لاتزال مصر تقدم لنا كل يوم الدليل تلو الدليل، على ما تعيشه من استقرار سياسي واقتصادي وأمني، ولاتزال تثبت أنها قادرة على اجتذاب كثير من الاستثمارات، وصناعة مستقبل أكثر تطورا وازدهارا لشعبها وللمنطقة بأسرها.
وما أعلنه محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة، في هذا المجال، يصب في ذلك الاتجاه، خصوصا حديثه عن عودة النشاط السياحي المكثف إلى محافظتي جنوب وشمال سيناء، إدراكا من العالم أن هاتين المحافظتين، ومصر عموما، من أكثر المناطق أمانا في العالم كله… ومن المهم أيضا أن نتوقف عند تأكيده أن مصر لا تنسى موقف دولة الكويت، قيادة وحكومة وشعبا، مع الشعب المصري، وإشادته بمبادرة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لتشجيع السياحة في شرم الشيخ، وكذلك تجديده الدعوة إلى المستثمرين الكويتيين لاستغلال الفرص المتاحة في شرم الشيخ، كل ذلك يعزز ما سبق لنا أن أكدناه في افتتاحيات عديدة سابقة، من أن مصر مقبلة على مرحلة غير مسبوقة من التنمية والاستثمار، وأن لديها من الإمكانات والموارد الطبيعية والبشرية ما يؤهلها لذلك، وما يجعلها قادرة على أن تكون دولة من دول الصف الأول في المجالات التنموية والصناعية والسياحية… يضاف إلى ذلك بالطبع ما تشهده حاليا من أمن واستقرار أعادا إلينا الصورة الذهنية المرسومة دوما عن مصر كدولة آمنة، يستمتع المرء بقضاء أيامه فيها بكل أريحية، ويتنقل بين متاحفها وأماكنها الأثرية، ومصايفها ومشاتيها، ومسارحها ومواطن الفن والثقافة بها، من دون أن يعكر صفوه شيء، أو ينقص من متعته وسعادته أي منغص.
يزيد من سعادتنا وابتهاجنا بما نعرفه ونتابعه، ذلك الحديث الطيب من مسؤولي مصر عن الكويت وقيادتها السياسية، والإشادة الدائمة بالدور الكويتي في دعم مصر، وهو أمر ليس غريبا على شعب مصر الشقيق، فهم أهل الوفاء الذين يحفظون لأشقائهم مكانهم ومكانتهم، كما أنه ليس غريبا هذا التواصل الحميم بين شعبين شقيقين، يعلمان تمام العلم أنه لا غنى لأحدهما عن الآخر، وأن التعاون والتكامل بينهما، تحتمه أواصر القربى والدين والعروبة والتاريخ المشترك بينهما، فضلا عن كونه يتم في إطار إيمانهما معا بأننا أمة واحدة، وجسد واحد، «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»… وما نحلم به ونسعى إليه الآن هو أن نتداعى في المسرات والأفراح التي تجمع الشعبين، وتوحد بينهما على طريق الخير والنماء والاستقرار… وهو أيضا ما يحرص على تأكيده دائما الرئيس عبدالفتاح السيسي في أي لقاء يجمعه بمسؤولين رسميين كويتيين، أو بشخصيات كويتية عموما، وذلك أيضا ما يجعلنا واثقين بأن مصر في عهده ستبقى موصولة، وبقوة، بأشقائها في الخليج والمنطقة العربية كلها، وستواصل، بعد أن أتمت استحقاقاتها الدستورية، الاستحقاق الأكبر والأهم بإعادة مصر إلى مكانتها القيادية والرائدة، إقليميا وعالميا.