أشادت قانونيات باهتمام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد بمكافحة المخدرات وتوجيه الضربات لتجار السموم.
وكان وزير الداخلية قد أكد الاستعداد للحملة على أوكار المخدرات، وقال: «عند انتهاء مهلة جمع السلاح غير المرخص ستباشر اجهزة وزارة الداخلية بشن حملات امنية اخرى لا هوادة فيها على اوكار المخدرات».
ومن جانبها قالت المحامية امام محكمة التمييز والدستورية العُليا بشاير حبيب جعفر: ننوه بالموقف الكبير والمشرف لوزير الداخلية الشيخ محمد الخالد في تفعيل حملة جمع السلاح التي لاقت صيتا كبيرا وأثرا واضحا في المجتمع الكويتي، لما زرعته في نفوس المواطنين والمقيمين من اهمية التلاحم والسعي للحفاظ على الأمن العام وتعزيز الوحدة الوطنية، ومما لا شك فيه ان اقدام وزير الداخلية في خطوة مستقبلية لإنشاء حملة اخرى ذات اهمية كبيرة ايضا وهي «حملة القضاء على المخدرات» ومنعها والتي انتشرت بشكل كبير أخيرا وضربت شريحة كبيرة في المجتمع وهي فئة الشباب.
وأوضحت الحبيب أن المخدرات هي آفة العصر وقد عمد زارعو وموزعو هذه السموم إلى اتباع اساليب اكثر سرية وخطط شيطانية للتمكن من بيعها وترويجها حتى وصلت إلى فصول وساحات المدارس وضحيتها هم الطلبة! وقد انتشرت كذلك انواع جديدة من المخدرات الرخيصة نسبيا مقارنة بالأنواع الاخرى المنتشرة سلفا، ومن هذه المخدرات الرخيصة (الشبو)، وهي بودرة بيضاء انتشرت أخيرا بكثرة لرخص ثمنها، وكذلك اصبحت متداولة وفي متناول اليد بين الشباب والكبار على حد السواء، ومن اشهر اضرارها هو الموت المفاجئ والموت المبكر.
واختتمت الحبيب قائلة: لذلك نحن ننوه بدور وزارة الداخلية وعلى رأسها الوزير الشيخ محمد الخالد وكذلك افراد الشرطة والعاملين في الوزارة ونهيب بهم إلى ضرورة اتخاذ الاجراءات السريعة لنشر حملة ضد المخدرات والقضاء عليها لما لها من اثار مدمرة على المجتمع وأفراده.
فيما أشادت المحامية والقانونية تسنيم أشكناني بالخطوة التي قام بها وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد بتفعيل قانون جمع السلاح، وقالت: لا شك أن إقدام وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد على حملة أخرى للقضاء على المخدرات هي خطوة موفقة من وزير الداخلية، مشيرة إلى أن جرائم المخدرات أصبحت تتصدر احصائية الجرائم والمؤثرات العقلية في دولة الكويت، ونجد المحاكم والنيابة تعمل بأقصى جهدها في التحقيق ومحاكمة المتهمين في هذه الجرائم.
وأوضحت أشكناني أن مشكلة المخدرات عالمية تؤرق الشعوب في الفترة الأخيرة، وقد زاد انتشارها بسبب تفنن بعض المروجين بجلب أنواع مختلفة تحت مسميات وهمية منها أبو عقرب والأرنب والطيارة والبالونة وبتهوفن والقلعة والجمال والشوق والمزيونة والأبيض، وهي كلها سموم فتاكة تندرج تحت نوع المهلوسات وتعتبر أشكالا مختلفة للترامادول والشبو والكبتاجون (الكبتي).
ولفتت إلى أن النصوص الجزائية والتشريعات الكويتية تضع العقوبات والضوابط الصارمة لمرتكبي ومروجي هذه الآفات، ولا يخلو يوم الا وان تقرأ بصدور حكم اعدام أو مؤبد أو عقوبة حبس مدتها 15 عاما، وبالرغم من ذلك نجد أن هذه الجرائم والمخدرات والمؤثرات العقلية تزداد يوما بعد يوم، مؤكدة على ضرورة تضافر جهود مؤسسات الدولة ووضع قرارات جزائية لمنع الأسباب الحقيقية من انتشار هذه المخدرات، داعية مؤسسات الدولة لاحتواء الشباب ومنحهم الفرص العلمية لشغل اوقات الفراغ وألا تبخل على توفير كل ما يساعدهم، لافتة إلى أن بعض الدول تخصص جزءا كبيرا من ميزانيتها للتنمية البشرية قبل التنمية الاقتصادية.
وبينت أشكناني اننا نحتاج إلى وقفة صارمة لمحاربة هذا الخطر، كما أن السلطة التشريعية والتنفيذية يقع عليها حمل كبير في مواجهة ذلك الخطر، مطالبة بصياغة تشريعات تناسب الوضع الحالي الذي يتطور بشكل مستمر، لافتة إلى أن المخدرات تجعل الشخص يفكر في ارتكاب جرائم أخرى في سبيل الحصول على المخدرات مثل جرائم السرقة التي تؤثر بعقله إلى درجة ارتكاب الجرائم.
وقالت المحامية والقانونية هناء بوجروة ان انطلاق حملة للقضاء على أوكار المخدرات بعد حملة جمع السلاح التي مازالت فيها أيام معدودة هو أمر جيد، مشيرة إلى أن مثل هذه الحملة كان يحتاجها الشعب الكويتي منذ فترة كبيرة، وهذه الحملة من شأنها أن تحمي الشباب الكويتي من تجار المخدرات والإدمان، مؤكدة أن التشريعات التي وضعها المشرع الكويتي في هذا الشأن كافية، لكن في نفس الوقت نحتاج إلى تطبيق صارم لمثل هذه القوانين في ظل ازدياد قضايا المخدرات في الفترة الأخيرة فما أن يمضي يوم إلا ونجد أن هناك تاجرا أمسكوا به.
وناشدت بوجروة الشيخ محمد الخالد سرعة إطلاق تلك الحملة، مبينة أن ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان تعد من أخطر المشكلات التي تؤثر في المجتمع والصحة لما لها من عواقب وخيمة تهدد مصدرا من أهم المصادر البيئية المتاحة للتنمية، وهو المصدر البشري، فقد أثبتت الدراسات المختلفة مدى التأثير السلبي الذي يتركه تعاطي المخدرات على جوانب الفرد المختلفة، سواء على النواحي النفسية أو العقلية أو الاجتماعية أو الصحية أو الاقتصادية أو الأمنية تطور حجم مشكلة التعاطي، مشيرة إلى أن المتابع لحجم قضية المخدرات يلاحظ مدى الاستهداف الذي يشنه أعداء الأمة على هذا الوطن من حيث ازدياد المضبوطات واختلاف أنواعها وتغيير أساليب التهريب ووسائلها.