المحامية والقانونية فاتن النقيب نموذج للمرأة الكويتية الناجحة، حيث حققت إنجازات مبهرة أهلتها لتكون من بين أقوى 100 سيدة في العالم العربي، فهي محامية واقتصادية وسيدة أعمال وأم، تعشق عملها وتتفانى في تطويره، كما أنها مثابرة ومجتهدة وشغوفة بالغوص في القضايا التي تترافع فيها.
تؤكد النقيب في حوار لها مع «الخليج» أن المحاماة مهنة العدل والقضاء الواقف، وعلى من يدخلها أن يتحلى بالصبر.
وتؤرقها قضية العنف؛ فدعت إلى تكاتف كل القوى المجتمعية، الحكومية والمدنية، لمواجهة القضية، لا سيما وزارات الداخلية والإعلام والأوقاف والتربية.وهنا نص الحوار
] في البداية نريد أن نتعرف على سيرتكم الذاتية؟
– أنا فاتن النقيب، خريجة جامعة الكويت عام 1987، حاصلة على ماجستير في القانون الدولي الخاص، ودبلوم تخصص عقود، وأم لثلاث بنات.
] صنفت المحامية فاتن النقيب ضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية حسب مجلة «أرابيان بيزنس» لماذا تم اختيار فاتن النقيب بين أقوى 100 امرأة عربية؟
– في الحقيقة بدأ تكريمي هذا منذ عام 2013 عندما حصلت على جائرة سيدة الأعمال والمركز الـ 94 بين أقوى 100 امرأة عربية، وتوالت الجوائز منذ ذلك الوقت، حتى وصلت في العام المنصرم إلى حصولي على المركز الرقم 44 ضمن أقوى الشخصيات النسائية العربية، والمركز 11 في الخليج والمركز 3 في الكويت… وهذا أسعدني جدا، وفي الوقت ذاته جعلني أقف عدة وقفات مع ذاتي، إذ رأيت نفسي أمام مسؤولية كبيرة وجديدة تقع على كاهلي، كوني أمثل مهنة المحاماة التي تدخل لأول مرة ضمن تلك التكريمات والمنافسات، وهذا يدعوني إلى اغتنام الفرص لاكتساب مزيد من تطوير الذات وابتكار الجديد في كل ما يعود بالنفع على مهنتي ومجتمعي.
وفي الحقيقة إنه لفخر وشرف كبير لي أن أحصل على تلك الجوائز، خاصة أنني محامية متخصصة في مجال الأعمال التجارية القانونية، المحلية والدولية، وكذلك كوني عضوة في مجلس إدارة أكثر من شركة. ولا شك في أن هناك عدة عوامل منها شغفي بعالم الأعمال والقوانين المحيطة به، وأيضا بحكم عملي في مهنة المحاماة، وكوني شريكة مؤسسة في مكتب النقيب وشركاه للمحاماة والاستشارات المحلية والدولية.
وقد بذلت جهدا لجعل هذا المكتب متخصصا في الأعمال التجارية، وما يتفرع منها، ويكون قادرا على تقديم المساعدة القانونية وفق أسس صحيحة ومستخدمة دوليا في كبرى شركات المحاماة الدولية المعروفة، وذلك لارتباطه بعدة شركات محاماة دولية، سواء إقليميا أو دوليا، ولا شك في أن الجائزة جاءت تقديرا للجهود التي بذلتها على مر السنين من أجل ترك أثر أو بصمة صغيرة للمشاركة في عالم الأعمال.
] مضى على وجودك في مهنة المحاماة 26 سنة، ما الخلاصة التي خرجت بها؟
– المهنة تعطيك بقدر ما تعطيها… وهذا ينطبق على جميع المهن. ومهنة المحاماة هي مهنة ذوق وفن.
