السفير ياسر عاطف: سمو الأمير أكد أن العلاقات بين الكويت ومصر لا مثيل لها في القوة والمتانة

«سموه اكد على ان العلاقات مع مصر لا مثيل لها من حيث القوة والمتانة بين الحكومتين والشعبين: وكرر سموه لي اكثر من مرة انت في بلدك، ولست في بلدك الثاني، ولا تشعر بأي غربة»… هذه الكلمات المفعمة بروح المودة والحب من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد للسفير المصري الجديد في الكويت ياسر عاطف أعطته، كما يؤكد هو، «دفعة قوية بأن جميع الابواب مفتوحة امامي لتعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين».
وفي أول مؤتمر صحافي له، قال عاطف: ان سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد اهتم بمعرفة الاوضاع الداخلية في مصر، وما يحدث من قضايا على الساحة المصرية، وطلب مني نقل تحيات سموه إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وثمن السفير عاطف مشاركة سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد في المناسبات والاحتفالات في مصر، بداية من مشاركة سموه في مراسم تنصيب الرئيس السيسي في يونيو 2014، إلى مشاركة سموه في مراسم تدشين مشروع قناة السويس الجديدة في 6 اغسطس 2015.
ولفت إلى ان وزير الخارجية المصري سامح شكري لا يترك فرصة إلا ويصف فيها العلاقات المصرية – الكويتية بأنها على افضل حال ومتميزة جدا.
وعن المهام المكلف بها خلال فترة عمله سفيرا لمصر في الكويت، قال: الحرص على البناء على ما هو قائم بالفعل في العلاقات بين البلدين والعمل على دفعها إلى مزيد من التقدم والازدهار.
وأوضح السفير المصري أن جذب مزيد من الاستثمارات الكويتية الجديدة لمصر على رأس أولوياته، التي سوف يعمل عليها، خاصة في ظل العلاقات المتميزة بين البلدين.
وذكر ان إحصائيات التبادل التجاري بين البلدين 400 مليون دولار، منها 360 مليونا صادرات مصرية لا تعكس القيمة الحقيقية للتجارة الثنائية بين البلدين، حيث إنها لا تشمل التعاون في المنتجات والمشتقات البترولية والتي تقدر بالمليارات، ولفت إلى ان الكويت تحتل المرتبة الرابعة في حجم الاستثمارات في مصر، والتي تصل إلى 5 مليارات دولار. وتحدث عن العلاقات الثنائية والاجتماعية والمصاهرة بين الشعبين، وأعرب عن سروره برؤية قيادات كويتية تتبوأ مناصب عليا قد تلقوا تعليمهم في مصر، ولفت إلى وجود الآلاف من الطلبة الكويتيين يدرسون في شتى الجامعات المصرية حاليا.
وأكد السفير أنه سيتحرك على كل الملفات، وإن كانت بعض القضايا تحتاج إلى التحرك الفوري المنفرد، وقضايا أخرى ستكون بالتعاون مع رئيسة البعثة القنصلية السفيرة هويدا عصام، والمستشار العمالي، وأركان البعثة الديبلوماسية، وبالتعاون مع كل الأجهزة المصرية.
وأشار إلى أنه تم حل مشكلات لتسع شركات كويتية، وهناك قضايا أخرى مازالت مطروحة وتعمل هيئة الاستثمار في مصر على تذليل كل العقبات، وتسهيل الإجراءات من خلال إصدار اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار الجديد.
وقال: «نحن نعمل على تسهيل جميع الموافقات لجميع المستثمرين وسهولة الحصول على الموافقات الحكومية»، مؤكدا أن مصر لا تسعى فقط لمواجهة احتياجات السوق المحلي في مجال الطاقة، بل يتجاوز طموحها ذلك.
ولفت السفير إلى أن الهدف الرئيسي للدولة هو الاستفادة من كل الطاقات غير المستغلة، وتحويلها إلى مصدر للإنتاج بما يساعد على إنشاء مركز إقليمي بمصر في مجالات كالصناعات البترولية (خطوط الأنابيب، ومصافي التكرير، ومحطات إسالة الغاز) والكهرباء بالاستفادة من البنية الانتاجية المتميزة الموجودة في مصر بما يخدم دول المنطقة.
وحول الانتخابات البرلمانية القادمة، قال السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف: إن مصر مقبلة على الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة المستقبل، وهي الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في منتصف الشهر المقبل، وهو الضلع الثالث للنظام السياسي المصري، لتكتمل بذلك خارطة المستقبل، وتنطلق مصر الجديدة في طريق التقدم والازدهار، من خلال تحقيق الاستقرار داخليا وتدشين العديد من المشروعات الاستثمارية الضخمة.
