شدد وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية وزير العدل يعقوب الصانع على أهمية التعاون مع وزارة الداخلية لحفظ أمن المساجد بعد الاحداث الارهابية المؤسفة التي شهدتها المملكة العربية السعودية، مشيدا بجهود الداخلية بالقول: «إنني كمواطن لا كمسؤول فقط أرى أن كل من يشاهد الاجراءات التي تقوم بها يشيد بهذه الاجراءات الرائعة».
وقال الصانع، على هامش حضوره افتتاح مسجد العترة الطاهرة في المنقف: «إن دورنا (في وزارة الأوقاف) امن مجتمعي يتعلق بالفكر ومناقشة ومناظرة الحجة بالحجة وهناك تنسيق كبير بيننا وبين الداخلية فقد اجتمعت منذ ايام قيادات الوزارتين للتنسيق خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان».
وأضاف: «نتمنى أن تكون الكويت واحة امن واستقرار، فها قد شهدنا كل مكونات المجتمع في افتتاح مسجد العترة الطاهرة ولا نشعر بأي فرق بين شريحة او طائفة، لأننا جبلنا ونشأنا على ان هذه الدولة دائما الامور فيها تسير في إطارها الصحيح، وإن كانت هناك تحديات كبيرة من تنظيمات إرهابية فإننا نعول على وحدتنا الوطنية وتضافر جهود المواطنين والمقيمين الشرفاء لنفوت الفرصة على اعداء الامة الاسلامية». وردا على تساؤل بخصوص اقتراحه وضع كاميرات في المساجد والبدء بالمسجد الكبير، قال: «ان المسجد الكبير يجب مراقبته امنيا بالكاميرات حتى يشعر مرتادوه من آلاف المصلين بالأمن، وقد تزامن الاقتراح مع الاحداث المؤسفة في السعودية، وبعد ان كانت النية موجودة اصبح من الواجب علينا تطبيقها، ونأمل ان تعمم التجربة على كافة مساجد الكويت، وسيكون هناك تنسيق بين الداخلية والاوقاف في حسم مسألة تبعيتها».
وشدد الصانع على ان رسالة المسجد ستظل قوة داعمة للمجتمع في وجه كل فكر طائفي يعمل على تمزيق مجتمعنا، لافتا إلى انه يجب علينا ان نحسن استعمال منابر المساجد لما فيه خير لديننا ومجتمعنا وامتنا الاسلامية.
واشار إلى ان مساجد الكويت قاطبة مازالت تمارس ادوارها المجتمعية على صعيد ترسيخ الوحدة الوطنية، مؤكدا على انه يجب علينا كمجتمع كويتي ان نحافظ على هذه القيم والمكتسبات.
من جهته، أبدى متولي مسجد العترة الطاهرة المستشار في الديوان الاميري محمد أبو الحسن حرصه على تسلم امانة بناء مسجد العترة الطاهرة «برغم ما تواجهه المنطقة اليوم من عواصف الفتن الطائفية والارهاب والتطرف البغيض والميول العدوانية ورفض الاخر والتي كان آخرها التفجيرين الارهابيين اللذين ضربا مسجدين في القطيف والدمام»، مستنكرا «هذا العمل الارهابي الجبان الذي راح ضحيته شباب قدموا انفسهم شهداء لحماية المصلين».
وقال أبوالحسن: «بفضل من الله وبحكمة قيادتنا الرشيدة تحت راية صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد وبتلاحم ابناء الشعب الكويتي استطعنا ان نحافظ على وحدة نسيج مجتمعنا وترابطنا الاجتماعي، بعيدا عن اي طائفية او فئوية»، مؤكدا ان «المجتمع الكويتي اليوم احوج إلى المحافظة على هذه المكتسبات الاجتماعية».
