• نوفمبر 24, 2024 - 7:39 صباحًا

خبراء لـ الخليج : زيارة سمو الأمير إلى روسيا .. تاريخية

توجه سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد في زيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية أمس الاثنين؛ تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيعقد سمو أمير البلاد والرئيس الروسي مباحثات ثنائية في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود اليوم الثلاثاء. «الخليج» التقت عددا من الخبراء لمناقشة اهمية الزيارة فأكدوا أن الهدف هو توطيد العلاقات، لاسيما في ظل تراجع الدور الاميركي في المنطقة، اضافة إلى التنسيق بشأن ملفات المنطقة، ولاسيما الملف السوري المعقد، مؤكدين ان الزيارة تصب في صالح الكويت ودول الخليج والمنطقة.
وقال أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي والكاتب الصحافي د. عبدالمحسن جمال ان هناك العديد من القضايا المعلن عنها بأنها ستتم مناقشتها في زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إلى روسيا، مشيرا إلى أن سمو الأمير هو شخصية إنسانية عالمية له بصمات واضحة في العالم، وكون روسيا أصبحت لاعبا قويا في المنطقة ولها تواجد واضح في الأحداث السورية، فأعتقد أن من الملفات التي ستطرح على طاولة الحوار بين سمو الأمير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي القضية السورية.
وأشار جمال إلى أن سمو الامير لديه العديد من الملفات التي سيناقشها مع الرئيس الروسي، ونتمنى أن تتكلل زيارة سمو الأمير بالنجاح، وأن تكون لها نتائجها الإيجابية، وأن تكون في مصلحة الكويت والمنطقة العربية ومنطقة الخليج، مؤكدا على أن الكويت لها علاقات قوية مع الدول الخمس الكبرى، مشيرا إلى أن الكويت لها علاقات منذ الاستقلال مع الكويت، فزيارة سمو الأمير تأتي لتوطيد تلك العلاقات.
وبين جمال أن روسيا لها دور مهم في المنطقة ولها علاقاتها المتميزة مع دول الخليج، ولقد كانت الكويت من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع روسيا، وعما إذا كان من الممكن أن يتم مناقشة الملف السوري قال جمال ان ما يحدث في سورية هو اصطفاف دولي، والانقسام الروسي الأميركي حول الملف السوري واضح، ولكن أخطر ما يحيط بالمنطقة هو قضية الإرهاب، لذا لا بد من التعامل بجدية مع هذه القضية لمحاربتها والقضاء عليها، فلا مفر أمام العالم من مواجهة الإرهاب.
ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور إبراهيم الهدبان ان زيارة سمو الأمير إلى روسيا تأتي في إطار سياسة التوازن التي تتبعها الكويت دائما وباتت تتضح مع روسيا، خاصة في ظل العودة الواضحة لروسيا في المنطقة من خلال الملفات السورية والملفات الإيرانية والكويت لا تستطيع أن تغفل الدور الروسي في تلك الملفات خاصة في ظل الانسحاب الأميركي التدريجي من المنطقة وعدم وجود رؤية واضحة للإدارة الأميركية وعدم اتخاذها قرارات تصب في صالح دول المنطقة.
وبين الهدبان أن زيارة سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى روسيا تأتي من قبيل توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن تلك الزيارة لا تحتاج اي اتفاق اقليمي، خاصة في ظل التقاعس الاميركي الواضح عن اداء الدور المطلوب منها، خاصة فيما يتعلق بالملف السوري، فلقد وجدنا خلال الفترة السابقة تقارب سعودي روسي ففي مائدة المفاوضات في فيينا جلس وزير الخارجية السعودي مع نظيره الروسي، فمن الواضح أن هناك حراكا واضحا في المنطقة تلعب روسيا من خلاله دورا مهما وفعالا.
وأشار الهدبان إلى أن صاحب السمو أمير الكويت من سوف يدلي بدلوه في القضية السورية، وبأنه يجب أن يكون هناك حقن للدماء السوريين وإعادة الأمور إلى العملية السياسية.
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية المفتوحة د. سامي ناصر خليفة ان زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى روسيا يغلب عليها البعد السياسي والديبلوماسي، خصوصا أن هناك العديد من الملفات الساخنة التي وضعت على طاولة الحوار في فيينا والتي تحتاج إلى حل سريع، ومن الطبيعي ان يكون هو المحور الأهم، ومن يعرف سمو الأمير في انتقائه لزياراته يعرف أننا في مرحلة الحل وتجاوزنا مرحلة التعقيد ومن هنا يجب أن نفهم لماذا هذه الزيارة.
وأوضح خليفة أن زيارة سمو الأمير من الناحية البروتوكولية والديبلوماسية تأتي من باب تعزيز العلاقات وتقوية أواصر الترابط بين الدولتين وهي سياسة اعتادت عليها الخارجية الكويتية منذ أن كان صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وزيرا للخارجية، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من الاعتبارات التي تتعلق بظروف المنطقة تجعل من هذه الزيارة بعدا آخر بل تجعلها زيارة غير تقليدية ومميزة، فهناك بعض الدول في المنطقة تسعى إلى التصعيد السياسي مع كل أزمة من الأزمات التي يمر بها العالم العربي، ولقد مثل صاحب السمو أمير البلاد المدرسة التي تسعى للتواصل مع جميع الأطراف لتقريب وجهات النظر فهو دائم التواصل مع مواقع الاختلاف لتهدئتها، فسموه يهدف دائما إلى الدفع ناحية استقرار المنطقة.
وأضاف خليفة: أحسب أن زيارة سمو الأمير تأتى في هذا الاتجاه في ظل ما قامت به روسيا من خطوات عسكرية على أرض الواقع ضد المعارضة السورية، وخلطت الأوراق ودفعت المجتمع الدولى إلى حوار قد يؤدى في النهاية إلى علاج جذري وشامل للأزمة السورية، مؤكدا على ان سمو الأمير دائما ما يختار الوقت الصحيح والموقع الصحيح والمكان الصحيح والذي يستطيع من خلاله حل الأزمات العالقة في المنطقة، فلقد ساهم سموه في أكثر من موقع بحل الأزمات والوصول إلى بر الامان، لذا أحسب أن هذه الزيارة تأتي في هذا الاتجاه، خاصة أن سموه عودنا على أن القضايا التي تتطلب معالجات قيمية بين المختلفين دائما ما يتدخل ويقوم على رأب الصدع وتقريب وجهات النظر وحل المشكلات.
وتابع خليفة: لذا أجد أن زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقدرة ومثمنة، خاصة ان هناك الكثير من الدول التي تعول على الحل السلمي، وقد تكون الفرصة الأجدى، لذلك دور سمو الأمير بالتأكيد سيكون غاية في الأهمية والإيجابية، خاصة انه يمتلك الكثير من المقومات التي ستساهم في نجاح تلك الزيارة وعلى رأس هذه المقومات علاقته الإيجابية مع الجميع.

Read Previous

أسعد بن طارق: السلطان قابوس الشخص المؤثر على شخصيتي

Read Next

أكاديميون: حضور المتفوقين افتتاح دور الانعقاد يؤكد الاهتمام السامي بالشباب

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x