تعد الديبلوماسية البرلمانية احد روافد السياسة الخارجية في دول العالم الديموقراطية والمتحضرة، وفي الكويت ذات النظام الديموقراطي العريق في المنطقة، تسعى الوفود البرلمانية لمجلس الامة إلى تعزيز سياسة الديبلوماسية البرلمانية التي اعلنها رئيس المجلس مرزوق الغانم منذ بداية الفصل التشريعي الرابع عشر من اجل تنسيق المواقف مع البرلمانات الدولية.
وتأتي زيارات الغانم والوفود البرلمانية الاخيرة منذ انطلاق العطلة البرلمانية وخلال الصيف إلى عدد من دول العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا في اطار سعي المجلس إلى تعزيز علاقاته مع البرلمانات الدولية، وحرصه على تفعيل دوره في الاتحادات البرلمانية الخليجية والعربية والاسلامية والدولية.
ولأن المجلس الحالي حوّل الديبلوماسية البرلمانية من ديبلوماسية السياحة والتسوق، إلى الديبلوماسية الهادفة، فقد بذل اعضاء الوفود البرلمانية الكويتية جهودا في اروقة البرلمانات في الدول الشقيقة والصديقة وداخل اللجان والمجموعات والاتحادات الاقليمية من خلال اللقاءات التنسيقية بين المجموعات الخليجية والعربية والاسلامية، إلى جانب المشاركة في صياغة القرارات داخل تلك المنظمات البرلمانية لدعم السياسة الخارجية الكويتية ودعم القضايا العربية والعربية والإسلامية.
ويهدف المجلس الحالي إلى توجيه ديبلوماسيته البرلمانية نحو ترسيخ قاعدة صلبة من العلاقات مع البرلمانات العالمية المؤثرة في صنع القرار وتأسيس قنوات مفتوحة مع البرلمانات الاخرى المؤثرة، لإيصال وجهة النظر الكويتية بأقصر الطرق عند الحاجة لذلك.
ويحمل رئيس المجلس مرزوق الغانم مسؤولية نقل وجهات النظر العربية حول القضايا الاقليمية والدولية كونه رئيسا للاتحاد البرلماني العربي، كما يسعى لبناء جسور التواصل بشكل وثيق مع برلمانات الدول المؤثرة بصفته رئيسا لمجلس الامة.
ويحمل الرئيس الغانم مسؤولية مضاعفة في نقل وجهات النظر الكويتية والعربية حول القضايا الاقليمية والدولية كونه رئيسا للاتحاد البرلماني العربي، كما يسعى لبناء جسور التواصل بشكل وثيق مع برلمانات الدول المؤثرة بصفته رئيسا لمجلس الامة.
لذلك يحرص على ان تطرح الوفود الكويتية خلال الجولات المتعددة لها كل القضايا الكويتية والعربية والاقليمية المهمة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.
رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم يؤكد في اكثر من مناسبة انه يسعى إلى توجيه «الديبلوماسية البرلمانية» الكويتية نحو ترسيخ قاعدة صلبة من العلاقات مع البرلمانات العالمية المؤثرة في صنع القرار، مشيرا إلى ان الديبلوماسية البرلمانية الكويتية تؤسس لقنوات مفتوحة مع البرلمانات الاخرى المؤثرة، لايصال وجهة النظر الكويتية بأقصر الطرق عند الحاجة لذلك موضحا ان القرارات في الدول الديموقراطية لا تتخذ بمنأى عن البرلمانات، وهو ما يدعو إلى تعزيز العلاقات مع تلك البرلمانات.
وشدد الغانم على ثوابت نهج السياسة الخارجية الكويتية وتناغم الديبلوماسية البرلمانية مع أهداف السياسة الخارجية الكويتية في تحقيق مصالح الدولة، مؤكدا ان حماية الأمن القومي لدولة الكويت تتطلب تفعيل الديبلوماسية البرلمانية حول العالم، ولا سيما في الدول الديموقراطية، لافتا إلى ان توثيق العلاقات البرلمانية الكويتية مع ممثلي برلمانات العالم امر في غاية الأهمية بهدف نصرة قضايا الكويت العادلة في المحافل الدولية.
واستذكر الغانم، في هذا السياق، تجربة الكويت إبان الغزو العراقي ووقوف برلمانات العالم وحكوماتها مع الشرعية والحق الكويتي حتى تم تحرير البلاد، وأضاف أن الحكومات الديموقراطية لا يمكنها اتخاذ قرارات مصيرية في منأى عن موافقة البرلمان لان ممثلي الشعب هم اصحاب القول الفصل في القرارات المهمة.
