• نوفمبر 22, 2024 - 1:09 مساءً

العم عبدالعزيز البحر: علاقتي مع الشيخ جابر الأحمد لا أنساها

في حوار أجرته الزميلة القبس وتعيد الخليج نشره

في لقاء أشبه بكتابة المذكرات التي تعكس تطور وطن بأكمله، جاء حديث العم عبدالعزيز أحمد محمد البحر ليدل على التطور والنهضة التي مرت بها الكويت.
في بداية اللقاء – الذي اجرته الزميلة «القبس» وتعيد الخليج نشره للأهمية يقول العم عبدالعزيز: أنا من مواليد 1929م، تلقيت دراستي الأولى في الكتاتيب عند الملا أحمد الخميس، تعلمت القرآن الكريم وألف باء الكتابة، ثم درست في البصرة قبل الحرب العالمية الثانية عندما كان خوالي (الحمد) هناك، درست الابتدائية حتى أوائل الثانوية، ورجعت بعد ان احتل الانجليز العراق حوالي عام 1940، وكان عمري حوالي 14 سنة، وأثناء وجودي في الكويت درست اللغة الانجليزية على يد الاستاذ سلطان العجيل، ثم انتقلت إلى الجامعة الأميركية في بيروت سنة 1944م فأكملت الدراسة الجامعية، ومن زملائي الدكتور أحمد الخطيب والمرحوم بدر عبداللطيف الثنيان الغانم، وبعد التخرج رجعت إلى الكويت.
وقال عبدالعزيز البحر: بعد عودتي إلى الكويت قدمت طلبا للشيخ فهد السالم الصباح، وكان رئيسا لدائرة الأشغال العامة، وعملت مع المرحوم عبدالمحسن المتروك الذي كان رئيس الكتاب، ونقلت إلى قسم المستودعات (نائب رئيس)، بعد ذلك عينني الشيخ فهد السالم مديرا للاسكان، ومن ثم في مجلس الانشاء الذي كان مسؤولا عن التخطيط في الكويت، وكان المجلس مشكلا من كل مديري الإدارات ومنهم: عبدالعزيز حسين – عبدالرحمن العتيقي – عبدالله العسعوسي – علي الداود مدير الصحة – عبدالله الفلاح مدير البلدية – خالد الغنيم مدير الاشغال، وبقي هذا المجلس يعمل حتى استقال الشيخ فهد السالم الصباح، وبدأ الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير الكويت في تلك الفترة بحركة اصلاحية في البلد الذي كان نواة للحياة الديموقراطية، فجاء بالشيخ جابر الأحمد الصباح من حاكم الأحمدي إلى رئيس الدائرة المالية، فبدأت عملية التطوير من تلك الفترة، وأذكر أنه في عام 1957 بدأت أولى مباحثات بين القطرين الشقيقين الخاصة بالمنطقة المحايدة أثناء زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز للكويت، وكان الوفد الكويتي برئاسة الشيخ جابر الأحمد الصباح وعضوية أشرف لطفي الذي كان مسؤولا في الديوان الأميري، وأنا عبدالعزيز البحر، وجمال هاشم رئيس قسم المساحة في دائرة الأشغال، وكان الوفد السعودي برئاسة الأمير طلال بن عبدالعزيز وزير المالية، وعضوية عبدالله الطريقي وزير البترول والثروة المعدنية. وأضاف أبو عدنان: وبعد قضاء فترة من الزمن في دائرة الاسكان انتقلت للعمل كأول مدير عام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وقد تم انشاء هذا الصندوق للمحتاجين في البلدان العربية الشقيقة، وكان الشيخ جابر الأحمد الصباح وزيرا للمالية، ثم عملت بعدها بالقطاع الخاص.

تأسيس البنك التجاري
وأضاف البحر: قمت مع زملائي بتأسيس البنك التجاري الكويتي مع بداية تبديل العملة الكويتية من الروبية إلى الدينار، كانت مناسبة طيبة لا ننساها، وكان معي في التأسيس السادة: حمد الحميضي، خالد الغنيم، فهد وخالد الصبيح، سيد حميد بهبهاني، خليفة الغانم ومرزوق المرزوق، وكان رأس مال البنك 20 مليون روبية يعادل مليونين ونصف المليون دينار كويتي.
وقال: أعضاء البنك التجاري هم الذين أسسوا شركة التأمين (بدت البسمة والفرح على ملامح وجه العم أبو عدنان أثناء هذا الحديث)، وأكمل: رأس المال هذا الذي تأسس به البنك، الآن لا يستطيع شراء منزل.
أضاف: استدعاني الشيخ جابر الأحمد الصباح لتأسيس الشركة الكويتية للتجارة والمقاولات والاستثمارات الخارجية برأسمال 20 مليون دينار، وهذا يدل على تطور الاقتصاد الكويتي من مليون ونصف المليون لتأسيس بنك إلى 20 مليونا للشركة، وأنا أول رئيس لها حتى عام 1976، ثم رجعت إلى القطاع الخاص، وأنا الآن متقاعد، أديت واجبي الذي كان عليّ في خدمة بلدي.

