الرسائل التي وجهها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العالم، عبر كلمته أمام قمة التنمية المستدامة بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، أصابت هدفها، وحققت غايتها، واستُقبلت استقبالا رائعا من قبل قادة وزعماء العالم، الذين أدركوا مدى ما تبذله مصر، في الوقت الحالي، من جهد، من أجل أن تعوض ما فاتها، وتستأنف إطلاق ماكينتها الاقتصادية والتنموية، فضلا عن إعادة بناء مؤسساتها الدستورية، والأهم من ذلك كله استعادة وحدة الصف الوطني بين كل أبناء المجتمع المصري.
تفعل مصر ذلك كله وهي – كما أوضح الرئيس السيسي في كلمته – تواجه أخطر فكر متطرف، وتتصدى لمن يريد عرقلة التنمية… ولا يمكن لأحد أن ينكر ما حققته مصر من نجاح كبير في هذا الاتجاه، فقد تمكنت من تجفيف معظم منابع الإرهاب في سيناء، وفور انتهاء هذه المهمة أطلقت المرحلة الثانية منها، والمتمثلة في تنمية شبه الجزيرة التي عانت طويلا الإهمال والتجاهل وقصور الخدمات، وهو ما ساعد في رواج أفكار العنف والتطرف بين بعض شبابها، وحال دون ترسيخ الأمن والاستقرار فيها.
وإذا كان الرئيس السيسي قد أكد سعى مصر إلى تحقيق تنمية عادلة ومتوازنة، وتوفير سبل العيش الكريم لكل أفراد الشعب، وفى مقدمتهم المرأة، فإن شواهد كثيرة تعزز ذلك وتبرهن على جديته، ففضلا على ما أشرنا إليه من التوجه لإقامة تنمية حقيقية في سيناء، فإن محافظات الصعيد التي قاست بدورها معاناة شديدة، بسب تراجع خدماتها وافتقارها إلى مشروعات إنتاجية كبيرة تضمن لها عائدا جيدا، وتسهم في تشغيل أبنائها، قد بدأت هي الأخرى تشهد إطلاق عشرات المشاريع التنموية الكبرى، والتي شارك الرئيس السيسي بنفسه في تدشين بعضها. أما بالنسبة إلى المرأة فليس خافيا على أحد الجهود الكبيرة المبذولة في سبيل التمكين لها، وتمهيد الطريق أمامها للمشاركة الحقيقية في العمل العام، والقيام بدور يليق بها في تنمية مجتمعها، ولعل ذلك واضح تماما من خلال تشكيل الحكومات الأخيرة، حيث لم يقل نصيب المرأة في أي منها عن أربع حقائب وزارية، بالإضافة إلى شغلها مناصب قيادية رفيعة أخرى، لا تقل أهمية عن المنصب الوزاري.
وكعادته لم يفت الرئيس السيسي أن ينسب كل ما تحقق من خطوات كبيرة، على مختلف الصعد، إلى «الشعب المصري العظيم»، فهو صاحب الفضل في مواجهة فكر العنف والتطرف، وهو الذي على أكتافه تنهض مصر وتنجز ما يشبه الطفرة في اقتصادها وتنميتها، وليس أدل على ذلك من مشروع قناة السويس الجديدة التي أقامها المصريون في أقل من سنة واحدة، في عمل أشبه ما يكون بالمعجزة، بشهادة كثير من الخبراء العالميين المتخصصين، وتوازى ذلك مع النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي أقيم في شهر مارس الماضي بمدينة شرم الشيخ، وغير ذلك من النجاحات الهائلة في أكثر من مجال.
إن مصر تمضي قدما – قيادة وشعبا – نحو صناعة مستقبل أفضل لها وللمنطقة بأسرها، وإذا كانت قطعت شوطا مهما وملموسا في هذا الاتجاه، فإن أمامها الكثير من العمل المنشود لتستكمل تحقيق أهدافها، واستعادة مكانتها الرائدة، والتي لن يرضى شعبها عنها بديلا.