• نوفمبر 23, 2024 - 7:59 مساءً

الكندري لـ الخليج : الوسائل الدعوية المُبتكرة لها عظيم الأثر في اعتناق عدد كبير الإسلام

بصوته الندي الذي يتسلل الى القلوب، ووجهه البشوش الذي يعكس نور وبهاء القرآن الكريم الذي يبرع في ترتيل آياته، يقدم إمام المسجد الكبير الشيخ فهد الكندري، للعام الثاني على التوالي، برنامج «بالقرآن اهتديت»، الذي يخاطب الغربيين ويسرد قصص إسلام المهتدين الجدد.
«الخليج» التقت الشيخ فهد الكندري للتعرف على أسباب تقديم الجزء الثاني من برنامجه التلفزيوني، وما الجديد الذي سيقدمه، وما هي الرسالة التي يسعى الى توصيلها للجمهور. وأشار الكندري إلى أن برنامج بـ «القرآن اهتديت» يخاطب في الأساس غير المسلمين ليعرفهم بحقيقة الإسلام، لاسيما في ظل حملة التشويه الكبيرة ضد الاسلام والمسلمين في الغرب، كما هو موجه للمسلمين في مجتمعاتنا ليدركوا قيمة كتاب الله، وأنه منهج حياة وليس مجرد كتاب يُتصفح في رمضان فقط… وإلى تفاصيل الحوار:

