في إطار الرؤية الاستراتيجية لتحديث كل قطاعات الداخلية، وقعت الوزارة عقدا مع شركة إيرباص (هليكوبتر) لشراء أربع طائرات عمودية مع كامل ملحقاتها، مع عمل الدورات التدريبية الشاملة على جميع الطائرات الحديثة.
وقد أكد قانونيون لـ «الخليج» أن دخول مثل هذه النوعية من الطائرات العمودية إلى مجال الخدمة الجوية في وزارة الداخلية سوف يمثل نقلة نوعية في المنظومة الأمنية وسوف يساهم في سرعة القبض على المجرمين الذين لا تستطيع الدوريات ملاحقتهم.
قال المحامي والقانوني مزيد اليوسف إن إدخال الطائرات العمودية إلى وزارة الداخلية سوف يمثل نقلة نوعية في المنظومة الأمنية لكن هل هذه النقلة ستكون في كل الجوانب الأمنية لدى وزارة الداخلية؟ فوزارة الداخلية لديها بعض القطاعات التي يوجد بها من القوة ما فيها فهناك قطاعات تستطيع القبض على المجرم بسرعة كبيرة، فما حدث في مسجد الإمام الصادق خير مثال على ذلك، فقد تم إلقاء القبض على المجرمين الذين نفذوا العملية بسرعة فائقة، وهو ما يؤكد قوة المنظومة الأمنية في هذا الجانب، وايضا الكشف عن خلية العبدلي يؤكد أيضا أن المنظومة الأمنية قوية في هذا الجانب، لكن إذا تطرقنا إلى تلك المنظومة في جوانب أخرى نجد أنها ضعيفة، لذا أعتقد أن وزارة الداخلية تحتاج إلى أن تتعامل مع كل الإدارات التي توجد بها بآلية واحدة تبرز من خلالها قوة المنظومة الأمنية.
وأوضح اليوسف أن دخول مثل هذه النوعية من الطائرات إلى مجال الخدمة الجوية سوف يساهم في سرعة القبض على المجرمين الذين لا تستطيع الدوريات ملاحقتهم، فمن خلال تلك الدوريات الجوية تستطيع أن ترى العمليات الإجرامية بطريقة عمودية، وتستطيع أن ترى المجرم وتقوم بإخبار الدوريات الأمنية عن المكان الفعلي للمجرم، مما يسهل عملية القبض عليه، كما أنها سوف تحقق السرعة في تلك العمليات الأمنية، خاصة في ظل الازدحام الموجود في الكويت.
وبين اليوسف أن المنظومة الأمنية في الكويت ليست على وتيرة واحدة فمنها ما يتميز بالقوة وسرعة التحرك، ومنها ما يتميز بالبطء، مشيرا إلى أنه دخل إحدى الإدارات في وزارة الداخلية ووجد في أحد مكاتبها نظاما متكاملا ولم يجد في الآخر أي نظام، وهذا الأمر في إدارة واحدة في وزارة واحدة، لذا نحن في حاجة إلى منظومة أمنية متكاملة تطبق القانون بمسطرة واحدة.
ومن ناحيتها قالت المحامية والقانونية آلاء بن جاسم إن دخول الطائرات الخدمة الأمنية خطوة موفقة من قبل وزارة الداخلية وذلك للعديد من الاسباب، منها السرعة الفائقة في الوصول إلى موقع الجريمة والسرعة في التعامل مع الأحداث المختلفة في ظل الازدحام المروري الذي نشاهده يوميا في شوارع الكويت، كما أنه يسهل من خلالها تتبع المجرمين الذين يحاولون الهرب من دوريات الداخلية، فمن خلال تلك الطائرات تقوم بمتابعة المجرمين أو الهاربين وإخبار الدوريات المرورية بأماكنهم مما يسهل عليها بعد ذلك اللحاق بهم.
وأوضحت بن جاسم أن الدوريات الجوية تساهم في خلق جو من الامن لأفراد المجتمع، بالإضافة إلى اخواننا في وزارة الداخلية حيث انها تحد من حوادث الاصطدام الارضية، كما تساهم هذه الدوريات في سرعة الانجاز والكشف عن المجرمين، بالاضافة إلى تسهيل حركتهم في الجو عن حركتهم في الارض، مشيرة إلى أن مثل هذه الأمور من شأنها تقوية المنظومة الأمنية الكويتية التي نحتاج إلى تقويتها في ظل الأحداث الجارية في المنطقة، مبينة أن دخول مثل هذه الطائرات الخدمة سيمثل إضافة نوعية للمنظومة الأمنية.
وأكدت بن جاسم أن وزارة الداخلية تبذل جهدا واضحا ومشكورا من أجل استقرار المجتمع وخاصة بعد الاحداث الاخيرة التي هزتنا ككويتيين بعد تفجير مسجد الإمام الصادق والقبض على خلية العبدلي، مشيرة إلى أن العبء كبير على تلك المنظومة في حفظ الكويت وأمنها، ولذلك نشكر وزارة الداخلية على ما يقومون به من جهد كبير في سبيل تحقيق الأمن للمجتمع.
ومن ناحيتها قالت الإعلامية نوال الدرويش إن وزارة الداخلية تقوم بدور كبير في حفظ الأمن الكويتي، من خلال إدخال التكنولوجيا الحديثة في كل شؤون عملها، فقد استطاعت الداخلية الكويتية خلال الفترة الماضية أن تشعر المواطن الكويتي بأن الكويت هي بلد الأمن والأمان، فبعد تفجير مسجد الإمام الصادق استطاعت الداخلية القبض على المجرمين في أقل من 48 ساعة وحددت أوصافهم، وهذا لا شك يؤكد أن المنظومة الأمنية الكويتية قوية وأننا بحاجة إلى دعم تلك المؤسسة معنويا ومساعدتهم قدر الإمكان على أداء أعمالهم التي يقومون بها، كما أيضا قامت الأجهزة الأمنية بالكويت بالقبض على مخازن الأسلحة في العبدلي والتي كانت مخبأة بطريقة كان يصعب الوصول إليها، ولكن وزارة الداخلية الكويتية استطاعت من خلال منظومتها الأمنية النشطة القبض على أصحاب تلك المخازن وتحريز الأسلحة.
وأشارت الدرويش إلى أن إدخال كل أنواع التكنولوجيا في المنظومة الأمنية مطلب أساسي في ظل التقدم التكنولوجي الذي يعيش فيه العالم اليوم، فإدخال تلك الأنواع من الطائرات إلى المنظومة الأمنية سوف يساهم في تتبع المجرمين الفارين، وسوف يساهم في الكشف عن كثير من الأمور التي من الممكن أن تغفل عنها الدوريات المرورية، خاصة أنها ترى الأمور عموديا بينما ترى الدوريات الأمور أفقيا.
وبينت الدرويش أن الدوريات الأمنية الطائرة سوف تساهم في سرعة القبض على المجرمين كما ستساهم في فك الاشتباكات المرورية، من خلال معرفة أماكن الازدحام وسبب الازدحام ومحاولة معالجته بأسرع وسيلة ممكنة، مما سيساهم ايضا في تخفيف الاحتقان المروري الذي قد تنتج عنه حوادث بسيطة من الممكن معالجتها بسرعة.