أربعة عقود ونيف من الزمن مضت على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، في الثاني من ديسمبر عام1971، غير أن هذه العقود الأربعة إذا قسناها بمدى التطور الذي أحرزته الدولة خلالها، فإنها تبدو كأربعة قرون من الزمان، بل إن هناك دولا عمرها قرون، وربما آلاف السنين، لكنها لم تحرز ما أحرزته الإمارات الشقيقة من تطور وتقدم وارتقاء.
فهذه الدولة الفتية التي تحتفل بيومها الوطني غدا الأربعاء، وتستعيد فيه ذكرى الاتحاد بين إماراتها السبع، قد أنجزت في ميادين البناء والعمران والبنية التحتية والاقتصاد والتنمية التي تشمل كل الميادين التعليمية والصحية والعلمية والثقافية والفنية والرياضية، ما جعلها مضرب الأمثال، ليس فقط على المستويين الخليجي والعربي، بل ومن دون أدنى مبالغة على المستوى العالمي أيضا.
ونحسب أنه قد بات معروفا للكافة الآن، أن الإمارات أصبحت مقصدا ومزارا للسياح من كل دول العالم، يجدون فيها ما لا يجدون في غيرها، ولا نتحدث فقط عن التجارة، وإنما نتحدث كذلك عن السلوكيات، أو بمعنى أشمل عن النهج المتحضر في التعامل مع زائري الدولة، وتقديم كل التسهيلات لهم… وهذا ما يجده بوجه خاص المستثمرون ورجال الأعمال الباحثون عن دولة تقدم لهم التسهيلات، وتزيل من أمامهم العراقيل، وهو ما تفعله بجدارة دولة الإمارات التي جعلت إقامة مشروع استثماري فيها بمنزلة عملية سلسة لصاحبه، وليس وسيلة لـ «تعذيبه» و«تدويخه السبع دوخات»، كما يحدث في دول أخرى كثيرة، فأنت في الإمارات لا تتعامل كمستثمر إلا مع جهة واحدة، تتولى نيابة عنك كل الإجراءات الأخرى المطلوبة.
وعلى المستوى السياسي فإن أحدا لا يمكن أن يغفل دور الإمارات القوي والحاضر دوما في معالجة كل الأزمات السياسية التي واجهتها، أو لاتزال تواجهها، منطقة الخليج والمنطقة العربية عموما، ولم تبخل يوما على أي من شقيقاتها بالدعم والمساندة بكل أشكالهما المطلوبة.
هكذا إذن تمضي مسيرة الإمارات التي صار ينظر إليها باعتبارها نموذجا للتطور والتقدم، وتطويع الإمكانات والقدرات التي حباها الله بها، لخدمة شعبها وشعوب الدول الشقيقة من حولها.
.. كل عام والإمارات، قيادة وشعبا، بألف خير.