يظن الكثير أن الشوق إحساس يقتصر فقط بين الحبيب والمحبوب مع العلم أن الاشتياق هو إحساس راق يقوم بين الفرد ومن يشتاق إليه سواء أكان من بني الإنسان أو من عناصر الجماد.
كلمات من الشوق لا تقتصر سطورنا اليوم على العلاقات الإنسانية فقط بل تشمل جميع علاقات الحب الكونية، فالشوق نتيجة للحب سواء أكان هذا الحب للأشياء أو للشخوص، فالشوق هو الدليل الأوضح على الحب، فإن كنت تريد أن تختبر حبك ومدى شوقك لمحبوبك فقط ابتعد عمن تحب لكي تجرب شعور الاشتياق ولذة الشوق له وخير مثال على كلمات من الشوق «الوطن».
نسافر ونترك ديارنا لعدة أسباب قد تكون واجهتنا سياحية أو للعمل أو للعلاج أو للدراسة تتعدد الوجهات ويبقى السبب واحدا وهو الابتعاد عن الوطن والشوق للوطن، يغادر المحبوب تاركا موطنه الحبيب حاملا معه حافظة تحمل الكثير من الذكريات لموطنه وعند الوصول لواجهته ومع بدايات الساعات الأولى بعيدا عن بيته تفتح الحافظة وتبدأ الذكريات تنادي المحبوب بالشوق ولكن هنا تكون للذكريات معني أجمل لموطنه.
الشوق والذكريات والحب والأشياء جميعها تنصب في قالب واحد وهو «التطهير»، إن الإنسان بين حين وآخر يحتاج لأن يختبر ذاته وحبه، وأيضا هو بحاجة لتطهير الذات من الشوائب وحصيلة هذا تكون كلمات من الشوق، عندما يغادر المرء موطنه حاملا معه ما يحمل من سلبيات وإيجابيات حدثت له في موطنه ويجلس بمفرده في غربته ويفرد الأحداث بهدوء بعين الحب والشوق يجد الاشتياق يناديه لشوقه ولموطنه ويرى أن شوقه أفضل بكثير مما هو فيه، ذلك هو الوطن وهذا هو الحب له لا ندركه إلا عندما نتركه ونمكث في ديار أخرى بغض النظر عما تحمله تلك الديار من كرم وتطور وحب لنا ولكن يبقى الوطن هو الاشتياق الأول للفرد، فكلما ابتعدنا نشتاق إليه أكثر وتبقى كلمات الشوق للوطن.
٭ مسك الختام: الوطن هو المكان الذي نحبه، فهو المكان الذي قد تغادره أقدامنا لكن قلوبنا تظل فيه.(أوليفر وندل هولمز).