• نوفمبر 22, 2024 - 4:54 صباحًا

وداعًا الشيخ صالح المحمد

شيعت الكويت المغفور له بإذن الله تعالى نائب رئيس الاركان الأسبق الشيخ صالح المحمد الخالد، عن عمر ناهز الـ 84 عاما، بعد مسيرة وطنية وعسكرية حافلة، وأقيمت مراسم التشييع وصلاة الجنازة، حيث تقدمها سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وسمو الشيخ ناصر المحمد، وجمع من الشيوخ وكبار الشخصيات في مقبرة الصليبخات.
وتبوأ الفقيد منصب نائب رئيس الأركان العامة للجيش في يوليو 1965. وتقاعد عام 1980، غير أنه استمر في متابعة أبنائه العسكريين مزودا إياهم بخبرته الطويلة.
ونعى الديوان الأميري الفقيد الكبير الذي ترجل عن صهوة الحياة بعد 84 عاما كان خلالها مثالا للكويتي المدافع عن وطنه، والذي يقدم الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن، وإعلاء كلمته وشأنه بين الأمم. فارس من رجالات الجيش الكويتي النبلاء، الذين ساهموا في بنائه وتطويره.
ولد المغفور له في عام 1931 وانضم إلى الجيش الكويتي في عام 1954 بعد عودته من بريطانيا، حيث أكمل هناك دراسته العسكرية وتدريبه الميداني، وعين ضابطا لمعسكر الجيوان الجديد خارج أسوار المدينة، حيث كان موقع تجمع وحدات الجيش كلها.
وكان الشيخ صالح، رحمه الله، خير عون لرئيسه الشيخ مبارك العبدالله، الذي كان حينها يشغل منصب نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وكان الشيخ صالح مؤمنا بأن الجيش هو مفتاح الأمن في الكويت، وشارك في صناعة القرار العسكري وعاصر احداثا حافلة خلال عمله، عمل بجهد صادق، لا يكل ولا يمل، على أن تكون راية الجيش الكويتي خفاقة عالية، واكتسب احترام كل من عرفه لأخلاقه العالية ومقدرته العسكرية، وكان أول قائد عسكري يحمل علم الكويت عندما شارك الجيش الكويتي بلواء اليرموك في القتال على الجبهة المصرية في حرب 1967، فقد أصر على ان يكون جيش الكويت مع طلائع القوات المصرية التي عبرت سيناء وتعدت العريش حتى وصلت حدود فلسطين قبل النكسة.
عام 1954 بدأت مسيرة الشيخ صالح محمد الصباح بانضمامه للجيش الكويتي، بعد تخرجه في بريطانيا ولم يكن حينها هناك تشكيل للجيش وتراوح عدد منتسبي القوات المسلحة في ذات الوقت بين 1600 و3000، وفي العام نفسه تمت ترقية الشيخ مبارك العبدالله الصباح إلى رتبة عقيد بعد تخرجه في كلية «ساند هيرست» الشهيرة ليصبح نائبا للشيخ عبدالله المبارك ـ رحمه الله.
وفي عام 1958 بعد ثورة عبدالكريم قاسم في العراق كان هناك ضرورة اتخاذ اجراءات احتياطية لحفظ الأمن في ذاك الوقت حيث اعلنت حالة الطوارئ لأول مرة في تاريخ الجيش الكويتي واستمرت لمدة ثلاثة اسابيع. بعدما أعلن عبدالكريم قاسم حاكم العراق في الساعة 19:17 من يوم 25 يونيو 1961 ضم الكويت للعراق، وما تابعه من أحداث.
وفي تلك اللحظات العصيبة برزت مقدرة الشيخ صالح، رحمه الله، وكان الجيش الكويتي حينها يتكون من لواءين واستنفر الجيش الكويتي وأول عسكري خرج إلى الحدود كان الشيخ صالح المحمد، وكان العقيد الركن فهد الحقان مرافقا له ومعهما سيارة القيادة ذات الاجهزة اللاسلكية وكان يوم غبار شديد ووصلا إلى الحدود واتخذا مواقعهما حتى حضرت القوة الكويتية.
وفي أثناء الاحتلال الصدامي للكويت الذي بدأ في الثاني من اغسطس 1990، ورغم اصابة ابنه في معركة الدفاع عن رئاسة الاركان ظل الشيخ صالح، رحمه الله، يتابع ابناءه العسكريين الموجودين في الكويت ويزودهم بالنصائح والمال، رغم حساسية موقفه وخطورته لكونه مطلوبا من النظام العراقي.
يرحل الشيخ صالح المحمد الصباح، تاركا خلفه إرثا من المبادئ والمثل التي بمثلها تبنى القوات المسلحة التي تمزج بين حب الوطن والدفاع عنه والالتزام بقيمة الانسان ومبادئه.

Read Previous

سمو الأمير .. القائد الأكثر تأثيرًا في العالم العربي

Read Next

الحمود: حالة الاقتصاد الوطني تنعكس بشكل مباشر على القطاع العقاري

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x