قال رئيس مجلس ادارة حديد المصريين أحمد ابو هشيمة ان حملة «استثمر في مصر» التي دشنها في نيويورك حققت نجاحا منقطع النظير، مشيرا خلال حوار إلى ان الجمعية العامة للامم المتحدة تضم كل دول العالم، ومنهم دول «الخليج»، وكون الحملة سوقت في نيويورك، فإن جميع الجنسيات شهدت هذا الحدث الضخم، ونتمنى ان يكون اول مستثمر في مصر هو المستثمر الخليجي، فهو على رأس اولوياتنا، لافتا إلى ان التسويق لدول الخليج يحتاج إلى مجهود وحملات ضخمة من قبل الحكومة، ولكن الخليجي على دراية تامة بطبيعة مصر، ولكن المجتمع الاجنبي بحاجة إلى معرفة المزيد عن طبيعة مصر، الخليجي ليس في حاجة إلى جهد لتعريفه بمصر.
شكر ابو هشيمة دولة الكويت، اميرا وشعبا، على وقفتهم بجانب مصر خلال ازمتها، لافتا إلى ان الشكر موصول لشركائه في شركة حديد المصريين عبدالله شاهين وعصام ابل اللذين يحبان مصر ويعشقان الاستثمار على اراضيها.
وناشد الرئيس السيسي انجاز قانون الاستثمار الموحد والضرائب وكل التشريعات الاخرى الكفيلة باستقطاب الاستثمارات الاجنبية، خاصة الخليجية، لا سيما أن المستثمر الخليجي لديه فرصة كبيرة في مصر، ونحن فرصتنا كبيرة في استقطاب اكبر قدر من المستثمرين، نحن كدولة يمكننا الاستفادة من الازمات، ولهذا يجب وضع آليات وتشريعات تحفظ للمستثمر حقوقه، لا سيما أن رأس المال جبان يحل اينما حل الاستقرار.
وقال: «يجب اصلاح وإزالة كل مخاوف المستثمرين ورئيس الدولة يبذل قصارى جهده لحماية استثمارات المستثمرين بالقوانين، ولهذا عدد المستثمرين منذ الثورة وحتى الآن لم يكن كبيرا، ومن المتوقع على نهاية العام مع مجلس نواب جديد ان يتم اعتماد جميع القوانين المشجعة على الاستثمار وإزالة جميع القوانين المعرقلة.
وقال انه ليس لدينا خيار لمجلس النواب القادم فهو المرحلة الثالثة أو الاستحقاق الثالث وتأجيله لن يفيد، الحياة النيابية ليست من اول يوم، ولن يكون مجلسا نيابيا مثاليا، ولكن يجب ان نصلح من انفسنا ويجب خوض التجربة، ليس لدينا خيار.
فى الوقت ذاته اعترض ابو هشيمة على دخول رجال الاعمال في مجلس النواب الحالي بالذات، لان ثورة يناير قامت على نموذج رجل الاعمال المرتبط بالسياسة، وكان هذا شيئا سيئا لرجال الاعمال الذين امتهنوا السياسة في تلك الحقبة، لأن الشعب كره هذا النموذج، واعترض على كثرة رجال الاعمال في المجلس، ولهذا أرى ان مهمة رجال الاعمال حاليا هي دفع الضرائب، والمساهمة في الرأسمالية الاجتماعية وتوظيف الشباب، وأرى انه لا محل لرجال الاعمال في هذا البرلمان.
وأكد ان العلاقة مثالية بين رجال الاعمال والسلطة، مشددا على ضرورة ان تخرج الدولة اولا من عنق الزجاجة، ومن ثم سيصبح الطريق ممهدا لرجال الاعمال وسيمنحهم الشعب الثقة للوصول إلى الحياة السياسة، رجال الاعمال شيء وطني، 18 مليونا يعملون في القطاع الخاص، ولكن نموذج رجل الاعمال خلال العهد السابق ترك انطباعا سيئا لدى الشعب، ولهذا يجب التريث وإعادة النظر في تلك العلاقة مجددا.