وقال أبو الحسن «ان هذا التواجد الكبير من الحضور في يوم الافتتاح والذي شمل مختلف اطياف المجتمع من سياسيين ومسؤولين ونواب ووزراء وقيادات امنية ومواطنين تجسيد للوحدة الوطنية الاصيلة والترابط بين مختلف فئات المجتمع، وما أشبه الليلة بالبارحة التي تعود إلى عام 1966 عندما افتتح مسجد النقي في الدسمة بمشاركة عبدالله الجابر الصباح ومشايخ وعلماء ومجموعة كبيرة من المواطنين». وأشار أبو الحسن إلى انه «بعد افتتاح المسجد تأكدنا كم كانت منطقة المنقف بحاجة إلى مسجد للشيعة من خلال استقبال المسجد لأعداد كبيرة من المصلين حيث وصل في صلاة الجمعة إلى ما يزيد على 400 مصل»، لافتا إلى ان «القائمين على المسجد سيبذلون ما بوسعهم لجعل المسجد مركزا دينيا وثقافيا واجتماعيا يعمل على نشر المحبة والتآخي والتعاون ونبذ التعصب والطائفية بين ابناء المجتمع الواحد».
وذكر ان الجهود اجتمعت وتضافرت وامتدت ايادي الخير للمساهمة في انجاز وافتتاح مسجد العترة الطاهرة لافتا إلى انه ابتداء من تحديد موقع المسجد في المنقف، وإلى يومنا هذا كان هناك رجال سخروا وقتهم وطاقتهم من اجل تذليل جميع العقبات التي واجهت بناء وانشاء هذ المسجد.
من جانبه، اكد امام وخطيب مسجد العترة الطاهرة الشيخ سعد فوزان ان «هناك دورا مهما يقع على عاتق خطيب وامام المسجد، حيث يساهم من خلال خطبه ومحاضرته في تقديم الصورة الناصعة للإسلام التي تحث على الوحدة والتعايش بين ابناء المجتمع الواحد»، مشيرا إلى أنه «سيعمل والقائمون على المسجد ليكون مركزا دينيا وثقافيا واجتماعيا يتبنى ويحتضن الشباب المسلم تحت راية الاسلام».
وقال: ان دور المسجد الحيوي الذي يقوم به في المجتمع لا يمكن لاي شخص ان يقوم به، لافتا إلى ان الدور الديني والاجتماعي والثقافي الذي يقوم به المسجد يمثل نقطة اساسية في تكوين واصلاح المجتمع الاسلامي.
واضاف الشيخ فوزان ان اللقاءات بين المؤمنين في المسجد خلال الصلوات الخمس وخلال الانشطة الثقافية والاجتماعية التي يقيمها المسجد تعزز من ترابط ابناء المجتمع، كما تعزز التواصل واللقاءات بين مختلف اطيافه في اجواء ايمانية خالصة، مشيرا إلى ان تلك اللقاءات تعزز أيضا روح التعاون والمحبة والالفة وتساهم في ترسيخ الوحدة الوطنية بين مختلف اطياف المجتمع الكويتي.
من جانبه، أعلن صاحب فكرة تأسيس المسجد عدنان ابو الحسن أن «فكرة بناء المسجد كانت تراوده منذ الصغر إلى ان تبلورت الفكرة وأخذها على عاتقه عمي المستشار بالديوان الاميري محمد ابو الحسن وخلال 8 سنوات تجاوزنا الصعاب فيها وتحولت الفكرة إلى حقيقة بمساحة 1750 مترا مربعا ليتسع 700 مصل، بينما المصلى النسائي بالدور الاول يتسع لـ250 مصلية وسنقوم بتوسعة المسجد مستقبلا، ليصل اجمالي المساحة بعد التوسعة إلى 2700 متر بفضل المساهمات الكريمة للايادي البيضاء من جميع شرائح المجتمع الكويتي الذي جبل على حب العطاء».
وأعرب في ختام كلمته عن شكره لكل من ساهم في بناء المسجد من مؤسسات الدولة، خاصة وزارة الاوقاف وبلدية الكويت وشركة نفط الكويت والمجلس البلدي ومحافظة الاحمدي ومختار المنقف، مؤكدا ان المسجد سيقوم بدوره الديني والتعليمي والتثقيفي لنشر الافكار التي تكرس الوحدة الوطنية بالتركيز على الافكار الوسطية ونبذ العنف والطائفية.