• نوفمبر 22, 2024 - 6:51 صباحًا

أهمية كبيرة لجولة الرئيس السيسي في شرق آسيا لخلق فرص استثمار

تكتسب زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لدول شرق آسيا أهمية خاصة في تقوية العلاقات وتعزيز الفرص الاستثمار في مصر، حيث يستهل السيسي أولى الزيارات للصين يومي 2 و3 سبتمبر المقبل، وسيشارك السيسي في احتفالات الصين بذكري الانتصار في الحرب العالمية الثانية عقب تلقيه دعوة من نظيره الصيني.
وكشفت مصادر رفيعة المستوي أنه سيتم عقد قمة «مصرية ـ صينية» لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة عقب الزيارة الناجحة التي أجراها الرئيس السيسي إلى جمهورية الصين آخر العام الماضي، بالإضافة إلى لقائه الرئيس الصيني تشي جين بينج ـ على هامش احتفالات روسيا بعيد النصر في شهر مايو الماضي.
وخلال الزيارة سيتم متابعة تنفيذ خطة التعاون الإستراتيجي لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة السيسي الأخيرة إلى الصين، ومن المقرر أن يتم أيضا توقيع عدد من الاتفاقيات مع الجانب الصيني في عدة مجالات بينها الكهرباء والنقل والسكك الحديدية.
وذكرت المصادر أن أهم الموضوعات التي يبحثها السيسي إمكان الاستفادة الاقتصادية من انضمام مصر لمنطقة «شنغهاي»، على أن تصبح مصر مستقبلا عضوا كاملا في المنطقة في حال تطور العلاقات بشكل مثمر، وضرورة استفادة مصر من التجربة التنموية الصينية بعد أن حقق الاقتصاد الصيني معدلات نمو عالية، على الرغم من الأزمة المالية التي مر بها العالم وضرورة نقل التكنولوجيا الصينية لمصر والاستفادة من تزايد عدد السائحين الصينيين الذين يزورون مصر سنويا.