وأكد الغانم نجاح الديبلوماسية البرلمانية الكويتية ودورها الفاعل والبارز في الدفاع عن قضايا الكويت ونصرة قضايا الامتين العربية والاسلامية في جميع المحافل الدولية وإبراز دور البرلمان الكويتي وموقفه تجاه العديد من القضايا الرئيسية، وتوضيح موقف الكويت تجاه العديد من القضايا المحلية والاقليمية والدولية، مؤكدا الاهتمام الكبير الذي توليه الشعبة البرلمانية والوفود البرلمانية الاخرى خلال مشاركتها في المحافل الدولية في الدفاع عن القضايا التي تتهم بها دولة الكويت «زورا وبهتانا»، ودحض اي ادعاءات غير سليمة بوجود مخالفات لحقوق الانسان أو تعديات على مبادئ انسانية معينة.
وذكر الغانم اهمية ان تواصل الديبلوماسية البرلمانية نجاحها، وأن تستمر استراتيجية البرلمان الكويتي في تقوية وتوثيق العلاقات مع برلمانات الدول الاخرى، سواء عن طريق المشاركة في المؤتمرات أو تبادل الزيارات الثنائية لما لها من دور مهم في خدمة القضايا الكويتية.
بدوره أكد رئيس وفد مجموعة الصداقة البرلمانية الرابعة النائب الدكتور يوسف الزلزلة أهمية الديبلوماسية البرلمانية في تقريب الشعوب وتوطيد العلاقات في جميع المجالات مع دول العالم، وشدد الزلزلة على فاعلية الديبلوماسية البرلمانية توازيا مع الديبلوماسية السياسية في فتح مجالات التعاون والمشاركة مع دول العالم الأخرى.
وأشار الزلزلة إلى اهمية الديبلوماسية البرلمانية ودورها في تنشيط العلاقات البرلمانية ونقلها إلى آفاق ارحب، معتبرا ان زيارات الوفود البرلمانية الكويتية إلى دول العالم الشقيقة والصديقة تعد فرصة عظيمة للتعاون والتنسيق على اعلى المستويات لتنمية العلاقات البرلمانية بين الكويت وبين مؤلف دول العالم مما يدعم حق الكويت وقضاياها العادلة في المحافل الدولية.
من جانبه قال عضو لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية النائب فارس العتيبي: ان الديبلوماسية البرلمانية رافد للديبلوماسية الرسمية للكويت وجناح آخر تحلق به الكويت في المحافل الدولية لخدمة قضاياها الوطنية، مثمنا جهود رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم المميزة في هذا الصدد، لافتا إلى اهمية زيارة وفود الصداقة البرلمانية ودورها المتنامي في تطوير وتوطيد العلاقات الكويتية مع الدول الصديقة في العديد من المجالات.
وشدد العتيبي على اهمية تلك الزيارات في زيادة اوجه التعاون البناء والمثمر القائم بين الديبلوماسية الشعبية والديبلوماسية التنفيذية الرسمية، وقال ان وفود مجموعات الصداقة البرلمانية تحمل رسائل محبة وحرص على التعاون بين الكويت وبين دول العالم الشقيقة والصديقة.
من ناحيته أكد النائب عسكر العنزي أهمية الدور البارز والفاعل للديبلوماسية البرلمانية الكويتية في تدعيم سبل التعاون والتنسيق بين الكويت وبين دول العالم، خاصة الدول التي يصنع بها القرار الإقليمي والدولي وتعزيز العلاقات البرلمانية وتفعيلها والتنسيق في المحافل الدولية.
وأوضح عسكر ان الوفود البرلمانية الكويتية تجوب كل البرلمانات الدولية لتنقل تجربة الكويت الديموقراطية ومسيرتها الرائدة في المنطقة ودور مجلس الامة الايجابي والفعال في القضايا المحلية والاقليمية والدولية. ولا تقتصر الديبلوماسية البرلمانية الكويتية على حمل قضايا الكويت في المحافل الدولية بل تمتد إلى التصدي للقضايا العربية والاسلامية وتنسيق المواقف وتأدية دور مؤثر في المحافل الدولية، وذلك هدف من أهداف الديبلوماسية البرلمانية الكويتية وهو ما اظهر نجاحا كبيرا في القضايا والاحداث عَلى الساحة الإقليمية والدولية.
وأكّد النائب سعود الحريجي أهميّة وفود الصداقة البرلمانية في تعزيز الديبلوماسية الشعبية وتكريس احترام وتقدير الكويت ورفعة مكانتها بين الدول المختلفة، مشيرا إلى ان تلك الوفود على كل الصعد حققت ثمرات ايجابية في تعزيز التعاون بين الكويت والدول الصديقة، لافتا إلى ان دعم الجناح البرلماني للديبلوماسية الكويتية المتمثل في وفود الصداقة يتطلب مزيدا من التنسيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وأشار الحريجي إلى ضرورة قيام وزارتي الخارجية والإعلام بالتنسيق مع وفود الصداقة البرلمانية قبيل الرحلات الديبلوماسية التي تقوم بها الوفود، وذلك من أجل تعزيز دور الوفود وتوحيد الرؤى والمواقف بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وتحقيق التمثيل الأفضل للكويت.