• نوفمبر 22, 2024 - 11:27 صباحًا

كلنا.. كلهم

صادف يوم نشر مقال لي عن التسامح وآخرين غيري كتبوا عن المضمون نفسه، ان يكون اليوم نفسه الذي غاب فيه هذا المفهوم السامي في جرائم باريس، وقبله لبنان، وقبله شرم الشيخ، وقبل هذا كله دوامة القتل والدم في سوريا والعراق.
وما كان ما حصل الا تأكيدا على اهمية ان يترسخ هذا المفهوم في ثنايا مجتمعاتنا العربية والاسلامية التي أصيبت بداء العنصرية بكل اشكالها والوانها.
وكما كتبنا نحن عن التسامح كتب آخرون مقالات تختصر الموضوع «بـ… لو.. ولو.. ولو» تعبيرا عن «لو» تداركت الحكومات والاشخاص تحذيرات وتنبيهات حول خطر المد العنصري الديني والطائفي لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم.
اصعب ما تحويه الصورة القاتمة اليوم اننا ــ العرب والمسلمين ـــ نعيش مرحلة الخوف من المقبل من الاحداث، حيث سيضيق الخناق على المنتشرين منا في العواصم التي تئن من ألم الارهاب.. وعلى من يتنقل بين مدن العالم، وهو يحمل جواز سفر معرفا بالجنسية العربية او الدين الاسلامي، او حتى الاصول العربية لمن يحمل جوازات تلك الدول.
كيف ننجح في القضاء على سياسة رفض الآخرين وتكفيرهم ونبذهم وكرههم والحقد عليهم، كيف نعرف اننا نضع أرجلنا على اول سلمة علاج مجتمعاتنا من الداء الذي توطن فيها ونهش ما بداخلها من حب وتسامح وقبول ورضا؟
محاولات الكثيرين من خلال الاجتهادات الخاصة والشخصية لن توصلنا ابدا الى السلمة الاولى ولا اي سلمة.. اذا لم تعلن الحكومات، واولها حكومتنا، من خلال الجهات المختصة اولا والاخرى ثانيا، انها جادة في استئصال هذا الداء.
وما بيت الشعر للشافعي: «نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا»، الا تصديق لواقعنا الحالي، الذي يؤكد انه اذا لم يعد بناء كل اشكال التسامح والقبول في داخلنا من خلال التربية داخل البيت وفي المدارس منذ السنوات الاولى لعمر الطفل، ومن خلال تعديل الخطاب الديني وقص الحبل السري الذي يغذي آلة العنف والارهاب ونحن نتفرج ضاحكين، وتطبيق القانون وبحدة على من يتجاوز هذا من دون اي تساهل او تغافل او محاباة!
الاعتراف بالخطأ هو الارضية التي يوضع عليها سلم التغيير. فكلما كانت الارضية رخوة ترنح السلم يمينا وشمالا، وما مصيره الا السقوط بمن عليه.
كلنا سوريا، وكلنا العراق، وكلنا باريس، وكلنا لبنان، وكلنا روسيا.. وكلنا صوت واحد ضد العنف العفن، اينما كان وضد أي جنسية او دين، أو أصل.

Read Previous

«ربيع داعش»!

Read Next

سلطان الوفاء

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x