• نوفمبر 24, 2024 - 1:46 مساءً

الشيخة د. سعاد الصباح توثق تاريخ الشيخ عبدالله المبارك بالصور

أشاد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بمناقب الشيخ عبدالله المبارك ـ طيب الله ثراه ـ مستذكرا دوره البارز في نهضة الكويت.
وقال سمو امير البلاد في رسالة وجهها إلى الشيخة الدكتورة سعاد محمد الصباح اثر تأليفها كتابا بعنوان «تاريخ عبدالله مبارك الصباح في صور» «اننا نستذكر باعتزاز تفانيه في خدمة الوطن الغالي في مختلف الميادين».
وأشار سموه في الرسالة إلى الدور البارز للشيخ عبدالله المبارك وإسهاماته الرائدة في مسيرة النهضة الشاملة التي شهدتها الكويت.
ويتناول الكتاب الذي صدر عن دار سعاد الصباح للنشر في الكويت سيرة فقيد الكويت الكبير الشيخ عبدالله المبارك وحياته ومسيرته من خلال صور متنوعة.
يذكر ان الشيخ عبدالله المبارك كان له دور بارز بنهضة الكويت في مختلف الميادين منذ فترة الاربعينيات إلى بداية الستينيات، حيث ساهم في تأسيس دولة الكويت الحديثة وتدرج في مناصب الدولة حتى اصبح نائبا للحاكم في عهد الشيخ عبدالله السالم.
وكان للشيخ عبدالله مساهمة مباشرة وفاعلة في تأسيس قطاعات حيوية في البلاد، حيث اسس الجيش والشرطة والاذاعة والطيران وكثيرا من القطاعات، وظل يمارس عمله كرجل دولة حتى استقال من مناصبه عام 1961 واعتزل العمل السياسي إلى ان انتقل إلى رحمة الله عام 1991 بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي.
وتحت عنوان «تاريخ عبدالله مبارك الصباح في صور»، اصدرت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح كتابا مصورا لخصت عبر اوراقه سيرة زوجها المرحوم الشيخ عبدالله مبارك الصباح، كاشفة من خلال الكلمات والصور عن الجوانب التاريخية المتعلقة بالشيخ عبدالله مبارك الصباح- رحمه الله.
إنه الكتاب الذي يتحدث بالصور والكلمات عن كفاح هذا الرجل ومسيرته التي لا تنفصل أبدا عن مسيرة الكويت وشعبها، خصوصا في حقبة الخمسينيات من القرن العشرين، تلك الحقبة الحافلة بالأحداث المهمة والمؤثرة… في تاريخ الكويت.
وفي مقدمة الكتاب تحدثت المؤلفة عن مولد ونشأت الشيخ عبدالله المبارك في 23 اغسطس عام 1914 تقريبا، حيث لم يكن وقتها السجلات منتظمة في تسجيل المواليد واتسمت طفولته بجو البادية وتقاليدها.
وأشارت الى الدور الأكبر للشيخ في حقبة السنوات العشر السابقة للاستقلال، ويبدو أن الله قدّر له أن يكون هناك رابط بينه وبين وطنه في مرحلة حاسمة من التطور لكليهما، فقد كان الشيخ في منتصف الثلاثينيات، وهي مرحلة الرجولة والقدرة على العطاء، في وقت كانت الكويت تتفجر حيوية ونشاطا، وتتدفق بالخير والنماء، وتفاعل الرجل مع متطلبات المرحلة من أجل بناء مؤسسات الدولة الحديثة.
وخلال هذه الفترة تبلور دور الشيخ عبدالله المبارك باعتباره نائبا لحاكم الكويت، فعندما أصدر الشيخ عبدالله السالم أمير البلاد مرسوما في عام 1958 بتشكيل المجلس الأعلى الذي تكون من سبعة عشر شخصا، كان ترتيب الشيخ الثاني بعد الأمير مباشرة، وحدد المرسوم اختصاصاته في «رئيس دائرة الأمن العام وتتبعه إدارة الجنسية والجوازات، وإدارة الإذاعة والتلفاز، بالإضافة إلى بعض الدوائر الأخرى»، وأنيط بشخصه تطبيق قرارات المجلس الأعلى، وفي 7 فبراير عام 1959 أصدر الأمير مرسوما بإعادة تنظيم الدوائر الحكومية، جاء فيه اسمه في الترتيب الأول.
