• نوفمبر 22, 2024 - 9:20 مساءً

سارة الموسى لـ الخليج : أجمل ما في المحاماة أنهــــا تجعلــــك فـــي تحــــدٍّ وبعيـــدًا عـــــن الـــروتين

كشفت المحامية سارة الموسى عن بعض جوانب المعاناة في حياة ممارسي مهنة المتاعب، مبينة ان المحامي اذا كان عليه مديونية في التأمينات لا يستطيع استخراج شهادة من أجل العمل «حتى لو كانت هذه المديونية 100 فلس!».
ومع ذلك فالمحامية الموسى تحب مهنتها، لانها تجعل الشخص « كل يوم في تحد وأمام موضوع جديد، وبعيد دائما عن الروتين».
وعن سر الاقبال على دراسة الحقوق، اوضحت أن المحامي «تجده في كل مكان.. عضو جمعية وأعضاء في مجلس الأمة وفي كل وزارة، وهو تخصص مرغوب، وأكثر الأشياء التي تجعله مرغوبا أنه في أي مكان يتوظف وسوف يعمل في مجاله».
واستغربت وصف الرجال لقانون الأحوال الشخصية بانه يناصر المرأة، وقالت «القانون هو شرع الله، فلو قرأناه سنجد أن كل مادة مسنودة بآية قرآنية أو حديث نبوي شريف، فقانون الأحوال الشخصية ما هو إلا تطبيق لشرع الله».
«الخليج» التقت الموسى في حوار شامل هنا تفاصيله:

] بداية لماذا درست الحقوق واتجهت إلى العمل في هذا المجال؟
ـ دراسة الحقوق دراسة مشوقة، ومن الجيد أن يعرف الإنسان حقوقه وواجباته، والقانون أمر يتعامل به الإنسان في حياته اليومية، سواء في التجارة أو الأحوال الشخصية، أو كمعلومات عامة، فدراسة الحقوق مجال جيد جدا، ويجعل من دارس الحقوق شخصا متطورا، كل يوم في تحد وأمام موضوع جديد، وبعيدا دائما عن الروتين.
] في حياتك تبحثين دائما عن التشويق بعيدا عن الحياة الروتينية؟
ـ لا يوجد إنسان يحب الروتين، أو الحياة الروتينية، فالروتين من الأمور التي تقتل الإنسان، والمحاماة من المهن التي لا يوجد بها روتين، كل يوم في قضية، وكل يوم جدول جديد، وهذا عمل جميل.
] هل تفضلين العمل في نوع معين من القضايا؟
ـ كل القضايا مهمة، ولا توجد قضية أفضلها على أخرى، فعلى سبيل المثال قضايا الأحوال الشخصية يسعى المحامي إلى معالجة المشكلة بين الطرفين وتقليل الضرر الواقع على الزوج والزوجة بقدر الإمكان، وفي مجال الجنح أو الجنايات الإنسان يأخذ حق الشخص المظلوم من الظالم، ويترك أثرا إيجابيا لدى هذا المظلوم، لذلك لا يوجد مجال أو نوع معين أفضله على الثاني، والشيء الوحيد في خضم هذه الأنواع الذي أبحث عنه وأفضله هو العدالة.
] هل الدراسة اختلفت عن الممارسة العملية للمهنة؟
ـ دائما النظري يختلف عن التطبيق العملي، فالنظري يعطيك القواعد القانونية، ويعطي شرحا للقاعدة نفسها، لكن عند مواجهة ‏افتراضات الواقع العملي نجد الموضوع مختلفا تماما، الأمور ليست «واحد زائد واحد يساوي اثنين»، فهناك أشياء تكون متشعبة، وأمور لم تمر عليك، وأشياء لم يتداركها القانون إلى الآن، فكل فترة وفترة نجد جرائم وأنواعا وأشكالا ووسائل، لذلك لا بد أن يجاري المحامي الواقع أكثر من الدراسة النظرية.
] خلال فترة عملك ماذا أضافت مهنة المحاماة إلى شخصيتك؟
ـ المحاماة تجعل من يمارسها شخصا اجتماعيا بشكل أكبر، وتعطي طول بال أكثر، ودائما المحامي له نظرة خاصة للأمور، فتجده ينظر إلى الأمور بموضوعية ومنطق، والمحامي من أكثر الناس الذين لا يحكمون على الشخص من خلال المظهر، دائما الأمور لها أبعاد أخرى غير التي يراها الشخص العادي، ويكون لديه قدرة على إيجاد حلول للمشاكل بشكل أكبر، وهناك أمور يتعامل معها بشكل أبسط.
] بعض الناس يرون أن القانون أعمى ويظلم الكثير من الأبرياء فهل هذا صحيح؟
ـ القانون ليس أعمى، الأمر يتعلق بالدفاع نفسه، والقانون لا يحمي المغفلين، وهناك الكثير من الناس ليس لديهم توعية قانونية، وليس لديهم معرفة بحقوقهم والتزاماتهم، وهناك كثير من الناس يتعاملون بحسن نية، وهناك من يظنون حسن النية بالاشخاص فتجده يوقع على أمور ويدخل نفسه في متاهات ثم يأتي للمحامي ويقول أخرجني وأنا ما عندي دليل أو شيء يثبت براءته، فهو لا يستطيع أن يساعد نفسه فكيف يساعده المحامي، فالقانون لا يظلم أحدا وهناك كثير من قضايا الأحوال الشخصية يقدم فيها أحد الطرفين مستندات يأخذ بها القاضي لأنه ينظر إلى ظاهر الأمور فعندما يأتي شخص ويحلف حتى لو حالف زور فالقاضي سوف يأخذ بيمينه طالما أقر بذلك وحلف، فالقانون ليس أعمى ولكنه لا يحمي المغفلين.
] بعض المحاميات يغيرن مهنة المحاماة إلى مهنة أخرى مثل العمل الإذاعي فهل لديك نية لذلك؟
ـ لا نية لدي لتغيير المحاماة فهي مهنة حلوة وبمقدار ما تتعب تجد المردود، فلا تحتاج تقديرا من أحد، فعلى مقدار طموح الشخص سوف يصل.
] ما هي أهم المشاكل التي واجهتك في عملك؟
ـ يعاني المحامي في هذه الفترة من الكثير من المشاكل التي تجعل كثيرا من الناس تترك مهنة المحاماة، فلدينا مشاكل في التأمينات الاجتماعية ومشاكل مع دعم العمالة، ففي التأمينات أحيانا يكون الشخص عليه مديونية ويريد استخراج شهادة من أجل العمل، فلا يتسلم الشهادة بحجة أن عليه مديونية، وقد تكون المديونية التي عليه 100 فلس، واذا لم يستخرج الشهادة فلن يستطيع أن يجدد رخص المناديب ولا تنهي معاملاتك في الشؤون، ولدينا مشكلة أخرى خلال القيد فلدينا ترتيب لدرجات القيد وبحسب المحكمة، والمحامي بعد سنتين من التخرج والتدريب يحق له فتح مكتب، لكن بعد سنتين يكون مازال مقيدا قيد «باء»، فإذا ذهب إلى المحكمة الكلية لن يصل إلى محكمة الاستئناف، فكيف يقوم بفتح مكتب ولا يستطيع التوقيع على صحيفة استئناف؟ لأن القيد لا يسمح، والآن تطلب وزارة الشؤون إذن عمل، ولا بد من أخذ إذن عمل مسبق، والمحامي له وضع خاص، ومن المفترض ألا يحكم بمواعيد عمل محددة، ولديه محكمة ويذهب إلى المخافر، ومن المفترض أن تتم مراعاة طبيعة عمل المحامي.
