اختتمت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية بنجاح، وسط منافسة قوية بين الأحزاب والمرشحين، حيث أجريت انتخابات المصريين في الخارج يومي 17، و18 أكتوبر (السبت والأحد)، بينما كانت انتخابات الداخل يومي 18 و19 (الأحد والاثنين) في 103 دوائر، في نطاق 14 محافظة مصرية.
وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي قد اكد، في كلمة بثها التلفزيون المصري، بالتزامن مع بدء التصويت في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، خارج مصر، وقبل ساعات من التصويت في الداخل، أن مصر تواصل تقدمها وانتصاراتها على قوى التطرف والإرهاب.
ودعا السيسي المصريين للاحتشاد للتصويت في انتخابات البرلمان من أجل مستقبل الوطن، ومن أجل كل شهيد، مشددا بالقول: «احسموا الأمر لصالح الوطن».
ودعا الرئيس المصري المرأة والشباب للتصويت في الانتخابات البرلمانية، كما دعا المصريين في الخارج إلى التوجه لمراكز الاقتراع والتصويت في انتخابات البرلمان.
وقال الرئيس: «أنتظر من شباب مصر أن يكونوا هم المحرك الرئيسي لهذه المرحلة».
وقال: «إنني اؤكد أهمية هذا الاستحقاق الذي سينتج لنا مجلس النواب صاحب السلطة التشريعية والدور الرقابي وصوت الشعب».
وأهاب السيسي بالقوات المسلحة ووزارة الداخلية إلى تأمين الانتخابات على أعلى مستوى.
وتعد محافظات الاسكندرية، والجيزة، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وأسوان، من أبرز محافظات المرحلة الأولى. وتغيب القاهرة ربما لأول مرة عن المرحلة الأولى من الانتخابات.
وتجرى الانتخابات من دون أي مشاركة من جماعة الإخوان الملسمين التي صنفت بحكم قضائي في مصر كجماعة إرهابية، وبالتالي حُظر على المنتمين إليها ممارسة أي نشاط سياسي في البلاد.
القوائم المغلقة المطلقة
تجرى الانتخابات بالنظام الفردي، بالإضافة إلى نظام القوائم المغلقة المطلقة للمرة الأولى في تاريخ البرلمان المصري. ويُخصص لتلك القوائم 20 في المائة من مقاعد البرلمان، بينما تخصص المقاعد الباقية للنظام الفردي، سواء للمنتمين إلى الأحزاب أو المستقلين.
وتضم الانتخابات أربع قوائم رئيسية تغطي أربعة قطاعات في جميع أنحاء الجمهورية، دون تخصيص نسبي للمحافظات في تلك القوائم.
فنجد أن إقليمي شرق وغرب الدلتا خصصت لهما قائمتان، تضم كل واحدة منهما 15 مقعدا. والقائمتان الباقيتان تغطي إحداهما القاهرة الكبرى ووسط وجنوب الدلتا، وتغطي الأخرى كل مدن الصعيد. وتضم كل واحدة منهما 45 مقعدا.
خُصص للمرأة 56 مقعدا من إجمالي 120 مقعدا للقوائم الانتخابية. ويبلغ إجمالي عدد المرشحات 417 في مرحلتي الانتخابات.
تمثيل المسيحيين والشباب والمرأة
يجب أن تمثل تلك القوائم- وفقا للقانون- الفئات المختلفه للشعب المصري، ومنها الشباب تحت سن 35 سنة، والمسيحيين، وذوي الإعاقة. كما تستحوذ المرأة على العدد الأبرز في تلك القوائم الانتخابية، حيث خصص لها 56 مقعدا من إجمالي 120 مقعدا للقوائم الانتخابية.
وتأتي قائمة «في حب مصر»، التي يتزعمها اللواء سامح سيف اليزل، وهو وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، ومجموعة كبيرة من رموز الأحزاب، والشخصيات العامة، على رأس القوائم الانتخابية في القطاعات الأربعة. وهي القائمة الوحيدة التي تقدمت في منطقة شرق الدلتا، وبذلك حسمت لصالحها 15 مقعدا قبل بداية المعركة الانتخابية.
ومن أبرز القوائم أيضا قائمتا حزب النور السلفي في قطاعي غرب الدلتا، والقاهرة الكبرى. كما تنافس قائمة التحالف الجمهوري الاجتماعي، وقائمة «مصر» في قطاع القاهرة الكبرى.
