لاتزال مصر تمضي بخطوات سريعة وواثقة نحو الاستقرار والنمو الاقتصادي، ما يشيع حالة من التفاؤل بأنها لن تستغرق وقتا طويلا، حتى تعود إلينا مصر التي نعرفها، مصر الآمنة المستقرة المزدهرة التي تشكل مرتكزا لاجتذاب السائحين والمستثمرين… وهذا ما يلمسه كل زائر لأرض الكنانة خلال الفترة الحالية، وهو ما لمسناه نحن أيضا، في زيارة أخيرة للقاهرة، حيث شاهدنا عددا من الأفواج السياحية الكبيرة، القادمة من دول أوروبية وآسيوية، ما يعطي دلالة أكيدة على رسوخ الأمن والاستقرار اللذين هما الضمانة الأساسية لإقبال السياح على أي دولة.
من المشاهد التي استوقفتنا أيضا الميادين الرئيسية بالعاصمة، وقد تم إخلاء الباعة الجائلين منها، مع توفير أماكن بديلة لهم، الأمر الذي ساعد على سيولة المرور من ناحية، وأعاد إلى تلك الميادين بهجتها وانسيابيتها وجمالها المعتاد من ناحية أخرى… فإذا أضفنا إلى ذلك ما تمثله مدن أخرى خارج العاصمة، في شمال الدولة وجنوبها، من أهمية ومكانة سياحية واستثمارية، لأدركنا أنها تمضي بخطى ثابتة ومدروسة، في اتجاه تحقيق نهضة تنموية واستثمارية وسياحية تليق بمصر وشعبها، وبما نعرفه عنها وعن تاريخها المجيد، وحاضرها المبشر بالكثير.
ولعل ما وصلت إليه مدينة شرم الشيخ، في جنوب سيناء، واللمسات الأمنية والجمالية التي أضافها اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء كان لها دور كبير في عودة شرم الشيخ إلى أهميتها الكبيرة، ليس فقط على الصعيد السياحي والاستثماري، بل لكونها أيضا باتت ملتقى للمؤتمرات العربية والعالمية، والتي كان آخرها القمة الاقتصادية العالمية والقمة العربية، اللتين حققتا نجاحا كبيرا، لايزال صداه يتردد إقليميا ودوليا حتى الآن.
هذه المسيرة الموفقة، نحو استعادة المكانة السياسية والاقتصادية والسياحية لمصر، ستواصل انطلاقتها، ولن يعوقها شيء، لأنها تعبر في الأساس عن إرادة شعب عريق ومكافح، كما أنها تترجم أيضا إصرار قيادة سياسية على أن تحقق لشعبها كل أحلامه وأمانيه في غدٍ أفضل.