تألقت الفنانة نيللي كريم للمرة الثالثة على التوالي في دراما رمضان الماضي، فبعد نجاحها في مسلسلي «ذات» و«سجن النساء»، قدمت هذا العام مسلسل «تحت السيطرة» الذي نجح مع المشاهد من الحلقة الأولى وجذب أيضا النقاد الذين أشادوا بأداء نيللي ونضجها الفني، ونالت لقب أفضل ممثلة لهذا العام.
ومن خلال حوارنا التالي تكشف كواليس مسلسلها والصعوبات التي واجهتها من أجل تجسيدها لشخصية بتركيبة نفسية صعبة في تمثيلها وأيضا الموضوعات التي ناقشها العمل وتعاونها مجددا مع الكاتبة مريم نعوم.
] كيف ترين ردود الفعل حول «تحت السيطرة»؟
ـ سعيدة بردود الفعل الإيجابية على المستويين الجماهيري والنقدي، وبصراحة عندما يقدم الفنان بعض الأعمال الناجحة يكون من الصعب عليه تقديم أي عمل ضعيف، و«تحت السيطرة» أعتبره من أصعب الأعمال التي قدمتها بسبب المجهود الذي بذلته فيه، بمشاركة فريق العمل الذين بذلوا أقصى ما لديهم لخروج المسلسل بهذا الشكل المتميز.
] كيف تقيّمين تجربتك الأولى مع المخرج تامر محسن؟
ـ مخرج متمكن وأنا محظوظة بالعمل معه، لأنه يمتلك أدواته ولديه قدرة على الابتكار والإبداع، بالإضافة إلى أنه هادئ الطباع لا يركز إلا في تقديم المشهد في أفضل صورة، ولا يسبب أي توتر أو قلق للممثل بل يسعى دائما لإخراج أفضل ما لديه في هدوء.
] هل ترين أن دويتو مريم نعوم ونيللي كريم مازال أمامه العديد من النجاحات والإبداعات الفنية؟
ـ مريم من أفضل الكتاب الموجودين في الدراما العربية ولديها قدرة كبيرة على التواصل مع القضايا التي تشغل بال الشارع وتقدمها بطريقة السهل الممتنع، كما أن قربها مني يجعلها تفهم الكثير عن شخصيتي وأفكاري، ولذلك تجد أن هناك توافقا فكريا بيننا في أي سيناريو تعرضه علي، وأشعر في كتابتها أنها تنقل القصة إلى لحم ودم وتجعلها تنطق على الورق وهذا معياري للشخصية، فاختياري يحكمه شعوري بأنها تسير أمامي في الشارع، وأتمنى أن تستمر نجاحاتي مع مريم نعوم.
] كيف كانت استعداداتك لتجسيد شخصية مريم؟
ـ مريم شخصية موجودة بكثرة في الواقع، فهي زوجة رقيقة تتعرض لأحداث عصيبة في حياتها جعلتها مريضة بالإدمان، واستعدادي لها كان قائما على مقابلة شخصيات تعاني المشكلة ذاتها، والآن تعيش وضعا أفضل بعد خضوعها لمرحلة علاجية طويلة.
] هل كانت هناك مشاهد صعبة في هذا العمل؟
ـ لم يكن لدي أي خبرة في موضوع الإدمان ولم أمر بمشاعر المدمن من قبل، لذلك كانت المهمة صعبة واضطررت إلى عقد العديد من اللقاءات مع بعض الأطباء ومدمنين سابقين للتعرف إلى تفاصيل الشخصية، وهذا النوع من الإرهاق مختلف عن الذي عشته في مسلسل «سجن النسا»، والأحاسيس في «تحت السيطرة» جديدة علي ولم أعرفها فكيف أستطيع نقلها للمشاهد خاصة أن مشاعر المريض المدمن تختلف عن أي مشاعر أخرى؟ لذلك كنت خائفة من العمل بعد عرضه علي وصممت على تحدي نفسي وخضت التجربة بكل حماس.
] لكن حالتك النفسية كانت متقلبة وهذا ظهر بوضوح على ملامح وجهك؟
ـ معك حق وأنا كنت أتعجب من شكلي أثناء التصوير، فكنت أصور بعض المشاهد بمظهر وعندما أنام وأقوم أجد أن ملامحي اختلفت عن قبل، أعتقد أن ذلك مرتبط بالتركيز في المشاهد والحالة النفسية التي تضعني فيها، وأستطيع القول إن «تحت السيطرة» أتعبني نفسيا لاحتوائه على العديد من المشاهد الصعبة.
] لماذا روجت الدعايات الأولى للعمل إلى أنه يستعرض قضية الإدمان؟
ـ البعض توقع ذلك من خلال تركيز دعايات الفضائيات على هذه المشاهد، ولكن المسلسل يقدم قصة حب وقضايا اجتماعية أخرى ليست لها علاقة بالإدمان، ومن وجهة نظري أرى أن القضية الأعمق في هذا المسلسل متعلقة بالتسامح وهل نحن كمجتمع مصري نستطيع بسهولة التسامح مع الآخرين، ونستعرض أيضا نماذج لأشخاص داخل مجتمعنا، ممن يعانون مشكلات مختلفة، كما يلقي الضوء على المريض بالإدمان وليس المدمن، وهذا الموضوع يناقش فنيا لأول مرة، فالمدمن لا يعني بالضرورة أنه إنسان سيئ، ولذلك نتعرف على الأسباب التي أوصلته لهذه الحالة، وما الآثار الجانبية الناتجة عن الإدمان وطرق علاجه.
] هناك من يرى أن العمل يغلب عليه طابع الكآبة والسوداوية؟
ـ هذه ليست سوداوية، بل مشاعر حقيقية، فأنا أحب المشاهد التي تعتمد على الإحساس وصدق المشاعر، وهذه المهمة صعبة بالنسبة لي وأحيانا كثيرة تعرضني لتوتر نفسي وعصبي كبير، وهذا ما تعرضت له بقوة خلال «سجن النسا» و«تحت السيطرة»، وأنا كممثلة أحب كل المشاهد التي تقنعني، وليس لدي أي مشكلة في تقديم أي نوع درامي في التلفزيون، ولكن ذلك يتوقف دائما على شكل الأعمال، لأنه يعرض علي العديد من السيناريوهات بعضها تقليدي والبعض الآخر مختلف، وهذا ما أبحث عنه فأتجه إلى العمل الأكثر اكتمالا من حيث السيناريو والإخراج والإنتاج.
] كيف أثر النجاح الذي حققه مسلسلا «ذات» و«سجن النسا» على اختياراتك الفنية؟
ـ نجاح هذين العملين جعل اختياراتي أصعب، الجمهور والنقاد قالوا إن أعمالي مميزة وأصبح المطلوب مني أن أقدم أعمالا على نفس المستوى، لذلك أصبحت قلقة طوال الوقت ومتخوفة من خسارة ثقة الناس بي، واختياراتي صعبة وأستغرق وقتا طويلا لكي أقتنع بالدور وأقارنه بكل ما قدمته من قبل، وأرى أن «تحت السيطرة» أكد تميز اختياراتي.
] ما أخبار مشروعك السينمائي القديم الجديد «يوم للستات»؟
ـ بالفعل جديد قديم، حيث تأخر ظهور الفيلم للنور، لكنني أستعد لتصوير مشاهدي المتبقية في الفيلم مع المخرجة كاملة أبو ذكري والفنانة الكبيرة إلهام شاهين، ويتناول بعض قضايا المرأة بشكل مختلف وأتوقع حصول الفيلم العديد من الجوائز وسيكون مفاجأة للجمهور.