هذه العبارة الجميلة التي اختتم بها صاحب السمو الأمير حديثه إلى الزميل العزيز عبداللطيف الدعيج «الكويت بخير، والقادم أفضل»، تختصر كثيرا من المعاني والدلالات التي من المؤكد أنها لا تخفى على الكويتيين جميعا، باعتبارهم من أهل الترحال والسفر والتجوال في معظم دول العالم… وخلال سفرهم وترحالهم لا شك أنهم يقارنون بين ما عندنا وما عند الآخرين، وفي تلك المقارنة تستبين لنا الأمور، وتظهر الأشياء على حقيقتها.
فهل يجادل أحد في أن هذا الوطن الجميل يوفر لأبنائه، ليس فقط احتياجاتهم ومتطلباتهم الضرورية، بل أيضا يتيح لهم قدرا كبيرا من الازدهار والرفاهية؟
وهل يستطيع أحد أن ينكر ما تنعم به الكويت من ديموقراطية وحريات وحقوق كاملة للإنسان؟ أو يماري في أنها وطن الأمن والأمان والاستقرار؟
إننا نترك بيوتنا وممتلكاتنا شهرا أو اثنين، وربما أكثر، ونسافر إلى مختلف الدول، واثقين بأنها ستكون محاطة بأقصى درجات الأمن، ولن يمسها سوء، أو تمتد إليها يد آثمة… والأمر ليس مقصورا على الكويتيين وحدهم، بل يسري أيضا على الوافدين الذين يجزمون جميعهم بأنهم يشعرون بالأمان في الكويت، أكثر مما يشعرون به في دولهم الأصلية.
والكويت التي واجهت ما واجهته سائر دول المنطقة من صعوبات، اقتصادية ومالية، نتيجة تراجع أسعار النفط، تمكنت بسياستها الحكيمة، وخططها «الاستباقية»، من تجاوز هذه المعضلة، بل وتحويل الأزمة ذاتها إلى نقطة انطلاق نحو تحرير الاقتصاد الوطني من الاعتماد على مصدر شبه وحيد للدخل، فرأينا ما لفت إليه صاحب السمو الأمير من تنامٍ مستمر في المشروعات الاقتصادية والاستثمارية الكبرى، الكفيلة بإدخال الكويت إلى مرحلة اقتصادية وتنموية جديدة، تضمن من خلالها تعدد مصادر الدخل، وتوفير فرص العمل لعشرات الآلاف من شباب الخريجين سنويا.
هكذا تبدو الكويت لصاحب السمو الذي اعتاد أن يؤكد دوما تفاؤله بالمستقبل، وأن ينقل تفاؤله هذا إلى كل مواطن كويتي؛ ليكون زادا له يعينه على الانطلاق والعمل، من أجل أن تبقى الكويت، كما عهدناها، جميلة، آمنة مطمئنة، مزدهرة ومستقرة.