• نوفمبر 22, 2024 - 1:40 مساءً

متخصصون لـ الخليج : محاربة التدخين حماية للإنسان من شرور السرطان

أعلنت وزارة الصحة أن البنود المتعلقة بمكافحة التدخين ضمن قانون حماية البيئة الجديد التي سيتم تطبيقها قريبا، حيث يجرى العمل حاليا على تفعيل الجوانب الاجرائية والقانونية وسن التشريعات المتعلقة بها، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة ووزارات الداخلية والعدل والصحة.
«الخليج» ناقشت مع عدد من المختصين أهمية هذا القانون والأضرار التي يسببها التدخين على صحة الإنسان. وفيما يلي التفاصيل:
بداية قال وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتور قيس الدويري إن البنود المتعلقة بمكافحة التدخين ضمن قانون حماية البيئة الجديد سيتم تطبيقها قريبا، حيث يجرى العمل حاليا على تفعيل الجوانب الاجرائية والقانونية وسن التشريعات المتعلقة بها، وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة ووزارات الداخلية والعدل والصحة.
وقال الدويري ان القانون الجديد يحمل عقوبات مغلظة على المنشآت والمؤسسات والأفراد، مؤكدا ان الوزارة تعمل جاهدة لمكافحة ظاهرة التدخين لآثارها الصحية المدمرة وباعتبارها بداية لطريق الإدمان.
وشدد على أهمية تضافر الجهود لمنع انتشار هذه الظاهرة، لاسيما وأن الإحصائيات الأخيرة بينت ارتفاع نسب التدخين بين الشباب والنساء، مشيرا إلى اتباع مجموعة من الإجراءات لمكافحته منها زيادة الضرائب على التبغ ووضع الملصقات والعبارات التحذيرية على منتجاته، فضلا عن تشديد الرقابة لمنع تهريبه عبوات السجائر كونها بعيدة عن الرقابة والمعايير.
من جانبه قال رئيس الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان د. عبدالرحمن العوضي: إن الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين تسعى دائما إلى أن تظهر بعض الجوانب الضارة للتدخين على أمل إيصال الرسالة للمجتمع، من خلال العديد من الحملات التوعوية التي تقوم بها، لافتا إلى أهمية إيصالها لشريحة الشباب بشكل خاص.
وبين العوضي أن هناك إجماعا دوليا على مكافحة التدخين وذلك من خلال قوانين جديدة وقيود للحد منه، لافتا إلى أن الجمعية تسعى إلى مكافحة التدخين منذ عشرين عاما ولاحظنا الاهتمام من قبل العديد من المؤسسات خلال السنوات الست الأخيرة بمكافحته عبر مبادرات لمحاولة مساعدة المجتمع لمكافحته.
وأوضح أن سرطان الرئة الذي يمثل التدخين عنصرا رئيسيا للإصابة به يعد ثاني أنواع السرطان بعد سرطان الثدي، مبينا أن نسبة الإصابة بسرطان الرئة في الكويت حسب إحصائية منذ عامين 112 إصابة بشكل سنوي، ونصح النساء بالبعد عن التدخين خاصة الشيشة والتي تعد أكثر خطرا من السجائر.
وقال: البعض يعتقد بأن الشيشة أقل خطرا من السيجارة، وهذا الأمر غير صحيح وهي شائعة أطلقتها إسرائيل قبل 20 عاما، حيث إن رأس التومباك الواحد يعادل تدخين 20 سيجارة، والسيئ أن النساء يتشبهن بالرجال في تدخين الشيشة، وهو الأمر الذي يجب وقفه لأنهن قدوة لأبنائهن والمجتمع ككل، وأتمنى أن نصل بالتوعية إلى كل مكان للحد من مخاطر التدخين.
من ناحيته قال رئيس لجنة مكافحة التدخين والأمين العام للاتحاد الخليجي لمكافحة التدخين أنور بورحمة إن الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان قد حركت عيادتها المتنقلة لمكافحة التدخين في الكثير من الحملات التوعوية لتدق بها ناقوس خطر وتوجه من خلالها رسالة مهمة إلى المسؤولين عن تفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة وهو القانون 15 لسنة 1995 الذي بذلت الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان، بقيادة د. عبدالرحمن العوضي، مجهودا كبيرا من أجل إصداره منذ أكثر من 17 عاما، ومنذ إصدار القانون ولم يتم التطبيق فضلا عن التفعيل ولم يتم مخالفة أي جهة سمحت بالتدخين في الأماكن العامة والمغلقة.
