• نوفمبر 22, 2024 - 7:12 صباحًا

«العين الساهرة» على أمن الكويت تدحر الإرهاب

تحولت الكويت، في نهاية الأسبوع الماضي، إلى محط اهتمام العالم كله، بعد أن تم الكشف عن «ضربة استباقية» جديدة وكبيرة، وجهتها وزارة الداخلية إلى الإرهاب، بإعلانها ضبط شبكة إرهابية لتنظيم «داعش» الإرهابي، تضم 5 مواطنين كويتيين اعترفوا بتلقي دورات في علوم التنظيم الإرهابي والفكر الضال المنحرف، إلى جانب تدريبات متقدمة على حمل السلاح، وشاركوا في الأعمال القتالية في كل من سورية والعراق.
زاد من أهمية هذه العملية أنها تأتي بعد شهر واحد من كشف ملابسات التفجير الإرهابي في مسجد الإمام الصادق، ما يؤكد أننا أمام جهد جبار لرجال نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم، والسهر على راحة شعبه والمقيمين على أرضه، وأنهم بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الكويت، أو محاولة المساس باستقرارها والإضرار بأهلها.
وقد بدا واضحا، خلال الفترة الأخيرة، أن هذا الإرهاب الأعمى لم يعد يستهدف بلدا بذاته، وإنما يسعى إلى ضرب أمن واستقرار المنطقة كلها، فنحن نراه يضرب في السعودية، ثم ينتقل منها إلى الكويت والبحرين، وبالطبع فجذوره ممتدة في العراق وسورية واليمن ومصر وليبيا وتونس والجزائر وغيرها… ومن هنا تأتي أهمية التعاون بين جميع الدول العربية في تبادل المعلومات وتنسيق الجهود، من أجل محاصرة أخطر ظاهرة يواجهها عالمنا المعاصر، وبوجه خاص التعاون بين الأجهزة المختصة في دول مجلس التعاون الخليجي. وهو ما أشار إليه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، حين أكد «ضرورة التنسيق والتعاون وسرعة نقل وتبادل المعلومات بين أجهزة الأمن الخليجية، واتخاذ مزيد من اليقظة التي من شأنها الحد من الجرائم الإرهابية ضد دول المجلس ومواطنيها».
ونعلم جميعا أن التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون قد أثبت نجاعته بدرجة كبيرة خلال الأيام الماضية، خصوصا بشأن عملية ضبط المتهمين في حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق بالكويت، حيث لعبت المعلومات التي زودت بها جهات الأمن الكويتية نظيرتها السعودية دورا كبيرا في القبض على اثنين من المتهمين في الحادث الهاربين إلى المملكة.
ومن المهم أن نشير أيضا إلى أن رجال الأمن في الكويت قد وجهوا ضربتهم الاستباقية الكبيرة تلك، في إطار من الحفاظ على مبادئ الدستور والقانون وحقوق الإنسان، من دون توسع في القبض على من ليس لهم علاقة بالإرهاب، كما يحدث في دول كثيرة تتوسع أجهزتها الأمنية في اعتقال آلاف من البشر، في مسلك يصبح ضرره أكثر من نفعه، ويزيد من حدة الاحتقان والتوتر في المجتمع.
نشير إلى ذلك ونشيد به، لأنه يعني أن أجهزة الأمن لدينا تغلب الجوانب المهنية والاحترافية على ما عداها، ولا تلجأ إلى أساليب غير قانونية أو مضادة لحقوق الإنسان، ليظل سجلها ناصعا ومشرفا ويبعث حقا على الفخر.
يبقى أن نؤكد أخيرا أهمية دور وزارات الأوقاف والتربية والإعلام في العمل على تجفيف منابع الإرهاب، وتجنب كل ما من شأنه أن يغذي مشاعر الطائفية والفئوية في المجتمع، والسعي الدائم والدائب من أجل تكريس مبادئ وقيم التسامح واحترام الآخر، خصوصا أن هذه المبادئ والقيم لها في ديننا الحنيف القدح المعلى، وهذا ما ننتظره من دعاتنا الإسلاميين ومعلمينا وأساتذة جامعاتنا وإعلاميينا وكتابنا، وكل من له قدرة على إيصال صوت المحبة والتآلف في مجتمعنا الكويتي الطيب، والذي أعطى العالم كله درسا رائعا في معنى التماسك والتعايش والوحدة الوطنية، في أعقاب تفجير مسجد الإمام الصادق، وقدم مع قيادته السياسية صورة باهرة وبالغة الجمال للاصطفاف الوطني العظيم، والذي نأمل أن يظل قائما ويزداد قوة ومتانة ورسوخا.

Read Previous

الكويت أقوى وحدة وصلابة

Read Next

قانونيات لـ الخليج: سحب جوازات «الدواعش» ليس كافيًّا

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x