] لوحظ إقبال أعداد كبيرة من الطلبة على دراسة الحقوق؟
ـ دراسة الحقوق جدا مشوقة، إضافة إلى أن المحامي تجده في كل مكان تجده عضو جمعية وأعضاء في مجلس الأمة وفي كل وزارة، وهو تخصص مرغوب، وأكثر الأشياء التي تجعله مرغوبا وأكثر الأشياء التي تجعله مرغوبا أنه في أي مكان يتوظف وسوف يعمل في مجاله، سواء كان في الصحة أو التربية أو في أي مكان سوف يعمل في مجال تخصصه، بخلاف التخصصات الأخرى، ولدينا ما شاء الله شخصيات قانونية وأسماء بارزة تجعل الشخص يسعى إلى أن يقتضي بها.
] هل ترفضين قضية لو شعرت أن المتهم الذي تدافعين عنه مرتكب للجريمة؟
ـ أرى أن المتهم من الناحية الشرعية يقوم المحامي بالدفاع عن حقوق وضمانات معينة، وإذا كان مذنبا، فالمحامي ملتزم بأن يقدم له أفضل دفاع ممكن بدون أن يطمس حقيقة معينة، أو يقوم بتغيير واقع معين، فبقدر ما يستطيع المحامي عليه أن يقدم لموكله الضمانات التي تحمي حقوقه وحرياته، ويقدم له أفضل دفاع من دون تغيير حقيقة موجودة، وهناك من المحامين من ينفي الفعل تماما عن المتهم، في حين أن يكون فعليا مرتكبا للواقعة، وهذا حرام شرعا، لكن المحامي يلتزم بأن يقدم أفضل دفاع بما لا يغير حقيقة ولا واقع.
] هل تقرأين في مجالات محددة؟
ـ أقرأ في كل شيء، وبواقع عملي يوميا لا بد من قراءة نصوص مادة، أو قانون معين، لكن خارج إطار القانون دائما أحب كتب علم النفس وكتب تطوير الذات، وفن التعامل مع الآخرين، فهذه الأمور تفيد الشخص في حياته الخاصة، وتفيده في حياته الاجتماعية في إطار المحاماة، فيتعلم كيف يتعامل مع الأشخاص، وكيف يتقبل آراء الآخرين ويتواصل معهم، وكيف يوصل فكرة معينة.
] بعض وسائل الإعلام تناولت مهنة المحاماة من عدة جوانب فكيف تنظرين إليها؟
ـ المحامي له دور مهم في المجتمع، فدوره أن يحمي الناس، فهناك حريات معينة من المفترض أن يكون حاميا لها، فمهنىة المحاماة من المهن التي لا تتحمل أخطاء كونها تتعامل مع حريات الناس وحياتهم، فلا بد أن يكون لدى المحامي المعلومة الوافية الكاملة، ويجب التأكد من أي معلومة أو مستند، بحيث يخدم الموكل لديه، فيجب أن تعطيه الوسيلة القصوى للدفاع، وهناك الكثير من القضايا التي تشطب بسبب مأموري الإعلان بسبب تقاعس مندوبي الإعلان، فالشخص المسؤول على أن يتمم الإعلان هو مندوب الإعلام، والمحامي عليه أن يشرف على المتابعة، ويتأكد من أنه أنجز عمله، وعلى الرغم من أن مساحة دولة الكويت صغيرة، والمناطق معروفة والعناوين سهلة، إلا أن مأموري الإعلانات كثيرا يتقاعسون في عملهم ويردون عليك بحجج واهية، إضافة إلى إطالة مدة الإعلان، أو شطب الدعوة، وكثيرا ما نخسرها بسبب تلك المشكلة.
] بعض الناس يرون أن قانون الأحوال الشخصية قانون مناصر للمرأة فهل هو كذلك؟
ـ قانون الأحوال الشخصية شرع الله، فلو قرأناه سنجد أن كل قانون صادر مسنود بآية قرآنية أو حديث نبوي شريف، فقانون الأحوال الشخصية ما هو إلا تطبيق لشرع الله، ولا استطيع أن افهم بعض من يعترض عليه بحجة أن القانون مع المرأة، فتلك الحقوق مقررة لها من الشرع، فلها حق في الحضانة ونفقة المتعة، وعدتها والمؤخر، فالمرأة في قانون الأحوال الشخصية لا تأخذ شيئا إلا وفقا لما أتى به شرع الله، ولا تأخذ أكثر من ذلك، إلا أن المواضيع أحيانا تتحول إلى تعنت وعناد، وترفع قضايا على زوجها متعددة، وتعمد بقدر الإمكان أخذ مبالغ مالية طائلة على أساس منعه من فتح بيت في المستقبل، في المقابل نجد الزوج يسعى بكل الطرق إلى أن يصطاد أخطاء لطليقته، ويرفع عليها قضايا ويسعى إلى بهدلتها، وللأسف الضحية في كل تلك المشاكل الطفل نفسه، الذي يجد نفسه بين أم تسب الأب وأب يأخذه بين فترة وأخرى إلى المخفر، وإلى الأدلة الجنائية أو أمام المحكمة، ومن أكثر الأمور التي تحز في خاطري تجد أطفالا ما بين سن 7 و8 سنوات ويسألهم القاضي من تريد أمك أم أباك، فلا أتخيل كيف يدخل الأب والأم أبنائهما في ضغط نفسي داخل المحكمة وأمام قاض ويتم تخييرهم بين الأم والأب، فهذا الأمر فعليا مأساة، ولا يستطيع الإنسان التعود عليها.
] انتشرت قضايا الطلاق في الكويت بشكل كبير فما أسبابها التي لامستها من خلال عملك؟
