• يونيو 18, 2025 - 9:36 صباحًا

قائد الإنسانية .. أيادٍ بيضاء استحقت التكريم الأممي

عاما بعد عام، يواصل صاحب السمو الأمير بأياديه البيضاء ومبادراته السامية مسيرة الخير والسلام والوفاق على كل المستويات، حافظا أمانة الكويت ودستورها، ومعززا دورها في تحقيق التقارب ولمّ الشمل بين الأشقاء، كما حصل عندما ساهم سموه في المصالحة الخليجية التي أعادت الزخم الى العمل الخليجي المشترك في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من توترات، لما لذلك من أهمية في تمتين وحدة صف دول المجلس وضمان مستقبل أفضل لشعوبها.
كما تستمر الكويت بقيادة صاحب السمو الأمير في العمل بشكل دؤوب وحثيث على المبادرة في مختلف القضايا الإنسانية، ما جعل العالم يُجمع في الأمم المتحدة على اختيار صاحب السمو الأمير «قائدا إنسانيا» والكويت «مركزا إنسانيا».
وبهذه المناسبة العزيزة ذكرى مرور 10 سنوات على تولي سموه مقاليد الحكم ، نتمنى لصاحب السمو الأمير موفور الصحة والعافية ليتابع سموه مسيرته المشرقة والحافلة بالعطاءات والإنجازات، وليسدد الله خطاه نحو كل ما فيه خير الكويت ورفعتها.
ولا يفوتنا أن نذكر بالاحتفالية العالمية التي توجت سموه قائدا للإنسانية ، فتحت انظار العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، اقام الامين العام للامم المتحدة «بان كي مون» في 9 سبتمبر عام 2014 احتفالية تكريم لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد تقديرا لجهود سموه واسهاماته «قائدا للعمل الانساني»، وتسليمه نيابة عن الامم المتحدة شهادة تقدير.
وألقى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد كلمة خلال مراسم احتفالية التكريم، وفيما يلي نصها:
يسرني في هذا اليوم وفي ظل هذه الاحتفالية الكريمة أن أتقدم لمعاليكم ولكل القائمين على هذه المنظمة العالمية العريقة بأرفع آيات الشكر والثناء والتقدير على هذه المبادرة الطيبة وغير المسبوقة تجاه بلدي الكويت شعبا وحكومة وتجاهي شخصيا، هذه المبادرة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على الدور الحيوي الذي تقوم به هذه المنظمة وأمينها العام والذي تجسد بالاهتمام الدقيق والتفهم العميق وبشكل ملموس وواضح للعديد من المشاغل والهواجس والمستجدات التي تواجه الإنسانية وتتحدى السلم الاجتماعي والأمن السياسي في عالمنا اليوم.
إن هذه التحديات بصنوفها المتنوعة ضاعفت الحاجة إلى أساليب معالجة جديدة قادرة على مواجهة ما يهدد الإنسانية وبشكل متزايد من كوارث طبيعية مختلفة ومن فقر وجوع ومرض، الأمر الذي دعا هذه المنظمة- واستنادا الى ميثاقها المرتكز على المهمة السامية والدور الأمثل في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين ـ إلى شحذ الجهود الدولية والإقليمية ورسم السياسات وابتكار المبادرات وتعزيز القدرات، وقد لمس العالم الدور المؤثر للأمم المتحدة في الاستجابة النوعية الفريدة والمؤثرة للعديد من الأزمات الناتجة عن الكوارث الطبيعية بأنواعها المتعددة ونتائجها المفجعة المتفاوتة، والتي تفاقمت حدتها في السنوات الأخيرة كنتيجة متوقعة لظاهرة تغير المناخ، فضلا عن تزايد الصراعات في العديد من الدول والتي غالبا ما تأخذ طابعا عسكريا يتصدر المدنيين أطفالا ونساء سجلات وإحصائيات الخسائر الناتجة عنها.
إن الكويت ومنذ استقلالها وانضمامها لهذه المنظمة سنت لها نهجا ثابتا في سياستها الخارجية ارتكز بشكل أساسي على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لكافة البلدان المحتاجة بعيدا عن المحددات الجغرافية والدينية والإثنية انطلاقا من عقيدتها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية وتوحيد وتفعيل الجهود الدولية بهدف الإبقاء والمحافظة على الأسس التي قامت لأجلها الحياة وهي الروح البشرية.
