قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن المباحثات التي أجريت مع دولة المجر مهدت الطريق لتشكيل أساس عميق للتعاون بين البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية. مضيفا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أن المشاورات مع الحكومة المجرية أسفرت عن اتفاق وتقارب في الرؤى بالقضايا الإقليمية وذات الاهتمام المشترك.
ووجه الرئيس السيسي شكره للمجر على موقفها الإيجابي من عملية الانتقال الديمقراطي في بلاده، قائلا إن «دولا أخرى تجاهلت التهديدات الإرهابية في سيناء وعلى طول الحدود الغربية لمصر».
وكان الرئيس السيسي قد وصل العاصمة المجرية بودابست، في ثاني محطة خلال جولته الأوروبية بعد ألمانيا التي التقى فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومسؤولين ورجال أعمال وبرلمانيين ألمانا.
وأوضح السيسي أن المجر احترمت إرادة الشعب المصري وساندت اختياراته، معربا عن رغبته في مساندة المجر لمصر داخل الاتحاد الأوروبي في ضوء التحديات التي تواجهها بلاده.
وتخفف الرئيس السيسي خلال زيارته للمجر من الأزمات السياسية التي سعت جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد خصمه الرئيسي، لإثارتها خلال زيارة ألمانيا التي تشهد نشاطا لأنصار الجماعة. وواجه الرئيس المصري في ألمانيا انتقادات بشأن ملف أحكام الإعدام التي صدرت بحق قيادات في الجماعة.
وأعلن الرئيس السيسي أن مصر والمجر وقعتا على بيان مشترك يعبر عن عمق العلاقات الثنائية والاتفاق في المواقف حيال الكثير من القضايا الإقليمية والدولية ومكافحة الإرهاب في المنطقة. وأعرب الجانبان خلال البيان المشترك عن أملهما في إجراء حوار سياسي واستراتيجي رفيع المستوى بشكل منتظم، بما يسمح بتحديد فرص التعاون الجديدة وتنسيق جهودهما ومناقشة الموضوعات الدولية ذات الاهتمام المشترك.
ورحب الجانب المجري في البيان المشترك بنجاح مصر في تحسين الوضع السياسي والاِقتصادي والأمني، فضلا عن التقدم المحرز على صعيد عملية الانتقال السياسي، كما أعرب عن دعمه السياسي الكامل للسلطات المصرية في حربها ضد الإرهاب والتطرف.
وأعلنت المجر، بوصفها دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي، التزامها بدعم تطلعات مصر لتعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، ورحبت بالدور الاستراتيجي المتنامي لمصر في الشرق الأوسط وأفريقيا، كما شجعتها على مواصلة الجهود الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال البيان المشترك إن مصر والمجر يعربان عن «قلقهما البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في ليبيا والتهديد المتصاعد للإرهاب فيها، والذي يؤثر أيضا على أمن واستقرار الدول المجاورة. ومن هذا المنطلق، فإنهما يدعمان بقوة تنفيذ استراتيجية لمكافحة الإرهاب بالتوازي مع الحوار السياسي وعملية المصالحة وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وقال الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك إنه عقد «مشاورات موسعة مع رئيس الوزراء المجري الصديق حيث استعرضنا التطورات في الشرق الأوسط وأوروبا، وأكدنا على أهمية التعاون الثنائي بيننا، بما في ذلك المجالات التجارية والاقتصادية».
وأضاف الرئيس المصري أنه أوضح الموقف المصري إزاء قضية مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى التنسيق القائم بين جميع المنظمات الإرهابية، وكذا رؤية مصر لحل الأزمة الحالية في ليبيا، كما ناقشنا أيضا الأزمة السورية والوضع في العراق.
وأشار السيسي إلى تقارب الرؤى بين البلدين، الذي وصل في أحيان كثيرة لحد التطابق، معربا عن ارتياحه بشأن المشاورات الجارية التي تضمنت الكثير من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وقال الرئيس السيسي: «أعربت عن شكري وامتناني للمجر بشأن موقفها الإيجابي من عملية الانتقال الديمقراطي في مصر رغم الموقف السلبي لبعض الدول الأخرى التي تجاهلت التحديات التي تواجه مصر في التعامل مع التهديدات الإرهابية في سيناء وعلى طول حدود مصر الغربية».
من جانه، أكد رئيس الوزراء المجري، أوربان، أن بلاده تسعى إلى تعاون عسكري مع مصر، مؤكدا أن المدنيين يحتاجون إلى خبرة العسكريين في الكثير من المجالات، مضيفا خلال المؤتمر الصحافي المشترك، أن المجر تؤمن بالتنوع الثقافي وتحترم إرادة وخيارات الشعب المصري، وتتمنى لمصر النجاح والتطور الاقتصادي. وأعرب رئيس الوزراء المجري، عن رغبة بلاده بتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر في مختلف المجالات، مبديا سعادته بزيارة الرئيس المصري إلى دول أوروبا. وقال أوربان «إنني أجريت مباحثات اليوم مع الرئيس السيسي، حول كيفية مساهمة المجر في تطوير الاقتصاد المصري»، مؤكدا أن الاتفاقيات التي تم توقيعها أمس في بعض المجالات يمكن أن تكون بداية لمزيد من التعاون، الذي يمكن أن يشمل هندسة السكك الحديدية والصحة وقطاع المياه وتقنيات إدارة المدن. وقال بيان للرئاسة المصرية، إن جلسة المباحثات بين السيسي ورئيس الوزراء المجري تناولت سبل التعاون في شتى المجالات لا سيما المجالين الاقتصادي ومكافحة الإرهاب.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد عقد لقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمقر المستشارية بالعاصمة برلين، وذلك بعد أن انتهى لقاء القمة الذي عقده مع الرئيس يواخيم جاويك بمقر الرئاسة في بلفيو.
وعقد كل من الرئيس السيسي والمستشارة الألمانية مؤتمرا صحفيا عالميا تناول ما وصلت إليه محادثاتهما المشتركة.
وقال السيسي في المؤتمر: « إن ألمانيا تتفهم الأوضاع السياسية في مصر»، موضحا أن ما يحدث في مصر والمنطقة أمر عظيم جدا يجب الانتباه إليه.
وقال: لولا مصر ومحاربتها للفاشية الدينية كانت ستشهد بلاده حربا فظيعة وكان سيكون هناك ملايين اللاجئين نتيجة ذلك وهو أمر لا نسمح بالقيام به. وشدد السيسي على ضرورة احترام أحكام القضاء في بلاده، موضحا أن معظم أحكام الإعدام التي صدرت هي غيابية تسقط بمثول المتهمين أمام القضاء لتبدأ محاكمتهم من جديد. ولفت إلى أن الأحكام التي تصدر ليست نهائية، إذ إن هناك عدة مراحل للتقاضي.
وضم الوفد الرسمي المرافق للسيسي بألمانيا عددا من الوزراء كما يضم الوفد الشعبي عددا من الإعلاميين والفنانين المصريين والشخصيات العامة.