تفاعلت قضية دهس مقيم مصري بشكل لافت على المستوى المحلي والمصري، وسط مطالبات باحترام الجميع للقانون، وتأكيد المسؤولين على العلاقات الأخوية بين البلدين.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور إبراهيم الهدبان أن حادث «هوشة حولي» بين بعض الكويتيين وبعض المصريين لا يمكن أن يؤثر أو ينال من العلاقات المصرية الكويتية بأي حال من الأحوال.
وأشار الهدبان إلى أن ما حدث بالكويت، وتحديدا بحولي، من قتل وافد مصري يعد جريمة دافعها الجهل والتعصب، وكذلك ما حدث في مصر من قتل الكويتية يعد كذلك جريمة دافعها الطمع والجشع، لافتا إلى أنه لا يجب أن تأخذ أي واحدة منهما أكبر من حجمها وإطارها الطبيعي.
ولفت إلى أن ما يحدث بمواقع التواصل الاجتماعي من مشاحنات يعد بمثابة صب الزيت على النار ولن يؤدي إلا إلى التصعيد فقط لا غير، رافضا بشدة مبدأ التعميم على أي حادثة من الحادثتين.
وشدد الهدبان، في النهاية، على أنه ينبغي لنا أن نضع الأمور في نصابها الطبيعي، وأن يكون الأمر منحصرا في أن هاتين الجريمتين ما هما إلا حادث ليس أكثر.
من جانبها قالت الإعلامية نظيرة العوضي: حادث حولي حادث فردي وقع بين شابين، ولا علاقة له بالمجتمع الكويتي، فالمجتمع الكويتي مجتمع محب وودود ويحب مصر وأهلها، ومنذ زمن بعيد يعيش المصريون معنا ولم يهان أحد، ولم تتم الإساءة لأحد.
وقالت: أهل الكويت أناس طيبون خيرون، مشيرة إلى أن من أجج هذه المشكلة الإعلام المصري الخاص، الذي أساء إلى أهل الكويت، في حين أن الإعلام الكويتي أعلام راق دائما يسعى إلى التهدئة ولا يلتفت إلى مثل هذه المواضيع.
وأضاف: المجتمع الكويتي مجتمع مثقف ومحب للشعوب الأخرى، والشعب المصري بيننا وبينه أنساب وعلاقات ود ومحبة منذ القدم، مؤكدة أنه من العيب أن يخرج إعلامي ويسيء إلى بلد مثل الكويت وأهلها. وقالت: منذ شهرين قتلت فتاة كويتية في مصر هي وأمها، ولم يخرج الإعلام الكويتي على قنواته يهاجم مصر أو المصريين، لأنه يثق في القضاء وفي الإجراءات التي تتخذها الداخلية في مثل هذه القضايا، لذلك كان من المفترض ألا يصل الأمر إلى مثل هذه المهاترات من قبل الإعلام المصري الخاص، ويخرج أحد الأشخاص ويتعدى على الشعب الكويتي على الهواء مباشرة. وأشارت إلى أنه كان يفترض أن يكون للإعلام المصري دور ويوقف هذا الإعلامي عند حده، ونشدد على أنه على الإعلام المصري أن يرتقي باسلوب حضاري، خاصة وأن الشعب الكويتي من الشعوب التي عرفت بالإنسانية.
بدورها أكدت الناشطة الكويتية مريم شعيب على عمق العلاقات الكويتية – المصرية شعبا وحكومة، مؤكدة أن الدم المصري امتزج مع الدم الكويتي في العديد من المواقف التاريخية الذي لا ينساها البلدان.
وقالت شعيب: من أجج مشكلة المشاجرة عبر مواقع التواصل أحد الإذاعيين المصريين الذي لم يعر العلاقات بين البلدين أي اهتمام، مؤكدة أن القانون في الكويت على الجميع سواء كان مواطنا أو وافدا.
وتتابع: هناك العديد من الحوادث التي وقعت لكويتيين في مصر، ولم يخرج الناس للحديث عنها لثقتهم بالقضاء المصري، وفي الأمن المصري كذلك، آخرها كان قتل الكويتية وامها السعودية في مصر… فلماذا هذا التأجيج الإعلامي بين البلدين؟
وقالت: هناك أعداد كبيرة للجالية المصرية في الكويت، فهل يعقل أن تلك الأعداد مهدور كرامتها كما قال أحد الإعلاميين المصريين الذي لعب على العلاقات الكويتية – المصرية، من خلال حادث عرضي قد يقع في أي مكان في العالم.
وأضافت: الناس في الكويت يعيشون في أمان ويترزقون من رب العالمين والكل يكن للمصرين الاحترام والتقدير فلماذا هذا التأجيج المفتعل؟ مشددة على أن الداخلية الكويتية والقضاء الكويتي قضاء عادل وإن شاء الله لن يضيع فيه حق مظلوم.
وتابعت: كان يفترض على الإعلام المصري أن ينتظر التحقيقات التي تتم من قبل رجال المباحث، ومن قبل النيابة العامة، وينتظر أن يقول القضاء كلمته بدلا من التأجيج وافتعال الأزمات، لافتة إلى أن كلام هذا الإعلامي أثر على الجالية المصرية في الكويت بالسلب.
وأشارت إلى أنه رغم ما قيل إلا أن العلاقات المصرية – الكويتية لن تتأثر فهي علاقات متينة لها جذور عبر التاريخ، والشعب الكويتي محب لمصر، وكذلك الشعب المصري محب للكويت، ولا مجال لأن تفرقهما زوبعة في فنجان.