رد الأزرق الدين إلى نظيره اللبناني وخطف فوزا ثمينا في المباراة التي اقيمت في الجولة الاولى من تصفيات كأس العالم بهدف مقابل لا شيء سجله البديل يوسف ناصر؛ ليدون الأزرق اول ثلاث نقاط له في المجموعة التي تضم ايضا كلا من كوريا الجنوبية ولاوس ومينامار.
وعاد الأزرق بأهم شيء من المباراة وهو الفوز، على الرغم من ضعف الاداء في الشوط الاول بصفة خاصة الذي لم يكن لمنتخبنا خلاله اي فاعلية هجومية على المرمى.
بدأ المدير الفني للأزرق نبيل معلول المباراة بتشكيلة مكونة من سلمان عبدالغفور في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي فهد عوض ظهير ايسر ومساعد ندا وخالد ابراهيم قلبي دفاع وفهد الهاجري ظهير ايمن، وفي وسط الملعب عول على كل من سلطان العنزي وفهد الأنصاري محوري ارتكاز، وعلى الجانب الايسر فهد العنزي، فيما لعب فيصل زايد في مركز الجناح الايمن، وفي المقدمة علي مقصيد تحت رأس الحربة المتقدم عبدالعزيز المشعان رأس الحربة الصريح.
وجاءت تشكيلة معلول مثيرة للدهشة للكثير من المتابعين بسبب ابتعاد بدر المطوع وجلوسه على مقاعد البدلاء في مفاجأة من العيار الثقيل، اضافة إلى يوسف ناصر وفيصل العنزي وهم المهاجمين الصرحاء في قائمة الأزرق.
ونجح منتخبنا في الاستحواذ على وسط الملعب وفرض سيطرته تماما على مجريات الامور بفضل الانتشار المتميز للاعبي الوسط وبصفة خاصة فهد الأنصاري وسلطان العنزي، كما حاول فهد العنزي كثيرا في الجانب الايسر وتعرض للعنف المتكرر من دفاعات لبنان.
وكاد سلطان العنزي ان يفتتح الاهداف، الا ان رأسيته علت العارضة بقليل، وبعدها تلقى عبدالعزيز المشعان كرة على طبق من ذهب مررها له فيصل زايد ليجد المشعان نفسه في وضعية انفراد بالمرمى وسدد قوية فوق العارضة ليبقى التعادل السلبي هو سيد الموقف بين الفريقين.
ونوع الأزرق من اساليب الهجوم بالاعتماد احيانا على فهد العنزي وأحيانا اخرى على فيصل زايد، الا ان لاعبينا اهملوا سلاح التصويبات بعيدة المدى التي يتميز بها فهد الأنصاري وعلي مقصيد الذي سدد كرة وحيدة على المرمى انقذها حارس لبنان على ثلاث مرات، حيث لم تجد الكرة اي متابع لها.
ومر يوسف محمد لاعب لبنان بمهارة من خالد ابراهيم الذي اضطر بدوره لعرقلته في منطقة خطرة، وهو ما دفع حكم المباراة لإشهار الكارت الاصفر في وجه خالد ابراهيم، وينفذ المنتخب اللبناني الكرة الثابتة وتعامل معها الحارس سلمان عبدالغفور بشكل جيد وأنقذ الموقف.
وعاد فهد العنزي وتعرض لعرقلة قوية من جانب يوسف محمد وحصل هو الاخر على كارت اصفر. ولجأ مدرب الأزرق نبيل معلول إلى حيلة جديدة في محاولة لخلخلة دفاع لبنان، حيث عمد على تغير مركز فهد العنزي مع فيصل زايد، وبالفعل تنوعت الخطورة وارتبكت دفاعات المنتخب اللبناني، الا ان القلة العددية الهجومية واللعب بدون رأس حربة صريح حال دون الوصول إلى شباك المنتخب اللبناني.
ويمر الوقت بلا اي جديد ويطلق حكم المباراة صافرة نهاية الشوط الاول بالتعادل السلبي بدون اهداف بين المنتخبين في شوط تسيده نسبيا الأزرق ولم يظهر المنتخب اللبناني بالشكل المتوقع.
ودخل المنتخب اللبناني الشوط الثاني في محاولة للسيطرة والضغط على لاعبي الأزرق، وانحصر اللعب في وسط الملعب من كلا الجانبين، الا ان منتخبنا استمر في الاعتماد على الاختراق من العمق عن طريق عبدالعزيز المشعان وفيصل زايد، ولكن الرقابة اللصيقة التي فرضها دفاع لبنان عليهما حالت دون تحقيق شيء يذكر.
وكاد حسن معتوق لاعب لبنان ان يسجل هدف السبق في المباراة بعد ان ارتقى لعرضية زميله وحولها برأسه في المرمى، الا ان يقظة الحارس سلمان عبدالغفور كانت حاضرة ومرت الهجمة واستمر التعادل.
وأيقن المدير الفني لمنتخبنا نبيل معلول الا فائدة من الاعتماد على تشكيلة بدون رأس حربة وقرر اعتماد النهج الهجومي ودفع باللاعب بدر المطوع بدلا من عبدالعزيز المشعان، ونجح المطوع في تغيير الشكل الهجومي للمنتخب بفضل تحركاته الجيدة على طرفي الملعب، كما لعب المطوع دورا في شحن معنويات لاعبين المنتخب والذين انتفضوا جيدا في المنطقة الهجومية.
وسدد المطوع كرة قوية مرت بجوار القائم، وبعدها حاول لبنان التقدم للامام عبر لاعبي الوسط الذين ضغطوا على دفاع منتخبنا، فيما استمر الأزرق في الاستحواذ والانتشار الجيد، ووضح ان عامل اللياقة البدنية يصب في مصلحة لاعبينا، وهو ما وضح تماما من تراجع لاعبي لبنان بدنيا ما سمح للأزرق بالسيطرة التامة على مجريات الامور.
ودفع المدير الفني لمنتخب لبنان ميلودراج بكل اوراقه الرابحة على امل اللحاق بالمباراة ومحاولة خطف النقاط الثلاث، الا ان نبيل معلول هو الاخر تعامل مع الموقف ورفع شعار الهجوم خير وسيلة للدفاع، وتخلى عن الحذر الذي بدأ به المباراة ودخل بكل من فيصل العنزي بدلا من سلطان العنزي لزيادة الفاعلية الهجومية في وسط الملعب، كما دخل ايضا يوسف ناصر بدلا من فهد العنزي ليتقدم منتخبنا إلى الامام بزيادة عددية لم تكن في حسبان المنتخب اللبناني الذي وجد مدافعيه سيل من هجوم الأزرق عليهم لم يحسن ميلودراج التعامل معه بأي حال من الاحوال.
وبمرور الوقت انتظر الجمهور اللبناني هدف يضمن لهم النقاط الثلاث أو على اقل تقديم الخروج بنقطة التعادل الا ان بدر المطوع كان له رأي اخر بعد ان مرر كرة طولية تقدم لها يوسف ناصر ونجح في قنص الكرة بين الدفاع والحارس اللبناني واودع الكرة في الشباك محرزا هدف التقدم لمنتخبنا وسط فرحة عارمة.
وحاول لبنان بعدها الضغط على امل تحقيق التعادل فيما ظهر دفاع منتخبنا بباسلة كبيرة في الوقت المتبقي كما لعب الحظ دورا، حيث اخرج القائم كرة خطيرة للمنتخب اللبناني في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل ضائع لتنتهي بعدها المباراة بفوز الأزرق بهدف مقابل لا شيء.