أحمد إسماعيل بهبهاني 
في قصر بيان، وكالعهد به في كل عام، تتوافد جموع المواطنين خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، لتهنئ صاحب السمو الأمير، وسمو ولي العهد، وآل الصباح جميعا، بقدوم هذا الشهر الفضيل، وليسجل القصر واحدا من أروع المشاهد في حياة الشعب الكويتي الذي لا يعرف أي حواجز أو حجاب بينه وبين الحاكم، فما يربط بينهما أقوى وأصلب من أن يتطلب مثل تلك الحواجز… إنها صلات المودة والولاء والوفاء لأسرة هي نموذج في الوفاء، وأسوة في الخير، ولأمير توافق العالم كله، عبر منظمته الأممية، على تتويجه «قائدا للإنسانية».
هذا المشهد الرائع والحميم الذي يسجله قصر بيان كل رمضان، لا يكاد يكون له مثيل في أي دولة أخرى في العالم، أن يقف حاكم عدة ساعات كل ليلة، ولثلاث ليال متصلة يستقبل شعبه كله، ممثلا في عدد كبير جدا من أبناء هذا الشعب، يتبادلون معه التهنئة بحلول شهر الخير والبركة، وليجددوا معه العهد والميثاق، بأن تبقى الكويت كما كانت منذ قرون عديدة، دار أمن وأمان، ومنزل خير وسلام، ونموذجا فريدا في منطقتها للحكم الديموقراطي، ولاحترام الدستور والقانون، ولترسيخ مكانة الحريات وحقوق الإنسان فيها، وأيضا لتوثيق عرى المودة والتراحم بين أبنائها جميعا.
ربما تجد في دول أخرى كثيرة نماذج للحكم الديموقراطي، لكن من الصعب أن تجد إلا في الكويت هذا النموذج المتفرد والمتميز الذي يجمع بين الديموقراطية ونهج الأبواب المفتوحة بين الحاكم والمحكوم، حيث لا أسوار ولا حواجز تحول بينهما، أو تمنعهما من التلاقي والتواصل، وتتيح للحاكم أن يرى شعبه على حقيقته، من دون رتوش، وأن يتلمس همومه وأمانيه وتطلعاته، أي أن يشركه مشاركة حقيقية في الحكم، وفي تصويب المسار لأي دائرة أو مؤسسة حكومية، يرى المواطنون أنها في حاجة إلى التصويب، أو تصحيح أي سياسات حكومية يقترحون تعديلها إلى الأفضل والأحسن.
إنها الكويت التي تلتقي فيها الأعراف والتقاليد والقيم العربية والإسلامية الأصيلة، مع النظم والأساليب الحديثة للحكم، فتصنع هذا النموذج الرائع الذي يجعلها بحق جوهرة الخليج والشرق كله.
وكل عام والكويت قيادة وشعبا بألف خير.
