب الخوض فيه.
] ما اللحظة التي شعرت فيها بخوف شديد؟
– أخاف دائما من الأشياء البسيطة. أما الأحداث الصعبة فلا أخاف منها، باستثناء وفاة شقيقي أيهم التي هزّتني كثيرا وأحسست بأنها ستغير كثيرا في أصالة.
] لماذا دافعت عن المطربة أحلام في هجومها على صوت ياسمينا متسابقة «آرابز غوت تالنت»؟
– من حق أحلام أن تبدي رأيها في أي صوت، ومن قال إن الأصوات يتفق عليها جميع الأشخاص، فأم كلثوم العظيمة هناك البعض ممن لا يحبون صوتها، وهناك أشخاص لا يحبون فيروز العظيمة أيضا، فهل وصلت ياسمينا إلى مرتبة فيروز مثلا، بالتأكيد لم تصل إلى أي مرتبة، لذلك من حق أي شخص أن يحب صوتها أو لا يحبه مثل أحلام، فلماذا ننتقدها ونهاجمها، فهي حرة وغير مقيدة في رأيها، ويكفينا مللا وسخافة وديبلوماسية ورياء وخنقا في آرائنا، أقولها «اتركونا بحرّيتنا طالما لا نجرّح بالآخرين»، لأن الحرية تجعلنا مهذبين والعكس صحيح.
] كيف ترين «هوجة» الأغنيات الوطنية التي تقدم حاليا؟
– بلا طعم .. غالبا ما تقدم هذه الأغنيات من منطلق الواجب فقط، لا نفكر في تفاصيلها مثل أغنيات ألبوماتنا، نريد أن تكسّر الأغنية الدنيا، أما الأغنية الوطنية فتكون مجرد واجب، نادرا ما أرى أغنية وطنية حقيقية عظيمة.
] مَن الإعلامي الذي تتابعينه دائما؟
– أعشق عمرو أديب كثيرا، بصريخه وبصوته العالي وبأدائه، وأعتبره منذ سنوات من أعز أصدقائي، رغم أنني لم أقابله إلا مرتين في حياتي، لكنني أحبه كثيرا.
] ما سبب عدم حضورك معظم المناسبات والحفلات الفنية؟
– ليس لديَّ وقت لذلك، حياتي العائلية أهم عندي، أن أجلس مع زوجي طارق وأولادي وأطمئن بنفسي إليهم حتى يناموا أهم بكثير، وتهمني أيضا مشاركة الناس مناسباتهم لكن حياتي الخاصة هي الأهم.