وأشار إلى انه يحاول كنموذج من رجال الاعمال التقرب من الناس وعمل خدمة مجتمعية، تأثيث القرى الاكثر فقرا والاكثر احتياجا، لافتا إلى ان افتتاح احدث القرى وهي القرية رقم 6 كان موفقا إلى حد كبير، وانه سيستمر في بناء القرى طالما كان حيا.
وقال: تحدثت عن التكامل العربي، ونحن كوطن عربي نتطلع إلى اعادة وحدة الوطن العربي، نحن من اغنى مناطق العالم، ولهذا دعونا نفعل شيئا للعالم، ونتكامل اقتصاديا، ونحاول كدول لديها فوائض الاستثمار في دول ليس لديها فوائض ونستفيد من الخيرات، مشيرا إلى ان التكامل الاقتصادي العربي منظومة كاملة تعتمد على الاصرار والعزيمة حتى يتسنى المرور من الازمات الاقتصادية.
واشار إلى ان الفساد هو البيروقراطية التي تمتد جذورها منذ ايام الخديوي، وهو امضاء أو عدم امضاء وزير على قرارات شرعية أو غير شرعية، وهو اختيار الأسوأ وليس الافضل، مفيدا ان مصر تعاني من امراض مزمنة والرئيس والحكومة بدون التكاتف والتعاون مع جميع الاجهزة والشعب لن يستطيعا التغلب على تلك المنظومة الفاسدة.
تمنى ان تصبح شركة حديد المصريين اشبه بالهيئة العربية للتصنيع، تضم الاماراتى والسعودي والكويتي والقطري والمصري وحتى اللبناني، اي ان تصبح نموذجا للحلم الذى احلم به كمواطن عربي يتطلع إلى تكامل خليجي عربي.
وقال أبو هشيمة: ان شركات القطاع الخاص المصري لم تنجح إلى حد كبير في اعتماد مبدأ الاجتماعية، ولم تنجح في تنفيذها على ارض الواقع ليس بشكل كبير كما ينبغي، مصر تتضمن 5000 قرية لو كل شركة في مصر تدفع في العام مليون جنيه، ولكن هذا لا يتم كما يجب.
وأشاد بصندوق تحيا مصر، وقال آخر المستجدات وفقا لمتابعتي تشير إلى ان امور الصندوق في تحسن مستمر، وهناك خطوات جادة اتخذت في الصندوق حاليا، لاسيما ان التجهيز والتحضير للصندوق استغرق وقتا، ولهذا علينا ان نتريث ونتمهل النتائج، فهناك اخبار جيدة خلال الفترة المقبلة.
وقال ان السوق في مصر فضفاض ولديه قدرة استيعابية ضخمة، حاليا لدي استثمارات في الاسمنت، ونتطلع إلى انشاء كيان ضخم ينضوي تحت راية حديد المصريين.
وذكر أبو هشيمة انه عندما بدأنا نعمل عقب الثورة كنا نعمل عكس التيار وواجهنا انتقادات واسعة واشاعات من الجميع، نحن نتحرى الدقة والحيطة ولا نقبل على اي شيء دون دراسات وابحاث مستفيضة ولهذا يحالفنا النجاح.
وقال ان كل الدول العربية مرت بمشاكل، والمنطقة حاليا تحت اللهيب، ومصر لا يمكن لها بأي حال من الاحوال ان تسقط، لأنها اذا اصيبت بالاذى فإن الدول تباعا ستتأذى، وكون دول الخليج وقفت بجانب مصر وحاولت المساهمة في نهضتها مرة اخرى، سواء على شكل ودائع أو سندات أو استثمارات أو تبرعات، فإن هذا لا يعيب مصر، لأن الاخوة دائما يقفون بجانب بعضهم البعض، وهذا وضع طبيعي.
واضاف: اقول للاعلام المحلي والعربي يجب ان يتضمن شقين، اولا اما يكون ايجابيا حقيقيا أو نقديا مجردا وصادقا، غير ذلك الدور الذي يقوم به الاعلام في نقل الاخبار طبيعي، ولكن النقل السلبي بشكل مستمر امر غير مقبول، النقد جيد ولكن يجب ان يشتمل على الحلول والادب، لا تنتقد بشكل غير مهذب، الاعلام له دور كبير يؤثر في الشعوب، وأي دولة تستطيع الحرب عن طريق الاعلام والوقيعة، وعن طريق الفتن الدينية، ولهذا لا بد ان يكون للاعلام وعي. كل الامثلة حصلت معنا خلال السنوات الخمس الماضية، شاهدنا دولا عربية تنهار، شعوبا تسقط ولعب الاعلام دورا خطيرا.
