• نوفمبر 22, 2024 - 1:04 مساءً

اللحمة الوطنية سياجنا المنيع

في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وفي ظل الحوادث الإرهابية المتولدة من تلك الظروف، يبقى الحديث عن الوحدة الوطنية هو أهم الأحاديث، كوننا اليوم في أمسِّ الحاجة إلى التلاحم الوطني الذي تذوب فيه الطائفية والفئوية وكل الأمراض الاجتماعية الموقظة للفتن والمثيرة لنيران الفرقة والشتات، فقوة الشعوب اليوم لمواجهة يد الإرهاب تكمن في تجسيد وحدة وطنية حقيقية تجمع كل فئات المجتمع وأطيافهم، قائمة بدورها على الأفعال لا الأقوال.
إن الشعور بالانتماء والمواطنة لا يأتي من فراغ، فهو بذرة تغرسها الأسرة في النشء، فتظل تنمو حتى تأتي بثمارها وخيراتها؛ فتعم الفائدة على المجتمع ليغدو قويا متماسكا مبدعا يدرك صالحه فيتجه إليه، ويقرأ ما بين السطور فيعرف منابع الفتن فيَهمُ بتجفيفها قبل ان تصل اليه، فالفتنة مهما بلغت شدتها لن تستطيع اختراق شعب جعل من «العقلانية» مسطرته التي تميز بين الصالح والطالح، وعلى النقيض تماما تتجه الامور وتسير اذا ما تخلت الأسرة عن دورها ومسؤولياتها، فما نريد أن نقوله إن الدولة، أي دولة في العالم، ليس بإمكانها ان تضع خفيرا على كل مواطن، فهذا امر اقرب إلى الخيال منه إلى الواقع الذي يتطلب تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة والجامعة والداخلية، فكل منهم له دوره واختصاصاته، ولن تأتي النتائج الايجابية التي نتطلع اليها الا من خلال اداء كل جهة واجباتها على أكمل وجه.
بعض الحالات الفردية التي تتسابق، بين الحين والآخر، لإثارة النعرات الطائفية لن تطغى بدورها على صورة المجتمع بأكمله، فليس من العدل والإنصاف تعميم مثل تلك الصور والنماذج السلبية على فئة أو طائفة، فهذا هو الخطأ عينه الذي يفتح أبواب الفتن والصراعات والنزاعات، فالمواطنة الحقة هي التي تطغى لغة العقل والمنطق فيها على كل الجوانب الطائفية والفئوية، فمتى ما تحققت تلك المعادلة في الفرد منا وجدنا ما نريده ونرضاه من نجاح وتقدم ونماء.

Read Previous

أبو هشيمة .. سفيرًا للنوايا الحسنة للسلام

Read Next

«محلب» يبحث مشكلات القاهرة: تطبيق القانون بكل حزم

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x