بيت البحر
وتابع: ولدت وتربيت في بيت البحر في براحة «ابن بحر»، كان منزلنا مقابل المسجد الذي أسسه جدي، وترعرعت في بيت خوالي (الحمد) في الحي القبلي، وكما قلت تتلمذت على يد الملا أحمد الخميس، كانت مدرسته ايضا في ذاك الحي، كانت القبلة كبقية الأحياء فيها الهدوء والاستقرار والتكافل والتعاون، وإذا أصيب فيها الجار بأي مصيبة فزع الكل ووقف معه، وتعتبر مصيبته عامة على الجميع، وإذا مرض فزع الجميع، وحتى إذا تعرض لأزمة مالية الكل كان يقف معه، وكان الغني يقدم للفقراء المساعدات اليومية في الدواوين، وخاصة أيام يطبخ ويمد الموائد فيها، وكذلك في شهر رمضان المبارك.
وقال أبو عدنان: أنا من مؤسسي نادي الخريجين عام 1954 الذي لم يستمر طويلا، وبسبب الوضع السياسي في الكويت قامت الحكومة بإغلاق الجمعيات حتى لا تكون مصدرا للقلاقل، وبعد سنوات التقيت مع أحمد علي الدعيج أمين عام للتخطيط في حفل، فطرح علي إنشاء جمعية للخريجين، وقمنا بتأسيسها، وقبل 6 شهور احتفلت الجمعية بمرور 50 سنة على تأسيسها، وأنا من الذين كرّمتهم الجمعية.
وقال: كان والدي، رحمه الله، عضوا في المجلس البلدي والأوقاف والمعارف، ولديّ كتب تشهد بذلك، وقدمت طلبا لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه وأطال في عمره، أن يطلق على أحد شوارع الكويت اسم والدي، فقام سموه حفظه الله وطلب من المسؤولين المعنيين بذلك، فسمي شارع في الشويخ باسمه (شارع أحمد البحر)، وكان والدي في المجالس السابقة يعمل من دون مقابل مع غيره من أخيار أهل الكويت، والآن المكافآت بعشرات الألوف.
وقال: عندما جاء جدنا المرحوم محمد البحر إلى الكويت، سكن في البراحة التي سميت باسمه «براحة ابن بحر»، وكانت البضائع تصل إلى الكويت تعرض في البراحة أمام منزله في ساحة متسعة، وعندما شعر بأن الناس في حاجة إلى مسجد اقامه، فسميت البراحة والمسجد باسمه، وموقعه في وسط شارع عبدالله السالم (شارع الجديد سابقا) في مدخل سوق الخضار.
وقال البحر: عشت عصر التقلبات السياسية في وطننا العربي، خاصة في لبنان أيام تقسيم فلسطين، شاركنا في التظاهرات، فكانت قضية فلسطين هي الأولى.

المجلس التأسيسي
واضاف: رشحت نفسي لأول مجلس تأسيسي، ولم يحالفني الحظ، فتركت السياسة، ولكن أخي حمد البحر رشح مع قائمة عبدالعزيز الصقر ومحمد الرشيد ومحمد الخرافي ويوسف ابراهيم الغانم، ولم يحالف الحظ إلا عبدالعزيز الصقر، ومحمد الخرافي، عام 1975.
واضاف: علاقتي مع المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح لا أنساها، وأيام حياتي معه كانت أياما ذهبية، رأيت فيها كل تقدير، وأوكل لي منصبا، وكلما أراد عملا أو منصبا استدعاني.

متجرسيد اسماعيل بهبهاني
وقال: وقد كان خلال هذه الفترة يوجد هناك متجر من متاجر أهل الكويت، يملكه السيد اسماعيل السيد عبدالرسول بهبهاني، يشار إليه ليس بمكان فيه بضائع، بل ملتقى يرتاده أغلب مديري الدوائر ، ويرتاده أيضا كل من الشيخ فهد السالم الصباح، والشيخ سعد العبدالله الصباح، أما الرواد الدائمون فمنهم: يوسف العبداللطيف الحمد أحد كبار وجهاء الكويت وتجارها وأحمد عبداللطيف الحمدي مدير مالية دولة الكويت وعبدالعزيز البحر، حتى أصبح يطلق على هذا المتجر من باب الدعابة «مركز لاتخاذ القرار»، وكان التواجد من الساعة الثالثة ظهرا حتى الثامنة مساء.
واضاف: مازال اولاد المرحوم سيد اسماعيل على اتصال بنا، ويعتبرونني والدهم، ويتواصلون معنا في المناسبات والأعياد، وقد انتهى «مركز القرار» بوفاة اغلب رواده، خاصة صاحب المتجر سيد اسماعيل.
وقال: الاحاديث أغلبها كانت عن العلاقة بين دوائر الدولة المختلفة، والاوضاع في المنطقة، وكانت الجلسات لتبادل الآراء والأفكار، وتنقل إلى المسؤولين كل في دائرته، بمعنى تبادل الخبرات والمعلومات المختلفة التي تهم كل دائرة.

Read Previous

المغفور له العم عبدالعزيز البحر .. تاريخ طويل من الإنجازات

Read Next

رفض أكاديمي لتحويل محراب العلم إلى ساحة حرب

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x