] كباحثة دولية في البنك الدولي، وكخبيرة قانونية أمام غرفة التجارة الدولية، كم أفادك ذلك في عملك داخل الكويت؟ وهل وجدت التقدير لذلك؟
– لا شك في أنه أفادني، فمن خلاله أطلع على ما هو جديد في القوانين الدولية التي تنظم العمل التجاري ومواثيق الأمم المتحدة الخاصة بذلك، وأحاول جاهدة أن أطبق ما يلائم ذلك على الأعمال التي تُعهد إلي أو إلى مكتبي.
أما عن التقدير، فإنني لا أسعى إليه، ولا إلى تسليط الضوء على عملي أو أي شهرة أو أي شيء من هذا القبيل، فأنا أحب عملي ومهنتي، وأسعى دائما إلى تطوير نفسي لتحقيق ذاتي وطموحي ليس إلاّ.
] من الذي علمك فن القيادة في الحياة؟ وما أهم مواصفات المرأة القيادية؟
– لا شك في أن فن القيادة أتاني نتيجة الخبرة والمعرفة والدراسة والتجربة والفشل وتكرار المحاولة… كل هذا يعلم القيادة، أما مواصفات المرأة القيادية فإنها بلا شك مهارات متنوعة منها الصبر، وتحديد الأهداف والإستراتيجيات، والقدرة على اتخاذ القرارات وتحكيم العقل لتكون صائبة، إضافة إلى الاطلاع على علم الإدارة والإلمام به واقتباس أي مهارات جديدة متاحة، ولا شك في أن مهنة المحاماة أعطتني الكثير وعلمتني أهمية العدل والإنصاف والموضوعية والبعد عن الانفعال، وعلمتني الصبر وسعة الصدر وأن أكون امرأة قيادية أتبنى رؤية خيرة في حياتي ومجتمعي.
] لماذا كانت مهنة المحاماة خيارك دون غيرها؟
– استهوتني… خصوصا أنني كنت أرى أن كل من وصل إلى مراكز عليا، سواء في القطاع الخاص أو العام كانت دراسته تبدأ من الحقوق، سواء كان سياسيا مشهورا أو اقتصاديا معروفا، لذلك كان القانون اختياري، ولم أر نفسي في مهنة أخرى حتى الآن.
] هل من نصائح تقدمينها لمن يريد امتهان المحاماة؟
– أقول له المحاماة مهنة العدل والقضاء الواقف، وعلى من يدخلها أن يتحلى بالصبر والجلد والمبادرة، وفي نظري فإن أي مهنة أخرى تتطلب الشيء نفسه أو أكثر، ولكن في اعتقادي لكي ينجح الشخص في مهنته لا بد أن يحبها ويحترمها. والحق يقال إن مهنة المحاماة على وجه الخصوص كلما أعطيتها من جهد ومثابرة أعطتك أكثر وأكثر. وأقول له إن الثقة بالنفس وتطوير القدرات مع التحلي بالصبر والجد والاجتهاد تؤدي إلى نتائج رائعة.
وبالطبع فإن مواجهة الصعوبات والتحديات لا تكون بالسلبية بل بالتفكير الإيجابي وليس هناك شيء مستحيل، فالوصول إلى النجاح والقمة يبدأ من أخذ الخطوة الأولى في الاتجاه السليم والصحيح.
] على أي القضايا يتركز نشاطك المهني؟
– التجارة والعقود والصفقات والشركات والاستثمارات.
] هل تحاولين إجراء مصالحة بين المتخاصمين؟
– هناك مبدأ في مهنة المحاماة، وأيضا في كثير من المراكز القانونية التي يكون هدفها هو التوفيق بين المتخاصمين قبل اللجوء إلى القضاء أو التحكيم وخلافه.
] هل تعتبرين نفسك محامية ناجحة؟
– دائما أبحث عن تطوير نفسي… وأطمح إلى الكثير على صعيد المهنة، ومن الصعب ان اقول إني ناجحة، فأنا دائما يكون لي هدف أساسي هو تحقيق النجاح بقيمة الغير.
