• نوفمبر 22, 2024 - 12:01 مساءً

هذا النمط هو العلة والداء (1)

كثيرا ما يتساءل البعض عن سبب انحدار بعض الانشطة، وغياب الابداع والمبدعين عنها؟ الفن الأدب الثقافة الصحافة الرياضة، ثقافتنا التسامحية، العمل السياسي الراشد المسؤول. الانشطة الطلابية ذات النكهة الوطنية الخالصة التي تعبر عن النسيج الاصيل للوحدة الوطنية… لماذا؟ لماذا في الكويت يغيب الفن، وبالذات المسرح الذي كان رائدا وقائدا يتربع على عرش الاصالة، نصا وأداء ورسالة، ليس على الصعيد المحلي فقط، بل وصل الى العالمية بعد ان غطى الخريطة العربية؟ لماذا سمحنا للغوغاء والتهريج ان يخطفا وينتهكا قداسة الرسالة الخالدة التي تمثلها خشبة المسرح باعتبارها منارة تنير سماء المنطقة؟ أين رياضتنا التي كانت تتربع على عرش الكرة العربية والآسيوية؟ لماذا غدت على هذا النحو من الرداءة والانحدار؟ أين ثقافة العمل السياسي المسؤول الذي كان يتصدر المشهد في الوطنية والنزاهة والايثار؟ أين اتحاداتنا الطلابية التي كانت كما الشعلة في النشاط تحمل على عاتقها مسؤولية الدفاع عن قضايانا المحلية وقضايا امتنا العربية؟ أين اعلامنا وصحافتنا وجمعيتنا الصحافية، هذا الاعلام الذي كان يتسير الاقليم مرئيا ومقروءا أو مسموعا، ايضا اين جمعية الصحافيين التي كانت تقود الصحافة العربية، لماذا هي اليوم منزوية ولا تملك اي روح ابداعية أو نشاط ملموس؟ لماذا خسرنا كل هذا واصبحنا نسيا منسيا؟ لا شك ان الكويت هي الكويت لم تتغير والانشطة هي الانشطة لم تتغير، انما الذي تغير هو نمطنا في الادارة! هذا النمط الفاسد هو الذي افسد كل شيء حين استنت الحكومات السابقة في مطلع الثمانينات سنة الاستقاطابات وتقريب أهل الثقة على أهل الكفاءة، واصحاب العلم والمعرفة! هذا النمط هو الذي اتى بوزراء عبارة عن موظفين كبار، وهو من اتى بالنائب الجاهل والآخر نائب خدمات، وظيفته تخريب القوانين والانظمة بدل التشريعات العادلة، هذا النمط هو الذي ادخل على البلاد سلوكيات فاضحة لم تكن مالوفة عند المجتمع الكويتي من قبل، حيث اصبح الحفاة العراة يتطاولون بالبنيان وبرزت اسماء في عالم المال والعقار، وكأنها نبات الفطر لا اساس لها في الارض واعتلى المناصب انصاف المتعلمين ونشطت حركة تجارة الشهادات المضروبة، فأصبح الجهلة وانصاف المتعلمين يسبق اسماءهم حرف الدال! وبعضهم يعتلون مناصب متقدمة في القطاعات الثقافية والتوجيهية والتعليمية! هذا النمط هو الذي مكن التيار الديني وائمته، تجار الدين، من مفاصل الدولة واخذ يعيث فسادا في مناهج وبرامج التعليم! هذا النمط هو الذي كرس هذه التقسيمات البشعة التي نشهدها اليوم من مذهبية وطائفية وقبلية! هذا النمط هو العلة والداء! » وللحديث بقية.

 

Read Previous

الخرق أكبر من الرقعة

Read Next

السنوات السبع العجاف القادمة!

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x