يزور الرئيس السيسي سنغافورة يومي 4 و5 سبتمبر المقبل، تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها من نظيره السنغافوري، والتي ستكون الأولى من نوعها لرئيس مصري وستأتي تتويجا للعلاقات الديبلوماسية بين البلدين والتي سيتم الاحتفال بمرور ستين عاما على إنشائها في عام 2016.
وتتسم العلاقات السياسية بين مصر وسنغافورة بالرغبة المتبادلة من الجانبين في تطويرها في شتي المجالات، والتي يعكسها كثافة وتيرة الزيارات المتبادلة بين الجانبين.
وشهدت العقود الأربعة الماضية تنسيقا جيدا بين البلدين على المستوى السياسي من خلال الأمم المتحدة بالإضافة إلى حركة عدم الانحياز، ولا سيما في ضوء توجه سنغافورة نحو الشرق الأوسط من خلال مبادراتها بإقامة الحوار الآسيوي الشرق أوسطي الذي عقد أول اجتماع له في سنغافورة في يونيو 2005 واستضافت مصر الاجتماع الثاني له في مارس 2008.
كما يزور الرئيس السيسي إندونيسيا في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل، حيث تتميز العلاقات «المصرية ـ الإندونيسية» بنوع من الاستقرار يعكسه عمقها التاريخي والتعاون في العديد من المجالات، فالعلاقات الديبلوماسية بين البلدين تأسست عام 1947؛ حيث كانت مصر من أولى الدول التي اعترفت باستقلال إندونيسيا الذي أعلن في 17 أغسطس عام 1945.
وتتطابق وجهات نظر البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، كما يتبادلان تأييد الترشيحات في المنظمات الدولية وتجمع الدولتان عدة منظمات منها منظمة المؤتمر الإسلامي حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ 15 ومجموعة الدول النامية الثمانية.
وفي الواحد والعشرين من مارس الماضي، زار علوي عبدالرحمن شهاب، المبعوث الخاص لرئيس إندونيسيا للشرق الأوسط ومنظمة التعاون الإسلامي، مصر، والتقى به الرئيس السيسي.
ونقل المبعوث الإندونيسي رسالة من رئيسه إلى السيسي، تضمنت دعوته للمشاركة في قمة آسيا أفريقيا التي نظمتها إندونيسيا في شهر أبريل 2015 تزامنا مع ذكرى مرور 60 عاما على انعقاد مؤتمر باندونج عام 1955.
وأعرب «شهاب» عن تطلع بلاده لزيارة السيسي بشكل رسمي إلى إندونيسيا في ضوء اهتمامها بتفعيل العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمعها بمصر في كل المجالات، مشيدا بدور مصر الرائد في المنطقة وكذا في العالم الإسلامي مثنيا على دور الأزهر الشريف في نشر علوم الدين الإسلامي وما أسهم به في إعداد وتثقيف العلماء الإندونيسيين.
العلاقات المصرية الآسيوية تحظي بأهمية بالغة في أولويات الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث يؤكد السيسي على التواصل مع الدول المختلفة خاصة الدول الآسيوية التي تتميز بعلاقات عميقة مع مصر تاريخيا، وأن مصر تحتاج إلى التعاون والتواصل مع مختلف دول العالم خلال المرحلة المقبلة من أجل صياغة علاقات حقيقية مع كل الدول وأن دول القارة الآسيوية لها تجارب رائدة في مجالات التطور الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وينظر الرئيس السيسي لكل الأشقاء في آسيا بكل التقدير والاحترام، معربا عن أمله أن يلتقي ويبحث معهم المزيد من التعاون، مؤكدا أن مصر تحتاج إلى التعاون والتطوير مع الدول الآسيوية وذلك في إطار التحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن كثيرة ومعقدة، موضحا أن رؤيته في العلاقات مع كل الدول رؤية انفتاحية تقوم على التعاون لا التصارع أو المواجهة.
وأوضح السيسي من قبل أن العلاقات الدولية يجب أن تعتمد على التعاون والإخاء بين مختلف الدول وفرص التعاون في كل المجالات كبيرة جدا.
ويشير السيسي دائما إلى أن مصر دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط وبها نحو 90 مليون مواطن ولديها العديد من الفرص للانطلاق إلى المستقبل، معربا عن احترامه وتقديره للتجارب الآسيوية في التنمية التي أحدثت نقلة اقتصادية كبيرة لشعوبها على مدى السنوات الماضية موضحا أن تجارب دول آسيا وإمكاناتها واستثماراتها تمثل ثمرة حقيقية للتعاون المستقبلي مع مصر.
وأكد السيسي أن استقرار مصر يحقق استقرارا لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها والإرهاب الذي نراه الآن يجب أن يكون هناك تعاون بين مختلف دول العالم للتصدي له ومكافحته، حيث يؤثر سلبا ليس فقط على استقرار مصر والشرق الأوسط، بل على مختلف دول العالم.
وتتبلور رؤية السيسي للمستقبل، حيث تقوم على توفير بنية أساسية ضخمة تقود مصر إلى أن تصبح مركزا حقيقيا للخدمات في المنطقة، وستكون هناك فرص عظيمة للاستثمار فيها، كاشفا عن أن هناك رصيدا كبيرا من العلاقات بين مصر والدول الآسيوية ويجب أن يبنى عليه لتدعيم التعاون المشترك.
احتلت قضية التنمية صدارة أولويات السياسات الوطنية في مصر والدول الآسيوية داخليا وخارجيا، ودخلت مصر وشركاؤها الآسيويون في علاقات جديدة، تمثلت في التعاون الاقتصادي على أساس المنفعة المتبادلة، وتحويل ذلك التعاون من علاقة بين الحكومات فقط إلى علاقة تستوعب قوى المجتمع الاقتصادي ككل، وفي مقدمتها رجال الأعمال، حيث تعد آسيا الشريك التجاري الثالث لمصر بعد كل من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
كما تمثل آسيا بالنسبة لمصر ميدانا رحبا للتواصل الحضاري والثقافي، كما أن هناك رصيدا ثقافيا مهما بين مصر ومعظم دول آسيا يتمثل في وجود اتفاقات ثقافية مع عدد من تلك الدول، بالإضافة إلى افتتاح مصر لبعض المراكز الثقافية والمكاتب الإعلامية في بعض الدول الآسيوية.

Read Previous

السلطان قابوس يقود السلطنة من نجاح إلى نجاح

Read Next

«الشباب والرياضة» تشدد على أهمية تفعيل القوانين

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x