يفترض في كل مجتمعات العالم ان الامن دائما مصان ومحصن من العبث باعتبار ان الامن اساس الحياة ومنبع الاستقرار ومن دونه تنهار جميع الانشطة في الدولة وهذا من البديهيات وفي الاحوال الطبيعية… فكيف الحال في الظروف الامنية المتوترة?! اعتقد اننا اليوم وجميع دول المنطقة لم نشهد توترا امنيا من قبل كما نشهده اليوم, ثورات اسقطت انظمة وقادت الى فوضى عارمة وأيقظت خلايا الارهاب النائمة وحروبا اهلية ومؤامرات توسعية, الامر الذي يستلزم ان نكون مستنفرين امنيا على مدار الساعة وفي جهوزية الى ابعد الحدود! في هذه الظروف الامنية المتوترة التي تستدعي حالة استنفار استثنائية نجد ان هناك من هو مصر على الاستمرار في ممارسة العبث بامن الدولة بغرض زعزعة الاستقرار واشغال الجهات الامنية عن مهامها الاساسية وهي حفظ الامن الوطني! منذ فترة وهم يحيكون المؤامرات ويصنعون الاكاذيب ويشيعون الاشاعات ويحاولون زعزعة الاستقرار والتحريض على الحكم واركان الحكم ودفع الاموال بعض الموتورين والحقراء لاستخدامهم كأدوات باسماء مستعارة لبث سموم الفتنة وزعزعة الثقة بالدولة لضرب حالة الاستقرار بالبلد, مستغلين طبيعة النظام التسامحية واجواء الحرية والديمقراطية! لقد آن الاوان لوقف هذا العبث وحسمه من جذوره تماشيا مع مقتضيات الامن والمصلحة العامة للدولة وللحكم اقول: آن الاوان للحكم ان ينتصر للكويت, حيث الظروف لم تعد تحتمل الصبر والمجاملة والتريث ازاء ما يجري ومنذ فترة من عبث اصبح بالفعل يهدد كيان الدولة ويتربص بالحكم اذ لابد من حسمه من جذوره حسب ما تتطلبه المصلحة العليا للحكم وللكويت بالسرعة المطلوبة ومباشرة نعم “مباشرة” وهنا نضعها بين قوسين لأننا نعني مانقول وبالتأكيد الحكم يعنيها تماما تطبيقا للمثل القائل ” لايفل الحديد الا الحديد” حيث الأمر اذا ما تعلق بالحكم وبحالة الاستقرار فلا مجال لطول البال بل على الحكم ان يتخذ القرار مباشرة لان هذا النوع من العبث لن تردعه التحذيرات ولا النصائح ولو ان مثل هذه الاساليب تردع لردعته في المرة الاولى وفي الثانية وفي الثالثة! لقد حبذوا ما يسمى بالضمير الخاوي وغيره من المعارضة المضروبة بالتحريض وبث الاشاعات لضرب سمعة رموز وطنية وقامات عالية ودفعوا بهم بالتحريض الى ان وصلوا بالتطاول على المقام السامي فلم يفلحوا ولم ينفع معهم اسلوب النصح ووظفوا ساقط احدى العوائل الكريمة لتأليف واخراج اشرطة الافك وانفضح كذبهم وخاب مسعاهم ولم تردعهم التحذيرات وهاهم وحتى بعد الاعتذار المهين يحرضون الحقراء ومتعاطي المخدرات لبث الاشاعات وحبك الاكاذيب وبث الاخبار الكاذبة عن الدولة والتطاول على المقام السامي فالى متى هذا العبث يستمر بضرب البلد والحكم?! لا اعتقد ان البلد في مثل هذه الظروف الامنية المتوترة لديه متسع من الوقت لكي يصرفه على ملاحقة ومتابعة هذا العبث فالبلد يكفيه ما امامه من مخاطر لكي يكثف جهوده لمواجهتها, اما هذا العبث فهو لا شك مسؤولية الحكم والحكم فقط هو القادر على حسمه وقطعه من جذوره لاعتقادنا ومن خلال التجارب انه عبث لن يمنعه امن ولن تردعه محاكم وبالتالي فلم يعد امام الحكم من علاج سوى الكي وليكن هذا الكي حماية للحكم وللكويت معا .