وفي الاسكندرية تبرز قائمة «تحالف مصر» المكونة من الجبهة المصرية، وتيار الاستقلال. أما في قطاع الصعيد، فمن أبرز القوائم المتنافسة هناك قائمتي «في حب مصر»، و«نداء مصر».
النظام الفردي
أما النظام الفردي فيستحوذ على 448 مقعدا، ما يمثل 80 في المائة من عدد المقاعد التي سيجري عليها الاقتراع، والبالغة 568 مقعدا.
ويضم النظام الفردي المستقلين والمنتمين للأحزاب، ويطل من خلال هذه الانتخابات العديد من رموز نظام مبارك من الحزب الوطني المنحل، ومن أبرزهم أحمد عز، أمين تنظيم الحزب السابق، والذي تم استبعاده بحكم قضائي.
كما يشارك عادل مصليحي وزير التضامن السابق في حكومة الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية الحالية، وبجانبه رموز من الحزب الوطني السابق. ويحتل رجال الأعمال جزءا كبيرا من ذلك المشهد الانتخابي.
تأثير القبيلة والعائلة
يهيمن التأثير العائلي والقبلي في المحافظات التي تقع علي حدود مصر كالوادي الجديد، وسيناء، ومطروح، بالإضافة إلى الصعيد الذي تنتشر فيه بشكل أساسي حيث يتميز الصعيد بمتانة في البناء العائلي والالتزام برأي العائلة التي تحمي المصالح، وتوفر غطاء آمنا للمنضوين تحت لوائها.
ويزيد النظام الفردي من تأثير دائرة القبلية في المناطق المهيئة لذلك في مصر. وفي هذه الدوائر بالتحديد، ينافس عدد من أعضاء الحزب الوطني المنحل، وتعد حظوظهم تحت الغطاء القبلي كبيرة في الوصول إلي البرلمان.
يبلغ العدد الكلي للمرشحين في المرحلتين الأولى والثانية 5420 مرشحا، منهم 2573 يخوضون الانتخابات في المرحلة الأولى.
أبرز الأحزاب المتنافسة
ويمثل حزب «المصريون الأحرار»، وهو حزب ليبرالي التوجه، وحزب النور ذو التوجه السلفي أبرز الأحزاب المتنافسة علي المقاعد الفردية. وقد بدأ حزب المصريون الأحرار حملة انتخابية ضخمة في قنواته التي يملكها رجل الأعمال نجيب ساويرس، وفي الشارع الانتخابي. وينافس الحزب على أكثر من 44 في المائة من عدد المقاعد.
أما حزب النور فقد أعلن أنه سيخوض الانتخابات على 60 في المائة من دوائر الجمهورية كممثل وحيد للتيار الاسلامي. وبدأ الحزب حملته الانتخابية بترشيح عدد من النساء المنتقبات على قائمته بجانب عدد من المسيحيين.
كما تنافس أيضا أحزاب تمثل ائتلاف الجبهه المصرية، وتيار الاستقلال، وحزب مستقبل وطن المدعوم من رجل الاعمال أحمد أبو هشيمة، وحزب التجمع، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي.
الشعارات الانتخابية
خلت شعارات الأحزاب خلال حملتها الانتخابية من إشارات توضح التوجه الأيديولوجي لكل حزب، فجاءت شعارات الأحزاب والائتلافات فضفاضة.
فحزب النور يخوض الانتخابات تحت شعار «وضوح وطموح»، دون إشارة إلي هوية الحزب الإسلامية. أما حزب مستقبل وطن فتبنى شعارا بالعامية المصرية هو «مفيش مستحيل» (أي ليس هناك مستحيل)، بينما رفع حزب المصريون الأحرار شعار آخر هو «الفقر هانهزمه» (أي سوف نهزمه).
وربما استخدم حزب التجمع أقرب الشعارات المؤيدة لتوجهه الفكري، إذ تبني شعار «معا لمواجهه الفقر والبطالة والفساد والارهاب». بينما جاءت قائمة في حب مصر تحت شعار «في حب مصر.. اتجمعنا».
الانتخابات في أرقام
العدد الكلي للمرشحين في المرحلتين الأولى والثانية 5420 مرشحا، منهم 2573 يخوضون الانتخابات في المرحلة الأولي. أما عدد السيدات المرشحات فيبلغ 417 في المرحلتين.
يشرف علي الانتخابات 16 ألف قاض، وتتابعها 87 منظممة محلية، وست منظمات أجنبية.
إجمالي عدد الناخبين 55.6 مليون ناخب، وتصل نسبة النساء بينهم إلى 48 في المائة، عدد الناخبين في المرحلة الأولى منهم 27 مليون ناخب.