] ما رأيك في جمعية المحامين الكويتية وهل تقوم بدورها المناط بها؟
– جمعية المحامين تقوم بدور مهم وكبير، ولا شك في أن تداول عملها خلال مدة ممارستي للمهنة فالزملاء القائمون عليها يعملون بها تطوعا وخدمة بمهنة الزملاء.
] ما رأيك في قانون جمع السلاح في الكويت؟
– هو قانون يساهم في حفظ الامن والاستقرار؛ لذلك يجب على الشعب الكويتي التقيد بإرشادات وقوانين وزارة الداخلية في جمع السلاح، وذلك لتحقيق الأمن والاستقرار حتى يتسنى للشعب الطمأنينة، ولتجنب الوقوع في الخطأ أو ارتكاب الجرائم وقت العصبية.
] الداخلية بدأت تداهم الجواخير للبحث عن أسلحة ما رأيك في هذا الأمر؟
– مداهمة الداخلية لتلك الأماكن يكون دائما بغرض الحفاظ على الأمن والكويت والمجتمع ويتم الكشف بالاجهزة الحديثة عن أماكن وجود الاسلحة.
] ما السبب وراء زيادة معدلات الجريمة في الكويت؟
– ارتفاع معدلات الجريمة بسبب غياب القدوة والنموذج داخل المجتمع، وقد تكون القدوة هذه دينية أو فكرية وغيرهما من المجالات، الامر الآخر المهم ان هناك حالة من الاحباط تصيب الشباب، وتلك الحالة خطيرة تؤدي بالشباب إلى ردود افعال عدوانية تجاه المجتمع، وهذا ما نراه الآن ونشهده مجسدا في جرائم داخل المجمعات التجارية وخارجها، كما ان الشباب يمر بحالة من تكوين الشخصية التي يميلون خلالها إلى اظهار البطولة، والنعرات وغيرها، وهذا من الظواهر السلبية التي نعاني منها الآن.
] كيف يمكننا مواجهة الخطر المتزايد من هذه الجرائم وما هو دور الدولة في ذلك؟
– هناك ضرورة لتكاتف كل القوى المجتمعية، الحكومية والمدنية، لمواجهة هذه القضية، من خلال وزارات الداخلية والإعلام والأوقاف والتربية وغيرها من الجهات المسؤولة، ومنها الاسرة. ووضع خطة وآلية لضبط سلوك الشباب، من خلال التوسع والاهتمام بالأنشطة الرياضية والمسارح، وذلك لتفريغ وتوجيه طاقات هؤلاء الشباب الذين يقعون في براثن الافكار الخاطئة والهدامة التي نجني ثمارها الآن داخل المجتمع.
] هل تؤيدين تطبيق قانون البصمة الوراثية؟
– نعم اؤيده لانى ارى بلا شك في ظل الظروف السياسية للدول المجاورة وموضوع الارهاب وتزايده وأي قانون يساعد في حفظ الكويت وأمانها واستقرارها أنا أؤيده، لكن لا بد أن تكون هناك ضوابط للقانون حتى لا يتم استخدامه بصورة خاطئة.
] إذن ما مزايا هذا القانون من وجهة نظرك وهل له أي سلبيات؟
– البصمة الوراثية هي إحدى نتائج علم الوراثة، وهو علم جديد ظهر فـي بداية القرن، وكان لايزال فـي بعض الدول المختلفة فرعا من فروع علم التشريح فـي كليات الطب. وتعتبر مسألة البصمة الوراثية ومدى الاحتجاج بها من القضايا المستجدة التي اختلف فيها فقهاء العصر، وتنازعوا فـي المجالات التي يستفاد منها وتعتبر فيها حجة يعتمد عليها كليا أو جزئيا. وقد شاع استعمال البصمة الوراثية فـي الدول الغربية، وقبلت بها عدد من المحاكم الأوروبية، وبدأ الاعتماد عليها أخيرا فـي البلدان الإسلامية، ونسب أعمال الإجرام لأصحابها من خلالها فـي الشق الجنائي، مع كونهم متحفظين على شقها فـي مجال النسب، لذا كان من الأمور المهمة العمل على التعريف بحقيقة البصمة الوراثية، ومدى حجيتها فـي إثبات الأنساب وتمييز المجرمين وإقامة الحدود.