وقال: في الوطن العربي اذا حُلَّت مشاكلنا الاقتصادية فلن يكون لدينا اي مشاكل سياسية، ونتمنى ان نرتقي اقتصاديا، لو الشعب مرتاح اقتصاديا، شعوبنا ترضى بقليلها، مضيفا ان الغالب على الوطن العربي الفقر، ولكن الاقتصاد يصلح ما افسدته السياسة في ظروف معينة، نحن نتطلع إلى تكامل اقتصادي يحل مشاكلنا، وسيكون لدينا المبدع والمنجز والسياسي القدير والاقتصادي الماهر وسيسود الحب والوئام.
وأضاف: اي دولة في العالم تهتم بالصناعة فهي دولة تبني مستقبل، ونسمع دائما كلمة الدول الصناعية الكبرى، ومع عدم الاهتمام بالصناعة العربية فلن يكون لدينا منفذ وسيصبح مصيرنا في يد المستوردين، يجب ان نصنع حتى نستطيع استقطاب العملة الاجنبية وحتى نستطيع القضاء على التضخم، ونقضي على البطالة ونزيد الناتج القومي.
ادعو المستثمرين الاجانب إلى القدوم إلى مصر، واقول لهم اصبروا لأن الفرج آت لا محالة.
ورأى ابو هشيمة ان هناك طلبا ممتازا على الحديد، ولكن مشاكل الصناعة مازالت عالقة في السوق من نقص الطاقة وارتفاع تكلفة الرخص، ويجب وضع سياسة لحماية الصناعة الوطنية، وليس الحديد فقط، اما الاسعار فمرتبطة بالاسعار العالمية، كل بلاد العالم سعر الحديد فيها موحد.
وأكد أبو هشيمة ان دول الخليج لها طابع خاص، والحكام يعتنون جيدا بشعوبهم ولهم سياسة خاصة، ولهذا صعب أن تصيبهم عدوى انفلونزا الربيع العربي، مشيرا إلى ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، ولا يمكن مقارنة دول الخليج بدول الربيع العربي.
وحول دعوته ابداء نصيحة للخليجيين عقب الاتفاق الايراني ـ الاميركي ومؤشرات تراجع تصدير دول الخليج للنفط، قال: الخليجيون لا يحتاجون إلى نصيحة فهم لديهم الخبرة الكافية والحلول لايجاد حلول بديلة ومنها الاستثمار في الخارج، مصر لديها فرصة ذهبية لاستقطاب الصناديق الخليجية السيادية، والدول الخليجية لديها فرصة كبيرة للاستثمار في دول جديدة، ومنها مصر، في ظل وجود حماية لاموالهم المستثمرة، نحن في النهاية ليس لنا سوى بعضنا، هذا هو الحل الامثل، ويجب ان نكون قوة واحدة، ولهذا يجب ازالة العراقيل التي تحول دون تكاملنا، ولكن الخطر الايراني منذ قديم الازل وليس بجديد، لكنني مع الاتحاد دون ايذاء الآخرين، يجب انت نتكامل، وقال: «عندما نختلف يجب احتواء اختلافاتنا في غرف مغلقة وليس على الملأ والعلن».
واعتذر ابو هشيمة عن عدم الحديث عن البورصة، وقال نتطلع إلى اصلاح السياسات الداخلية في الدولة ليس الا.
واشار إلى أنه تم الإعلان عن تبنيه تطوير 20 قرية خلال مبادرة الدور المجتمعي للمؤسسات الاقتصادية لتعميرها، مضيفا أن تعمير القرية الواحدة يبلغ 4.5 مليون جنيه، وتوجَّه بنداء إلى جميع الشركات الكبرى للمساهمة في إعادة تعمير القرى الفقيرة، مؤكدا أنه إذا تكاتفت جميع الشركات سيتم الانتهاء من تطوير القرى الفقيرة خلال 3 سنوات.