وعن استقالة الشيخ في أبريل 1961، وقبل إعلان استقلال الكويت بشهور، أوضحت الدكتورة سعاد الصباح انه يمكن فهمها في ضوء المبادئ السياسية والأخلاقية التي التزم بها الرجل طوال حياته. وعندما وقعت صدمة الغزو العراقي لبلاده – ورغم مرضه – تابع أخبار المقاومة الكويتية لحظة بلحظة، ووضع نفسه وعائلته وكل ما يملك في خدمة هدف تحرير الأرض التي عشقها، وسخر حياته من أجلها. كان وقع كارثة الغزو على قلب الشيخ وعقله أليما وثقيلا، وكان أكثر ما يفزعه كما يروي المقربون منه هو أن يلقى ربه قبل تحرير الكويت، لكن إرادة الله شاءت أن تتحرر دولة الكويت وهو على قيد الحياة، وأكرمته العناية الإلهية، إذ دفن جثمانه الطاهر في ثرى الكويت العزيزة والغالية على قلبه في 16 يونيو 1991.
وقالت الصباح: أخلص الشيخ عبدالله المبارك في توليه مناصب مهمة تتعلق بالأمن العام والجيش من خلال استكمال كوادر دائرة الأمن العام بعد توليه رئاستها، وانشاء أول مدرسة للأمن العام، وتهيئة الظروف المناسبة لتسليح قوات الأمن بأحدث الأسلحة، وإبرام صفقات السلاح مع بريطانيا، ومع نهاية الخمسينيات أصبح الشيخ عبدالله المبارك الشخصية البارزة في حكم الكويت ونائب الحاكم، وبفضل جهوده تقدمت أساليب الحكم والإدارة، وبلغت دوائر الحكومة أكثر من عشر دوائر، تولى هو مباشرة أهمها وهي دائرة الأمن العام التي أشرفت على الجيش والأمن الداخلي والطيران والسفر والاقامة والإذاعة، ولا يكاد يوجد مجال لم يكن فيه الشيخ دور وإسهام، فهو الذي أسس محطة الإذاعة الكويتية، وأنشأ مصلحة الجوازات، وأقام نادي الطيران وأشرف على توسيع ميناء الأحمدي، وتابع جهود التوسع في التعليم وتطويره، ودعم غرفة التجارة والصناعة، هذا فضلا عن إسهامه المباشر في تأسيس بناء القدرات العسكرية والأمنية.
كما أن له دورا في تأسيس قطاع للطيران المدني، وإنشاء مطار دولي، وشركة طيران وطنية، وناد ومدرسة للطيران، واعتبر الشيخ عبدالله المبارك قطاع الطيران المدني أحد مظاهر الحياة الحديثة التي ينبغي أن تشارك فيه الكويت. وفي ما يخص المجتمع المدني، فقد كان الشيخ عبدالله المبارك مشجعا على إنشاء هيئات اجتماعية ورياضية، وإصدار المجلات، بالإضافة إلى اسهامه في وضع اللبنة الأولى لإذاعة الكويت. واخيرا، يبقى اسم عبدالله المبارك في ذاكرة الكويت نموذجا لشموخ الرجل العام، ولكبرياء السلطة وهيبتها، لأنه احترم نفسه واحترم المواقع التي شغلها في حكومة بلاده، وتصرف ـ وهو خارج السلطة ـ وفقا لهذا الاعتبار، لذلك، فرض على الآخرين احترامه وتقديره، فقد كان عبدالله المبارك كبيرا في الحكم، واكبر وهو خارجه، ولم يسمح لاحد قد بان يستدرجه إلى مزالق المهاترات وصغائر الامور.

Read Previous

أكاديميون لـ الخليج : الكويت منارة ثقافية بالمنطقة

Read Next

الخالد: أشقاؤنا المقيمون لهم كل التقدير والاحترام لكننا لن نسمح لأحد بمخالفة القانون

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x