] ارتفعت معدلات الوفيات نتيجة الحوادث المرورية، هل نحن في حاجة إلى قوانين جديدة لردع المخالفين، أم أننا في حاجة أكثر إلى تطبيق القانون؟
– هناك قانون وقانون صارم للمخالفات المرورية، ويطبق بشكل فعال، ويجب على السائقين غير الملتزمين بأصول وقوانين السيارة أن يكون لديهم وعي بأنهم من الممكن أن يشكلوا خطرا على حياة الأطفال، بالرعونة التي يقومون بها أثناء القيادة، كما يجب على الجميع احترام قوانين المرور والتي من شأنها التخفيف من الحوادث المرورية.
] ارتفاع نسبة الطلاق في الكويت ما أسبابه؟
– الطلاق هو أبغض الحلال عند الله، فهو يهدم كيان الأسرة ويفرق بين أفرادها، والطلاق يقع بكلمة واحدة يتفوه بها المرء في بساطة وتبقى آثارها الاجتماعية والنفسية مدمرة وعنيفة، وللأسف تدل الاحصائيات خلال السنوات العشر الأخيرة في الكويت على ان مؤشر ارتفاع نسب الطلاق في تزايد،
وأن أسباب الطلاق متعددة وأهمها سوء الاختيار، مثل ما يحدث عند زواج الفتيات بأزواج أكبر منهن سنا طمعا في الثراء، كذلك الفارق الاجتماعي والمستوى التعليمي بين الطرفين، ما يصعب معه التفاهم حول المشكلات التي تواجه الاسرة، كذلك من ضمن الاسباب عدم قدرة الزوج على الإنفاق، ورغبة الزوجة وتطلعها إلى مستوى أعلى للمعيشة، وأيضا الزواج من الاجنبيات وما يجلبه ذلك من اختلاف في الطباع، وايضا المستوى الفكري واختلاف العادات بما يفسد الحياة بين الطرفين.
] قضايا مواقع التواصل الاجتماعي أضحت الأكثر في مجتمعنا لماذا؟
– بالفعل هناك العديد من قضايا وسائل التواصل الاجتماعى بسبب سوء الاستخدام من قبل البعض لهذه الوسائل، فالبعض يستخدم هذه الوسائل من دون أدنى مسؤولية، لذا فهذه الوسائل صنعت لما سميت له، ولم توجد لكي يتم فيها السب والقذف، وهذا ما يحدث بالفعل، فالبعض استخدم تلك الوسائل للتشهير وغيرها من الامور المخالفة للقانون.
] بمَ تنصحين من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي؟
– الالتزام بالأخلاق والمبادئ، وعدم التعدي على حقوق الآخرين.
] هل تعتقدين أن المحامية أصبحت تنافس زميلها الرجل؟
– نعم، وهذا ليس جديدا والمحامية الكويتية موجودة منذ فتره كبيرة جدا، بدليل أنها مازالت بالمهنة من سنة 1987 إلى الآن.
] ألم تفكري في خوض الانتخابات البرلمانية؟
– لا.
] لو عرضت عليك الحقيبة الوزارية فأي وزارة ستختارين، أو تعتقدين أنها الأنسب لك؟
– وزارة التجارة.
] ما القرار الذي ستتخذينه في حال توليك الوزارة؟
– إقرار إنشاء شركات إلكترونية وتنظيم موضوع البيع على مواقع التواصل الاجتماعي.
] هل تشجعين فتيات الجيل الحالي على ان يعملن في مهنة المحاماة، وما نصائحك لمن يفكرن في خوض غمار هذه التجربة؟
– نعم، ان يكون لديهن فكر اوسع وشمولي بحيث يفكرن في موضوع التخصص في مجال معين، في مجال المحاماة.