وأعرب عن أمله أن تكون المشاركة عالية من الشعب المصري، سواء في الداخل او الخارج، لأن هذا البرلمان أو مجلس النواب سيكون له دور كبير، وسيلقى على عاتقه الكثير من المهمات أولها مناقشة وإقرار القوانين التي صدرت بمراسيم رئاسية العامين الماضيين، ثم القيام بدوره التشريعي جنبا على جنب، مع ما ستطرحه الحكومة المصرية من مشروعات قوانين على المجلس.
وعن انتخابات المصريين في الخارج، لفت السفير إلى ان استحقاقات الانتخابات الماضية قد أثبتت أن الجالية المصرية بدولة الكويت هي اعلى الجاليات المصرية مشاركة في عملية التصويت، وهو ما يجعل السفارة شديدة الحرص على توفير أفضل السبل والبيئة المناسبة لأبناء الجالية للتعبير عن رأيهم من خلال الانتخابات والمشاركة في تقرير مستقبل وطنهم.
ولفت السفير عاطف إلى أنه لأول مرة يسمح للمصريين في الخارج بالترشح، وهذه خطوة مهمة في تمثيلهم داخل البرلمان المصري.
وعلى صعيد الأوضاع الداخلية في مصر ومحاولة البعض عرقلة دوران العجلة في ظل تنفيذ مشروعات كبرى… قال: «إن هؤلاء لم ولن ينجحوا في مساعيهم الخبيثة… ومن يسعى لعرقلة سير العملية الانتخابية ويقف أمام إرادة الشعب المصري فهو خارج الإطار الشرعي».
وأشار إلى أن الأحزاب المصرية بدأت في الاستعداد لدخول هذه الانتخابات.
وتطرق السفير إلى ملفات أبناء الجالية المصرية في الكويت، وعلى رأسها التحديات الموجودة في العمل القنصلي، مؤكدا عمله مع أركان البعثة لمواجهة هذه التحديات وإيجاد الحلول لها، وفي مقدمتها جوازات السفر المميكنة خاصة انه سيتم الانتهاء من استخدام الجوازات اليدوية، وفقا لقرار منظمة الطيران المدني الدولية «الإيكاو» في 24 نوفمبر 2015، وبالتالي هناك ضغط عمل شديد على السلطات المصرية لاستخراج جوازات السفر المميكنة لرعاياها في مختلف دول العالم.
وأوضح ان القنصلية المصرية كانت تتلقى ما بين 300 و400 جواز للتجديد أسبوعيا، بينما وصل العدد حاليا إلى 700 جواز يوميا، أي حوالي 3500 جواز أسبوعيا، لافتا إلى أنه يتوقع مع نهاية شهر أكتوبر 2015 أن يصل إنجاز المعاملات الخاصة بإصدار الجواز أو تجديده في فترة أقل.
وأكد السفير اهتمامه بمطلب أبناء الجالية بنقل مقر القنصلية من مكانها الحالي، وبناء مبنى جديد للسفارة، وقال كل هذه المخططات موجودة ونتمنى تنفيذها قريبا، مشيرا إلى أنه تم تأجيل تلك الخطوة في ظل قرب انعقاد الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في السفارة خلال الشهر القادم بمرحلتيها الأولى والثانية على مدار شهرين.
ولفت إلى ان كل الاقتراحات أو الطلبات المقدمة من أبناء الجالية، مثل استخراج جواز السفر والتأشيرات وغيرها ترفع إلى الجهات المعنية في مصر يوميا.
وأكد السفير أن قضية العمالة المصرية من القضايا الرئيسية التي سيتابعها، مشيرا إلى حرص مصر على ان يحصل المواطن المصري على حقوقه في عقد العمل الذي هو شريعة المتعاقدين، مشيرا إلى ان المستشار العمالي يراجع كل عقد ويتحدث مع طرفي العقد (العامل والكفيل) لحفظ حقوق العامل المصري.
وعن مشاركته في حفل السفارة المكسيكية، قال السفير عاطف: ذهبت للتأكيد على التضامن معهم في هذا الحادث الأليم الذي وقع بالخطأ، لافتا إلى زيارة وزيرة خارجية المكسيك والمؤتمر الصحافي الذي عقدته مع وزير الخارجية سامح شكري، والذي أكد خلاله ان سلطات التحقيق في مصر تجري تحقيقاتها بكل شفافية ودقة للوقوف على ملابسات الحادث في أقرب فرصة ممكنة.