أعلنت رئاسة الجمهورية في مصر، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيقوم بزيارة رسمية إلى روسيا اليوم الثلاثاء 25 أغسطس، وتستمر حتى الخميس 27 أغسطس الحالي.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة الرئيس إلى روسيا ولقاءه مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» تأتي في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، وتعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا، وستتيح الزيارة الفرصة لتعزيز التعاون مع روسيا في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، أخذا في الاعتبار أن روسيا تعد من أهم الشركاء التجاريين لمصر.
وأضاف المتحدث الرسمي أن لقاء الرئيس مع الرئيس الروسي سيعقبه غداء عمل موسع بحضور وفدي البلدين يقيمه الرئيس الروسي تكريما للرئيس بمقر الكرملين، وسيتم التباحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذلك دعم التعاون بين مصر وروسيا في الأطر والمنظمات الدولية متعددة الأطراف، فضلا عن العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وجذب المزيد من الاستثمارات الروسية إلى مصر، لا سيما في ضوء الإجراءات التشريعية والإدارية التي طبقتها مصر أخيرا لجذب وتيسير إقامة الاستثمارات المباشرة. وسيلي ذلك عقد مؤتمر صحافي مشترك يستعرض فيه الرئيسان نتائج المباحثات الثنائية وأهم الموضوعات التي تم تناولها.
وذكر «يوسف» أن زيارة الرئيس إلى روسيا ستشهد عددا من اللقاءات مع كبار المسؤولين الروس وعدد من رؤساء كبريات الشركات الروسية.
من جانبها كدت مصادر ديبلوماسية روسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيناقش مع الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال القمة التي ستعقد في موسكو، 26 أغسطس ، الأزمة في سورية والوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشارت المصادر الديبلوماسية الروسية وفق «اليوم السابع» إلى أن الرئيسين المصري والروسي سيناقشان التعاون التجاري والاقتصادي، بالإضافة إلى تفعيل إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس الجديدة. وقالت المصادر الروسية إنه سيتم مناقشة عدد كبير من مجالات التعاون مثل مجال النفط والغاز والتعاون في مجال الطاقة النووية.
إلى ذلك قالت وكالة بوستينك الروسية، إن الزيارة الثالثة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لموسكو، تأتي لتؤكد على صلب ومتانة العلاقات المشتركة بين البلدين بعد ثورة 30 يونيو 2013.
وحول هذا الموضوع تحدث الدكتور عمرو الديب الخبير المصري والباحث في جامعة نيجني نوفجورود الروسية عن كيف يمكن أن يتقابل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس المصري خمس مرات خلال عامين فقط بالإضافة للزيارات المتبادلة بين جميع مستويات القيادة من وزراء وقادة عسكريين، موضحا أن سبب هذا التقارب هو التحضير لتحالف كبير سيغير من شكل الشرق الأوسط على جميع الأصعدة.
وأضاف عمرو الديب أنه أولا على الصعيد الاقتصادي بين مصر وروسيا فقد زادت قيمة التبادلات التجارية بين البلدين خلال 6 أشهر فقط بنسبة 103 في المائة وفقا للبنك المركزي المصري، وهذه النسبة مرشحة للتضاعف خلال الفترة المقبلة، حيث يعمل الجانبان على مضاعفة كمية القمح المستوردة من روسيا، وهناك اتجاه ان تتخلى مصر تماما عن القمح الأميركي، أما أزمة الخضروات والفاكهة في روسيا بسبب العقوبات المتبادلة الاقتصادية بين روسيا والغرب فلن يحلها سوى مصر بالأخص البطاطس والبصل والموالح.
وأشار الديب إلى أنه ثانيا في مجال الطاقة هناك إرادة قوية من الجانب المصري لاستيراد الغاز المسال من روسيا لتكون هذه الخطوة مفيدة جدا لكل من الجانب الروسي والجانب المصري لكي لا يستورد من إسرائيل، مشيرا إلى أنه تم توقيع بروتوكولات للتعاون في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار والنقل والبنية التحتية والزراعة والجمارك والبيئة والبترول والطاقة والمعارض، وأيضا إطلاق عمل مجموعة الخبراء المشتركة لبدء محادثات اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الجمركي والتي ستفتح لمصر أسواقا كبيرة لمنتجاتها.
وأوضح الباحث المصري أن أهم تعاون منتظر بين روسيا ومصر هو مساعدة بوتين لمصر في اكتساب عضوية منظمة البريكس التي تجمع كل من الصين، روسيا، البرازيل، الهند وجنوب افريقيا الأمر الذي سيحدث تغيير كبير في شكل النظام العالمي القائم نظرا لقوة هذه الدول الخمس اقتصاديا وسياسيا، نظرا لبدء العمل الفعلي لبنك مجموعة البريكس المركزي في مدينة شنغهاي الصينية مما سيغير وجهه مصر من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى هذا البنك الجديد.
وقال الديب إن روسيا تدرس إقامة منطقة صناعية روسية، قرب قناة السويس، كخطوة أولى للمشاركة في مشروعات تنمية محور قناة السويس الأمر الذي سيعزز التواجد الروسي الاقتصادي في مصر، كما ستساعد موسكو القاهرة في بناء أول محطة نووية في مصر في مدينة الضبعة الأمر الذي سيجعل مصر من الدول التي تمتلك هذه التقنية وسيحل مشكلة انتاج الكهرباء.
أما على الصعيد العسكري فيأمل الرئيس عبدالفتاح السيسي في موافقة بوتين على إمداد مصر بمنظومة الدفاع الجوي «إس – 300»، خصوصا بعد الإعلان عن توريد هذه المنظومة إلى إيران في الأيام، مما سيجعل ميزان التسلح في المنطقة متساويا نوعا ما، مع العلم أن العلاقات العسكرية «المصرية – الروسية» كانت قد تطورت بشكل كبير في الفترة الأخيرة وكانت نهايتها إجراء مناورات عسكرية مشتركة في مياه البحر المتوسط وهذه المناورات هي الاولى من نوعها في تاريخ البلدين العسكري.
وبالإضافة إلى هذا قامت روسيا بتوريد أسلحة حديثة لمصر على مدار العامين السابقين وأخرها إهداء اللانش الهجومي طراز «إر 32 – مولينيا» وكل هذا استمرارا للمواقف الروسية الداعمة لمصر خلال الفترة الماضية، وتطابق الرؤى بين القيادة السياسية لكلا البلدين نحو الحرب على الإرهاب، ودعم جهود الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة: أما على الصعيد السياسي، روسيا تملك علاقات قوية جدا مع إيران وتملك علاقات متينة مع إسرائيل وعلاقة تاريخية ممتدة مع سورية واتصال دائم بكل من الأطراف المتناحرة في اليمن وتقوم بتسليح القوات العراقية في مواجهتها مع تنظيم «داعش» الإرهابي لذلك تم إجراء مقابلات عديدة في وقت سابق بين قادة سعوديين والرئيس بوتين في اعتراف رسمي من جانب اكبر دولة نفطية في العالم بأن 99 في المائة من أوراق اللعبة في يد الرئيس بوتين في ساحة الشرق الأوسط، فهذه الفترة العصيبة التي يعيشها العالم هي فترة تحالفات استراتيجية وسيكون التحالف المصري – الروسي من أهم التحالفات، لذلك عندما تكون هناك علاقات قوية بين رئيس أكبر دولة عربية وأقوى جيش عربي مع رئيس أكبر دولة نووية في العالم واكبر دولة من حيث المساحة والموارد الطبيعية ننتظر رسم تاريخ جديد للمنطقة كلها والعالم بأسره.