< ما أثر القرآن الكريم في هداية الناس؟
– القرآن هو كتاب الإسلام الخُالد، ومُعجزته الكبرى، وله عظيم الأثر في هداية الناس أجمعين، قال تعالى: «كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»، فالقرآن مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور، مقروء بالألسنة، مسموع بالآذان، فالاشتغال به من أفضل العبادات وأعظم القُربات، كيف لا يكون ذلك وفي كل حرف منه عشر حسنات؟!
< متى بدأت مشاريعك الاعلامية لخدمة القرآن؟
– بدأت مشاريعي الاعلامية الاحترافية مع برنامج مسافر مع القرآن، حيث عرضت تجارب حول أحب كتاب وأعظم كتاب، وأروع كتاب؛ وهو القرآن الكريم، لمعرفة بعض الأسرار والقواعد التي تعين على حفظه.
رحلة ميدانية طويلة تجاوِزت شهورا لزيارة 12 دولة حول العالم بهدف واحدٍ، هو: كيف نقنع الناس بفكرة أنَّ حفظ القرآن الكريم مُيَسَّر لهم ولأبنائهم، وأنَّ الخير لهم ولأبنائهم في حفظ القرآن؟
لقد قابلت أكثر من 30 حافظا للقرآن من دول متعددة للتعرف على شتى الطرق الخاصة بحفظ القرآن الكريم، لِمن أراد الحفظ في سنة، أو ثلاث سنوات، أو خمس، وطُرق المراجعة، ونقل ذلك بكل دقة وتفصيل.
< حدثنا عن دور مثل هذه البرامج في نشر كتاب الله؟
– عبر سنوات حرصت كل الحرص على استخدام وسائل دعوية مُبتكرة وحديثة، وتتماشى مع وسائل التقنية الحديثة، فكان لها عظيم الأثر في اعتناق عدد كبير الإسلام، ورجوع كثير من المسلمين للقرآن مرة أخرى، ولا شك أن الاعلام المرئي اليوم إحدى الوسائل الدعوية الرئيسة التي نستخدمها لنشر الإسلام في مُختلف بلدان العالم.
< ما هي فكرة برنامجكم الجديد «بالقرآن اهتديت 2»؟
– في الحقيقة أنا أخذت عهدا على نفسي بالتخصص والتركيز في خدمة كتاب الله سبحانه وتعالى منذ نعومة أظفاري، فالقرآن له أثر كبير في نفوس البشر، وإنه لكتاب هداية يُخرج الناس من عبادة العباد لعبادة رب العباد.
أما بالنسبة إلى البرنامج هذا العام فجاء امتداد للجزء الاول من «بالقرآن اهتديت» خاصة بعد الصدى الواسع وردود فعل الجمهور حتى بلغت مشاهداته 9 ملايين على اليوتيوب فقط غير القنوات الاربع التي اذاعته.
فكرتنا بالضبط هي تقديم قصص واقعية لبشر أبصرت قلوبهم الإسلام بسبب القرآن في الدول الغربية، وذلك بطريقة تلفزيون الواقع في شكل احترافي عالي الجودة، بحيث نعرض قصة المهتدي في أماكن تحاكي أحداث إسلامه بطريقة الفيلم الوثائقي والتعايش مع صاحب القصة.
< ما أهداف البرنامج التي تسعون الى تحقيقها؟
– لدينا مجموعة من الاهداف نسعى إلى تحقيقها، وهي تسليط الضوء على قصص مهتدين وإبراز تغير حياتهم للأفضل بعد الاسلام.
ودعوة غير المسلمين للإسلام بطريقة قصصية محببة للأنفس، وإبراز أهمية تدبر القرآن والتأثر به في حياة المسلم، وتذكير المسلم بالتوبة والرجوع إلى الله من خلال تدبر القرآن.
< لماذا قدمت الجزء الثاني من البرنامج؟
– بالفعل حرصنا على تقديم الجزء الثاني من البرنامج بناء على طلب الجماهير، واستمرارا لرسالتي الخاصة بخدمة القرآن الكريم من خلال تقديمه في أفضل قالب اعلامي ممكن.
كذلك حرصت في الجزء الثاني على استضافة شخصيات مشهورة ومعروفة في بلدانها، مثل منتج الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم فان دورن، بالإضافة الى لاعب كرة في هولندا، وايضا بروفيسور مسلم معروف في اليابان وغيرهم.
< لماذا اخترتم اليابان هذا العام للتصوير؟
– زيارتنا لليابان كأول برنامج تلفزيوني جماهيري يهتم بواقع المسلمين هناك كشف حجم تقصيرنا نحن المسلمين في تعريف هذا الشعب بحقيقة الدين الاسلامي؛ فالمعلومات الناقصة والمغلوطة توجب علينا سرعة العمل لنشر الدين بصورته الصحيحة.
وقد تم اختيار اليابان كإحدى دول تصوير الجزء الثاني من البرنامج لإحياء دور المسلمين في دول جنوب شرق آسيا، والاطلاع على جهود الدعاة والمراكز الاسلامية هناك، وإبراز دور المهتدين الجدد في نشر الاسلام للمجتمع الياباني المعروف بأنه مجتمع لا دين له.
واكتشفنا حقيقة ناصعة البياض وهي ان المنهج العلمي لليابانيين يتفق كثيرا مع الاسلام، ولكن للأسف ليس لديهم ذرة من الايمان.
فعلى الرغم من قلة عدد المسلمين اليابانيين الذين لم يتجاوزوا 100 ألف الا ان المسؤولين هناك يسعون الى توفير بيئة صديقة للمسلمين في مختلف المجالات، خصوصا المطاعم والفنادق، كما أن هناك أكثر من 400 مسجد حاليا. فالشعب الياباني يعاني الحيرة النفسية، حيث إن هناك تقريبا 30 ألف حالة انتحار سنويا بالرغم من أنه شعب منضبط، ويلتزم بمنظومة القيم، والنظام العام، ويقدر الانتاج.
< ماذا سيشاهد الجمهور في هذا البرنامج؟
– الجمهور سيستمتع بوجبة خفيفة من التعرف على العديد من مسلمي هذه الدول (اليابان والسويد وهولندا وفرنسا واسبانيا وايطاليا وروسيا) وطبيعة حياتهم هناك، بالإضافة الى معرفة بتفاصيل أكثر من ٣٥ قصة لمهتدين جدد شرح الله صدورهم للإسلام بسبب القرآن.
< ما هي الشريحة المستهدفة من البرنامج؟
– البرنامج يخاطب في الأساس غير المسلمين ليعرفهم بحقيقة الإسلام، لاسيما في ظل حملة التشويه الكبيرة ضد الاسلام والمسلمين في الغرب بالذات، وكذلك موجه للمسلمين في مجتمعاتنا ليدركوا قيمة كتاب الله، وانه منهج حياة وليس مجرد كتاب يتصفح في رمضان فقط.
< ما أثر القرآن عليك وعلى أسرتك؟
– لقد امتلأتْ حياتي بالسعادة والطمأنينة والراحة، ولكنَّ أكثر ما أكسبني السعادة في حياتي كلها، والبركة فيها، وتوقير الناس واحترامهم لي؛ ألا وهو إصراري على حفظ كتاب الله تعالى كاملًا عن ظهر قلب، ما جعل والدي رحمه الله يقول لي: إنك حينما اخترتَ أن تحفظ كتاب الله كاملًا عن ظهر قلب؛ لم تتغير حياتك فحسب، بل تغيرت حياتنا معك؛ فامتد هذا الأثر العظيم إلى بيتنا وأسرتنا ومجتمعنا المحيط بنا.
< ماذا قدمت في «مسافر مع القرآن»؟
– قابلنا نماذج عديدة من حفظة كتاب الله في 12 دولة سافرت إليها، وتعرفنا على شتى الطرق التي تستطيعون بها حفظ القرآن الكريم، لِمن أراد الحفظ في سنة، أو ثلاث سنوات، أو خمس، وطُرق المراجعة، ونقلنا ذلك بكل دقة وتفصيل، فالقرآن الكريم فضله عظيم، والله – سبحانه وتعالى – أنزله لعباده، ليكون لهم مغنمًا، ولكن الناس منشغلون بزخارف الدنيا وزينتها.
< ما هي القنوات التي سيبث عليها البرنامج هذا العام ؟
– بإذن الله تلفزيون دولة الكويت وفضائية المجد وتلفزيون دولة قطر وقناة اليوتيوب fahadalkandari.
< هل قراءة القرآن او سماعه توصل الى الهداية؟
– من يقرأ القرآن بصدق تأتيه الهداية لأنه رسالة الأنبياء جميعا لذا كان له من البركة في الحياة والممات، وللأسف كثير من المسلمين تمر عليهم آيات من دون استشعار أو تغيير حياة.
< لماذا تهتم بالقرآن كموضوع لجميع مشاريعك؟
– القرآن الكريم هو قضيتي الأولى لأني أخذت عهدا على نفسي بالاستمرار في مسيرة خدمة القرآن سائلا الله أن تكون أعمالي خالصة لله وألا تخالف القرآن والسنة.
< لماذا اخترت الشكل القصصي الوثائقي في برامجك؟
– اختياري لهذا الشكل في برامجي بدأ منذ برنامج مسافر مع القرآن 1 و2، وكذلك الجزء الأول «من بالقرآن اهتديت»، لأن ثقافة الجمهور اليوم سواء في المشرق أو المغرب ترغب في المادة السريعة المتقطعة والمبسطة والتي تقدم بشكل ترفيهي منوع. بالإضافة إلى حرصي على تقريب الفكرة للجمهور وتبسيط المضمون ليكون أكثر تقبلا، وهذه مهمة صعبة خاصة مع البرامج الهادفة أو القيمية.

Read Previous

«بر الوالدين» يستضيف أحمد عمر هاشم بـ «أبو حليفة»

Read Next

رمضان الكويت .. أجواء روحانية وترابط اجتماعي

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x