• نوفمبر 21, 2024 - 6:59 مساءً

عُمان .. نموذج فريد في تسوية ملفات الحدود

لم تكن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية في منطقة بحر عُمان التي تبلغ نحو 450 یلومترا ،للوصول إلى تحديد خط الحدود البحرية الفاصل بين البلدين والتي تم توقيعها في العاصمة العُمانية مسقط ، إلا تجسيدا وترجمة حقيقية لمبادئ الديبلوماسية العٌمانية التي ترتكز على مجموعة من المنطلقات والثوابت الراسخة التي تحدد سياستها الخارجية، فتعزيز التعاون وحسن الجوار واحترام سيادة الدول واستقلالها وحل الخلافات التي تنشأ بين الدول بالطرق السلمية هي ركائز أساسية تميز الديبلوماسية العٌمانية في تحركاتها الخارجية.
لم يكن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين عُمان وإيران هو الأول من نوعه، إذ قامت السياسة والديبلوماسية العمانية بالعمل على تسوية ملفات حدودها البرية والبحرية بحكم امتداد وطول سواحلها مع دول الجوار الجغرافي بالطرق والوسائل الديبلوماسية كمبدأ ثابت من مبادئها السياسية في التعامل مع الآخر.
في يونيو من عام 2000 وقعت سلطنة عمان وباكستان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما، إذ يبلغ طول الخط الفاصل بين البلدين في بحر عُمان 270 كيلومترا ويتضمن تسع نقاط لترسيم الحدود البحرية بينهما. وقد عملت هذه الاتفاقية على حل الكثير من المشكلات التي كانت موجودة في الماضي والخاصة بمصائد الأسماك والثروات البحرية وأعطت الفرصة لاستغلال هذه الثروات.
وفي 14 ديسمبر 2003 وقعت سلطنة عمان واليمن على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بينهما والتي جاءت في إطار اجتماع اللجنة السياسية المشتركة بين البلدين.
ومن ناحية أخرى فقد مر ترسيم الحدود البرية بين سلطنة عُمان واليمن بمرحلتين: الأولى كانت قبل قيام الوحدة اليمنية، حيث كانت البداية إثر المساعي الحميدة التي بذلتها دول مجلس التعاون الخليجي، لإنهاء الخلاف الذي كان قائما بينهما، والتي كللت بتوقيع اتفاق المبادئ الذي أنهى مشكلة الحدود بين البلدين.
أما المرحلة الثانية: فبعدما تمت الوحدة بين شطري اليمن كان الموقف أكثر إيجابية؛ فقد دخلت المفاوضات بعد قيام الوحدة مرحلة اتسمت بالجدية والإصرار على إنهاء هذا الملف الشائك.
ومما لا شك فيه أن السلطان قابوس سلطان عمان ومنذ وقت مبكر جدا كان له نظرة استراتيجية بعيدة المدى بشأن اليمن باعتباره العمق التاريخي والاستراتيجي والسياسي للخليج؛ فلا شك أن استقرار اليمن هو من استقرار دول الخليج وقد أعلن السلطان قابوس ذلك صراحة حيث قال: «إن اعتزازنا بهذه الثوابت ما هو إلا اعتزاز بالتاريخ المشترك والهدف الواحد للوصول إلى سعادة ورفاهية الشعبين الشقيقين العُماني واليمني».
وتأسيسا على ذلك وفي الثاني عشر من نوفمبر 1992 تم توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين سلطنة عُمان واليمن في صنعاء.
وفي 22 يوليو 2008 وقعت سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة على قوائم الإحداثيات والخرائط النهائية الموضحة لخط الحدود الممتد من شرقي «العقيدات» إلى «الدارة» على الخليج العربي.

Read Previous

السفير قطان: السعودية ومصر نموذج يحتذى في العلاقات

Read Next

طيران الجزيرة تقدم طلبًا رسميًّا للاستحواذ على 35 في المائة من «الكويتية»

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x