ـ لا توجد ثقافة أو توعية بالزواج فعندنا في المدارس اقتصاد منزلي، وتربية بدنية، ولا يوجد لدينا مواد لا في الثانوية ولا في الجامعة عن الزواج، ونجد الجيل الحالي يستقي معلوماته من وسائل الإعلام المختلفة، سواء كانت مسلسلات تركية أو غيرها، ويعتقدون أن هذا هو الزواج، أو يأخذون الأفكار عن الآخرين أو من تجاربهم، في الغالب الخطأ في الغالب يكون من الأهل أنفسهم، فالبعض يعرف أن ابنهم طائش أو ليس أهلا لحمل المسؤولية، ويسعى إلى تزويجه من أجل أن يهدأ أو يركز كأن الزوجة مدرسة سوف تعيد تربيته، وللأسف يظلمون بنت الناس معهم، وأبرز أسباب الطلاق تدخلات الأهل، سواء كانت الأم أو الأب، ولا يحاولون الإصلاح فيما بين الزوجين، إضافة إلى أن أبرز أسباب الطلاق بين الزوجين حاليا وسائل التواصل الاجتماعي.
] كثرة الطلاق في الآونة الأخيرة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي تعود إلى أي شيء؟
ـ البعض يعتبر التواصل مع الآخرين نوعا من أنواع الخيانة، فالقانون يعتد بالخيانة المادية، ولكن لو تحدثنا عليها من الناحية الاجتماعية سنجد أن الخيانة أحيانا تكون بالفكر أو المشاعر، وهناك قضية مهمة وهي قضية « الغربة بين الزوجين»، وهو مصطلح غريب لكننا نلاحظه كثيرا بين الزوجين، فكل منهما يشعر بأنه غريب عن الآخر، وأن تصرفاته محاسب عليها، ويشعر دائما بالتهديد، ومن أهم الأعراض لتلك المشكلة انعدام الحوار بين الزوجين، وإذا تحاورا يحدث شجار فيما بينهما، ولا يمتلكان فن الحوار، ونجد نفورا فيما بينهما، وحساسية عالية، وسوء ظن وهذه الأمور جميعا تؤدي في النهاية إلى الطلاق، ونجد الطلاق يحدث على أتفه الأسباب.
] ألا تسعين من خلال عملك إلى حل المشكلة قبل أن تصل إلى الطلاق؟
ـ بالفعل نحن بشر، وأول ما تأتي إلينا قضية طلاق أول شيء نفكر فيه هو أن الأسرة نواة المجتمع ويجب أن نسعى إلى المحافظة عليها، ومن خلال هذه الأسرة سوف ننشئ أفرادا يكونون بذرة المجتمع، لذلك نسعى إلى أن نضع حلولا لتلك المشاكل، وكثيرا من المشاكل في المجتمع نجد أساسها مشاكل أسرية مثل مشاكل المتعاطين، وهناك ضغوط نفسيه تقع على البعض، مثل مشاكل فئة البدون فتلك الفئة تعاني من الكثير من المشاكل وبعض الشباب يشعر بأنه ليس له مستقبل، لذلك تجده يتجه إلى التعاطي أو الاتجار لأنه يشعر بأنه ليس لديه هدف، ولا يستطيع أن يعيش حياة كريمة، لذلك يسعى إلى كسب المال بغض النظر من أين أتت الأموال، وهذا الأمر لا ينطبق على الكل فهناك أشخاص من تلك الفئة على أفضل ما يكون، ولكننا نسعى إلى إلقاء الضوء على أساس المشكلة وكيف يتم حلها.
] إلى ماذا تطمحين في المستقبل؟
ـ أطمح إلى أن أترك بصمة لي في مجالي على المستوى الإنساني، وبقدر المستطاع أعمل على تطبيق العدالة، وتكون لي بصمة في المجال الاجتماعي والإنساني في المستقبل.
] هل تطمحين إلى استكمال دراستك مستقبلا للحصول على الدكتوراه؟
ـ القانوني في دراسة دائمة، وسواء أكملت طريقي على المستوى الأكاديمي أو الشخصي فأنا في رحلة تعلم مستمرة.
] هل والدك كان له دور في اختيار هذا المجال وعملك فيه؟
ـ والدي دكتور في الإعلام البيئي، وهو الوحيد في الكويت الذي لديه دكتوراه في هذا التخصص، ووالدي لم يضغط علي للعمل أو دراسة مجال معين، فكل شخص له الحرية في الاختيار، لكنه بصورة غير مباشرة كان القدوة الأساسية لي، وكان الدافع للتفوق، وفرحته بنا هي الجائزة التي نطمح لها، وافتخاره بنا كلمة تساوي الدنيا وما فيها، وكقدوة وحافز أبي هو الأساس إلى الآن فهو حافز للتطور والتقدم إلى الأمام، فمعيار المنافسة بالنسبة لي افتخار والدي بي.
] ما هو شعورك خلال عملك في أول قضية؟
ـ شعوري لا يوصف فأول مذكرة، التي من المفترض أن تكتب في ساعة فقط، عملت فيها على مدار 4 أيام، وكانت شيئا بسيطا، ولكني عاملتها معاملة غير طبيعية.
] هل تتواصلين مع موكليك من خلال الوسائل المختلفة؟
ـ بالفعل لا بد من التواصل معهم، وإعلامهم بآخر المستجدات في القضية، فلا بد من التواصل الكامل معهم.

 

Read Previous

الجبري لـ الخليج: على المواطنين مراعاة المصلحة العليا بتأخير المطالبات الفئوية

Read Next

الحمود: البنوك تهتم بالإقراض وليس بالتنمية والسوق متخبط وغير مستقر

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x