• يناير 22, 2025 - 3:01 صباحًا

العالم ودَّع فارس السياسة بعد عقود من العطاء الديبلوماسي

رحل الفيصل، ثالث وزير للخارجية السعودية في العهد الحديث، بعد والده الملك فيصل بن عبدالعزيز، الذي تولى منصب الوزارة في فترتين الأولى كانت من 1349 ـ 1380 هـ ، و1382 ـ 1395 هـ، فيما حل إبراهيم السويل في الفترة بين 1380ـ 1382 هـ، ليتسلم مهام وزارة الخارجية لاحقا الأمير الراحل سعود الفيصل في الفترة بين 1395 ـ 1436 هـ، أي ما يزيد عن 40 عاما اعتلى فيها كرسي الوزارة الأكثر حساسية.
الراحل سعود الفيصل نال درجة البكالوريوس في قسم الاقتصاد من جامعة برنستون في ولاية نيوجيرسي الأميركية العام 1963، وبدأ حياته العملية مستشارا اقتصاديا في وزارة البترول والثروة المعدنية، قبل أن ينتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن «بترومين»، وأصبح مسؤولا عن مكتب العلاقات البترولية، الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة و«بترومين».
وفي العام 1970 عيِّن الأمير سعود الفيصل نائبا لمحافظ «بترومين» لشؤون التخطيط، قبل أن يعين لاحقا وكيلا لوزارة البترول والثروة المعدنية في العام 1971، ليصدر لاحقا مرسوم ملكي بتسميته وزيرا للخارجية، إبان شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبدالعزيز، الذي كان وزيرا للخارجية إضافة لكونه ملكا للبلاد.
سعود الفيصل الذي أرهقه مرض «باركنسون» أخيرا، كان يتقن سبع لغات، إضافة إلى لغته الأم العربية، وهي اللغة التي كان يفاخر بها متحدثا في معظم مؤتمراته الصحافية ولقاءاته، رغم إجادته لعدد من لغات العالم، تماما كما كان يفاخر بعروبته الذي ظل يناضل عنها طيلة مشواره السياسي في كافة المحافل الدولية.
رحل الأمير سعود الفيصل وخلَّف وراءه إرثا سياسيا وثقافيا يتباهى به السعوديون، حتى بات أيقونة على لسان كل من أراد الخوض في حديث سياسي، لذا كانت عبارة «تكفى يا سعود الفيصل» هي العبارة والأيقونة الأبرز التي كان يرددها السعوديون في مجالسهم للتعليق على كل من يشرع في الخوض بحديث سياسي.
غاب سعود الفيصل الذي عمل وزيرا للخارجية في عهد أربعة ملوك، بدءا بالملك خالد بن عبدالعزيز، وأخيرا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي وافق على طلب الإعفاء المقدم من الفيصل نفسه، وكانت عبارة الفيصل الأخيرة والأبرز آنذاك «سوف أظل الخادم الأمين» رغم مغادرته منصبه، رحل الفيصل وله من الأبناء محمد، وخالد، وفهد، وهيفاء ولما وريم.
رحيل الفيصل من المؤكد أنه لن يكون حديثا عابرا، لأنه في الأساس لم يكن شخصا اعتياديا، فطائرته التي ستفقد غيابه وكثرة تنقلاته ستكون شاهدا على عمله، والعاملون والمرافقون له طوال مسيرته العملية أيضا سيخرجون مجلدات من المعلومات التي وثقوها عنه وشاهدوها عن قرب.
ومن أبرز ما وصف به الأمير الراحل سعود الفيصل هو ما ذكره الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى حين قال: «هو مدرسة الديبلوماسية العاقلة والآراء الرصينة القوية، كان قويا حين يحتاج الموقف إلى قوة، وإنسانا حين يحتاج الموقف إلى إنسان، وديبلوماسيا حين يحتاج الموقف إلى ديبلوماسي، وخبيرا حين يحتاج الأمر إلى رأي خبير».

Read Previous

ملك البحرين: الفقيد كان يتمتع بخبرة واسعة وبُعد نظر وقدرة على معالجة القضايا

Read Next

فعاليات سياسية لـ الخليج : «هذولا عيالي» وحَّدت الكويتيين في مواجهة الإرهاب

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x