وأشار بورحمة إلى أن أضرار التدخين صارت الآن أكثر خطورة على الأسرة الكويتية بسبب التدخين القصري أو غير المباشر، حيث أصبح عدد ضحايا التدخين القصري على مستوى العالم 600 ألف ضحية سنويا معظمهم من الأطفال والنساء غير المدخنين تدخينا مباشرا، وهو ما يجعلنا أمام مسؤولية أخلاقية من الدرجة الأولى لن تغفر لنا الأجيال المقبلة إذا تخلينا عن القيام بها.
من جانبها قالت الدكتورة أمل محمد اختصاصية في طب العائلة: ان الأضرار التي تحدث بسب تدخين السيجارة تحدث أيضا بسبب تدخين الشيشة، ولكن بشكل مضاعف منها احمرار العينين وزوال نعومة الشعر وتجعده وشحوب الوجه إضافة إلى ضمور الشعيرات المخاطية، وتحول الأسنان إلى اللون الأصفر ثم اللون الأسود وانبعاث روائح كريهة من الفم بخلاف الاضطرابات التي تحدث للدورة الشهرية وانقطاعها تماما بالنسبة للمرأة، والفتاة المدخنة بشكل متواصل معرضة للإصابة بالسرطان لأن زيادة ضغط الدم والسكر، بالإضافة إلى حبوب منع الحمل، تؤدي إلى سرطان عنق الرحم.
وتضيف إن مكونات الشيشة لا تختلف عن مكونات تبغ السجائر ودخانها، حيث إن بها ما لا يقل عن 4000 مادة سامة، أهمها النيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون والقطران والمعادن الثقيلة والمواد المشعة والمسرطنة والمواد الكيميائية الزراعية ومبيدات الحشرات وغيرها الكثير من المواد السامة.
وشددت على أهمية أن تتحرى الأسرة عن أصدقاء أبنائها قبل أن يتلفوا بتقليدهم أو يسيروا في طريق خطأ، مشيرة إلى أن مدخنات للشيشة على سبيل المثال من الفتيات إما من أسر غنية أو من أسر متوسطة ولكن لديهن الرغبة في التمرد على أحوال المعيشة التي يعشن فيها.
وقالت: تدخين النساء للشيشة أثناء الحمل يؤدي إلى تناقص وزن الجنين، كما يعرض الأجنة إلى أمراض تنفسية مستقبلا، أو إلى حدوث الموت، كذلك من التأثيرات الأخرى بحة الصوت، واحتقان العينين، وظهور تجاعيد الجلد والوجه خصوصا في وقت مبكر.
من ناحيته قال أستاذ علم الاجتماع في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور خالد الشلال: التدخين خاصة تدخين النساء من المظاهر المؤسفة التي بدأت بالانتشار في المجتمعات العربية أخيرا، وانتشار مقاهي الشيشة حتى أصبح هذا الأمر اعتياديا ومن العادات الاجتماعية التي أصبح لا أحد يستهجنها أو يستنكرها، والأدهى من ذلك انتشار هذه الآفة الضارة بين النساء في المجتمعات العربية، حتى أصبح منظر النساء المدخنات للشيشة أمرا اعتياديا في كثير من المجتمعات.وأضاف: قد يكون أحد مسببات هذا الأمر هو الجهل بمخاطر التدخين، مما يعود بالسلب على الأسرة وعلى الأطفال، لأن الطفل يخرج إلى الحياة فيجد أمه تدخن وكذلك والده، فتصبح مسألة التدخين لديه أمرا اعتياديا، ويخرج إلى المجتمع مقلدا لوالديه، باحثا عن التدخين.
وأوضح أن مدخني الشيشة يجلسون في العادة في مجموعات من الأفراد المدخنين وغير المدخنين، ومع مضي الوقت في التدخين فإن الجو يتشبع بالدخان وهنا تكمن خطورة التدخين السلبي (اللا إرادي)، فمن الثابت علميا الآن أن التبغ يحوي مادة النيكوتين وهي المادة المسؤولة عن الإدمان، وهكذا مع استمرار التعرض للدخان فإن غير المدخنين ممن يخالطون ويجالسون المدخنين يقعون فريسة للتدخين بعد فترة من الزمن.
وأشار الشلال إلى أن البعض ممن يدخنون الشيشة يعتقدون أن استعمال الشيشة أو الأرجيلة قليل الضرر بالمقارنة مع منتجات التبغ الأخرى كالسجائر والسيجار والغليون، لكن العلم والحقيقة تشير إلى عكس ذلك، فجميع منتجات التبغ مختلفة بالشكل ولكنها متشابهة في الضرر، ويكفي أن نعلم أن التدخين بالشيشة في جلسة تستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات يعادل تدخين من 10 إلى 20 سيجارة، كما أشارت بعض الدراسات العلمية.

Read Previous

الشيخة أمثال الأحمد: علينا الحفاظ على المباني التراثية لتبقى معلمًا تاريخيًا

Read Next

التأمين الصحي للمتقاعدين .. الدولة لا تنسى أهل العطاء

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x