للإنسانية كلمة

من دون إطناب أو إسهاب، فالكلمة التي ألقاها صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، في مؤتمر التنمية المستدامة المنعقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، لا يمكن وصفها إلا بـ «الإنسانية»، وذلك لما احتوته من اهتمام وحرص شديدين لأجل مزيد من العمل الجماعي الدولي، والشراكة العالمية الفعالة، بهدف التجسيد الفعلي للتنمية المستدامة، وقد حث سموه، من خلال كلمته، الدول المتقدمة على الوفاء بما التزمت به بتخصيص 0.7 في المائة من ناتجها القومي الإجمالي لتأمين حصول الدول النامية على تمويل مستدام، مذكرا سموه بأن الكويت، على الرغم من كونها دولة نامية، تبوأت المرتبة الاولى في تقديم المساعدات الإنسانية للعام 2014، وفقا لتقرير المساعدات الإنسانية العالمي.
إن العمل الإنساني ليس بالامر الغريب على دولة الكويت، فهي دائما سباقة إلى اعمال الخير وتقديم العون هنا وهناك، فصاحب السمو، حفظه الله ورعاه، أكد دور الكويت البارز في تقديم القروض والمنح الميسرة لإقامة مشاريع البنى التحتية في الدول النامية والدول الأقل نموا، من خلال مختلف المؤسسات، وأبرزها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
إن يد الكويت، كما عودتنا دائما، ممدودة إلى اقصى الدنيا تعين وتبني وتعمر، فمساهماتها البيضاء تملأ العالم اجمع، وبكل تأكيد فإن هذه المكانة الأممية التي تحظى بها لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة رؤية صحيحة ونظرة ثاقبة وسياسة حكيمة، وفوق هذا كله تبقى «بذور الديبلوماسية» التي وضعها صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، العامل الأكبر المؤدي إلى تلك المكانة الأممية المرموقة التي تجسدت عن كل جدارة بمنح صاحب السمو الأمير لقب قائد للعمل الإنساني، والكويت مركزا للعمل الإنساني..