أكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أنه يجب ان تكون هناك وقفة جادة للنظر في الاحتقان الطائفي الذي بات يعصف بكيان أمتنا ويفتتها، فهذه العصبية هي الأخطر على وجود الأمة. وشدد سموه على ضرورة العمل على مستوى العالم والمحيط الإسلامي لمواجهة محاولات بعض التنظيمات الإرهابية رسم صورة لا تعكس حقيقة الإسلام.
وقال سموه، في افتتاح أعمال الدورة الـ 42 للمجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي: ان هذه التنظيمات اتخذت خلال هذه المحاولات من الإسلام اسما، والقتل والدمار وسيلة، والإرهاب نهجا، وترويع الآمنين أسلوبا حتى أصبحت صورة المجتمع الإسلامي والفرد المسلم مرتبطة بتلك الأعمال الإجرامية الدنيئة.
وإذ عبر صاحب السمو الأمير عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين لحادث التفجير الإرهابي المروع الذي وقع في أحد مساجد القديح في المملكة العربية السعودية، أكد سموه أننا كدول إسلامية تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة لتصحيح هذه الصورة المشوهة، وتعريف العالم بحقيقة ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه الإنسانية السامية.
وزاد سموه: ان علينا مضاعفة الجهود لوضع حد للصراعات والنزاعات التي تشهدها بعض دولنا الإسلامية، والتي يعاني منها العديد من دولنا، لافتا سموه إلى ان الكارثة الإنسانية في سورية التي لم تنجح معها الجهود وعلى جميع المستويات لإنهائها رغم مرور خمس سنوات ازدادت معها أعداد القتلى والجرحى واللاجئين.
وقال سموه: نؤكد هنا مجددا أن حل هذه المسألة لن يكون إلا بالطرق السلمية بعيدا عن الآلة العسكرية. وحول البرنامج النووي الايراني، اكد سموه انه في الوقت الذي رحبنا فيه بالاتفاق الاطاري الذي تم بين مجموعة «5+1» من جهة وايران من جهة اخرى ونأمل ان تستكمل الاجراءات بالتوقيع النهائي في نهاية شهر يونيو المقبل، نجدد الدعوة للجارة ايران إلى التعاون مع المجتمع الدولي والتجاوب مع جهود دول المنطقة في بناء علاقات حسن جوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون لصيانة أمن واستقرار المنطقة.
هذا وكرمت منظمة التعاون الإسلامي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمناسبة منحه لقب «قائد للعمل الإنساني» وتسمية الكويت «مركزا للعمل الإنساني».
وجاء تكريم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ 42 لمجلس وزراء خارجية المنظمة.
وقال الامين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د. اياد مدني ان تكريم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «قائدا للعمل الإنساني» اتى من اعلى منظمة عالمية و«يزيدنا اعتزازا وفخرا».
وأضاف د. مدني في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 42 للاجتماع الوزاري لدول منظمة التعاون الإسلامي بمناسبة تكريم المنظمة لصاحب السمو الأمير ان «منح سموه هذا اللقب اعتراف بجهود سموه المميزة وغير المسبوقة في العمل الإنساني الدولي ومن اجل الإنسانية».
وأعرب عن خالص تهانيه لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمناسبة منح سموه لقب «قائد للعمل الإنساني» وتسمية الكويت «مركزا للعمل الإنساني»، مشيرا إلى ان منح هذا اللقب الرفيع المستحق لسموه من قبل الامم المتحدة «ما هو الا تكريم لجميع الدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي».
واضاف د. مدني انه لا يخفى على احد ان الكويت سنت لنفسها منذ استقلالها نهجا ثابتا تمثل في تنظيم المساعدات الإنسانية والتنموية لكل البلدان المحتاجة بعيدا عن المحددات الجغرافية والدينية والعرقية انطلاقا من عقيدتها الإسلامية بأهمية الشراكة الدولية.
وأكد ان ما تقدمه الكويت بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من عطاءات سخية لم تحكمها مطلقا الاعتبارات الدينية أو اللون أو الجنس أو المكان انما «انطلقت من مبادئ تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف»، مشيرا إلى ان الجمعيات الخيرية الكويتية سطرت صفحات من الدعم المتواصل لعدة مشاريع إنسانية في آسيا وافريقيا وأصبحت احد العناوين البارزة لايادي الخير.