صدم خبر رحيل الفنان الكبير نور الشريف الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي، ووري الثرى يوم الاربعاء عن عمر يناهز 69 عاما بعد صراع طويل مع المرض، صدم كل عشاق فنه، فقد كان إنسانا قبل ان يكون فنانا، وقريبا جدا من الناس البسطاء الذين تقمص ادوارهم في الحياة، وجسدها على الشاشتين الصغيرة والكبيرة.
اسمه الأصلي محمد جابر، من حي السيدة زينب، وكان أول ظهور له في الستينيات من خلال الدراما التلفزيونية الشهيرة «القاهرة والناس» للمخرج محمد فاضل، ومنها التقطه المخرج الراحل حسن الإمام ليسند إليه البطولة المطلقة في فيلم «قصر الشوق»، احدى روايات الثلاثية الأشهر لنجيب محفوظ (بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية). وانطلق بعدها في عالم النجومية وقدم العديد من الأدوار المهمة في تاريخه وتاريخ السينما المصرية.
يؤمن نور بأن الفنان مؤسسة في حد ذاته، ربما كان اقتناعه بأن هذا هو دور الفنان، هو السبب الذي جعله يُقدم على خطوة الإنتاج، فيقدم للسينما العربية باقة من أجمل الأفلام من بينها «زمن حاتم زهران، وآخر الرجال المحترمين، ودائرة الانتقام، وضربة شمس، وناجي العلي»، والمتابع لهذه الأعمال سيجدها ترسم أمامه الطريق الذي اختار نور السير فيه.
لنور رصيد ضخم من الأعمال الفنية، تجاوز عدد أفلامه الـ 170 فيلما، من بينها «حبيبي دائما»، و«الصرخة»، و«الكرنك»، و«ضربة شمس»، و«أهل القمة»، و«العار»، و«الحقونا»، و«حدوته مصرية»، و«المصير»، و«كتيبة الإعدام»، و«ليلة ساخنة»، و«زمن حاتم زهران»، و«قاهر الزمن»، و«البحث عن سيد مرزوق»، وعاد للسينما أخيرا بعد فترة غياب من خلال فيلم «بتوقيت القاهرة».
بينما قدم ما يزيد عن الـ 20 مسلسل، من أشهرها «عائلة الحاج متولي»، و«لن أعيش في جلباب أبي»، و«الدالي»، و«مارد الجبل»، و«عمر بن عبدالعزيز»، و«هارون الرشيد»، و«الحرافيش»، و«حضرة المتهم أبي»، و«الرحايا – حجر القلوب»، وكان آخر أعماله في الدراما التلفزيونية دوره في مسلسل «خلف الله».
لا يؤلمه في مشواره الذي اقترب من نصف القرن سوى عدم توثيق جل أعماله المسرحية، وهذه ليست حال نور وحده، بل حال المسرح في مصر وعالمنا العربي، حيث يغيب الاهتمام بتاريخ المسرح، فضاع تراث مسرحي عظيم في ظل عدم توثيقه.
وفي حوار له رأى نور أن أهم محطاته السينمائية تتمثل في أرزاق يا دنيا، والإخوة الأعداء، والعار، وحدوتة مصرية، وحبيبي دائما، وجري الوحوش، وسواق الأتوبيس، وبالنسبة للتلفزيون فيعتبر أن مارد الجبل، ولسة بحلم بيوم، وعمر بن عبدالعزيز، وهارون الرشيد، والثعلب، والرجل الآخر من أهم الأعمال التي قدمها. ورحل نور من دون ان يقدم أغلى أمانيه وهي تجسيد شخصية الإمام الحسين في عمل تلفزيوني بسبب رفض الجهات الدينية، مؤكدا حينها انه سوف يعتزل التمثيل فور تقديمه دور الإمام الحسي