وقد تمت ترجمة هذه المسلمات إلى واقع واكبت فيه الكويت المتغيرات العديدة وعالجت خلاله العوائق التي أفرزتها التحديات المتنوعة من خلال تطوير وتحديث أساليب تقديم المساعدات فأصبحت مبادرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه في إلغاء فوائد القروض الميسرة للعديد من الدول النامية والدول الأقل نموا والتي أعلن عنها رحمه الله في الدورة الثالثة والأربعين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 1988 سابقة في العمل الإنساني الدولي مدشنا بذلك نقلة نوعية في أساليب المساعدات التي ارتكزت عليها الديبلوماسية الكويتية تمثلت بتلمس حقيقي للاحتياجات الإنسانية وإبراز المفهوم الإنساني البحت تجاهها، وهو أن هذه القروض والمساعدات ليس لتحصيلها وحساب فوائدها المادية البحتة بل لجني ثمار التعاون الدولي الإنساني المتعدد الأطراف وفوائده التي تفوق معطيات المادة وتوابعها.
كما سطرت الجمعيات الخيرية الكويتية واللجان الشعبية لجمع التبرعات صفحات من الدعم المتواصل في دعم مشاريع إنسانية عديدة في قارتي آسيا وأفريقيا بمبادرات شعبية أصبحت الآن أحد العناوين البارزة لأيادي الخير التي يتميز بها ابناء الشعب الكويتي ولله الحمد.
وعطفا على هذا النهج الذي أسسه الأمير الراحل اتخذت الكويت في عام 2008 قرارا يجسد حرصها على دعم الدور الإنساني للأمم المتحدة عندما خصصت ما قيمته 10 في المائة من إجمالي المساعدات الإنسانية التي تقدمها للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية أو الكوارث التي هي من صنع الإنسان لكي تقدم لمنظمات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة المعنية بالعمل الإنساني وتبعتها بقرارات رسمية بمضاعفة المساهمات الطوعية السنوية الثابتة لعدد من الوكالات والمنظمات الدولية مثل: المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر وصندوق الأمم المتحدة للاستجابة للطوارئ وصندوق الأمم المتحدة للطفولة مما منح العمل الإنساني للكويت آفاقا أرحب وأبعادا أشمل امتازت بتعزيز التعاون المباشر مع تلك الجهات الدولية في مختلف الأزمات. وفي هذا السياق يسعدني أن أعلن أمامكم مضاعفة مساهمتنا الطوعية السنوية الثابتة لصندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ الإنسانية إلى مليون دولار.
إن هذا التكريم الذي حظينا به هو تكريم لأهل الكويت وتقدير لمسيرتهم الخيرة في البذل والعطاء والممتدة منذ القدم والتي ستظل مستمرة إن شاء الله.
إن أعمال البر والإحسان قيم متأصلة في نفوس الشعب الكويتي تناقلها الأبناء والأحفاد بما عرف عنه من مسارعة في إغاثة المنكوب وإعانة المحتاج ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج حتى عندما كان يعاني في الماضي من شظف العيش وصعوبة الحياة ولاتزال وستظل أعماله الخيرة ومبادراته الإنسانية سمة بارزة في سجله المشرف.
وفي هذا المقام لا بد لنا من الإشارة إلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية باعتباره من أحد أقدم المؤسسات الإنمائية، حيث جاء إنشاؤه عام 1961 تعبيرا عن الرغبة الصادقة للكويت في تقديم العون للدول العربية والدول الصديقة لدعم جهودها في تحقيق التنمية من خلال تقديم القروض الميسرة والمساعدات الفنية.
ولقد بلغ إجمالي ما قدمه الصندوق من قروض خلال مسيرته الممتدة لأكثر من نصف قرن 17.6 مليار دولار أميركي واستفادت منه مائة وثلاث دول وهو ما يعادل 1.2 في المائة من الدخل القومي الإجمالي متجاوزة بذلك نسبة السبعة من عشرة من الدخل القومي الإجمالي التي حددتها الأمم المتحدة عام 1970 كمساعدات رسمية للتنمية من الدول المتقدمة.
وفي السنوات الثلاث الأخيرة ونتيجة لتدهور الأوضاع الإنسانية في سورية واستجابة لتداعيات تلك الأزمة الإنسانية وتلبية لطلب الأمين العام «بان كي مون»، استضافت الكويت في يناير 2013 ويناير 2014 المؤتمرين الدوليين للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية حيث بلغت التعهدات المعلنة فيهما حوالي 3.8 مليارات دولار ساهمت الكويت بـ 800 مليون دولار التي سلمتها بالكامل لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والمعنية بالشأن الإنساني.
في الختام لا يسعني إلا أن أجدد لمعاليكم وللقائمين على هذه المنظمة فائق الشكر والامتنان والتقدير على ما تبذلونه من جهود متعددة وما حققتموه من انجازات راسخة في الضمير الإنساني مجددا التأكيد على أن الكويت كانت ومازالت وستبقى داعما أصيلا وسندا ثابتا وعضوا فعالا في الأمم المتحدة إيمانا وتصديقا منها برسالتها السامية في حفظ السلم والأمن الدوليين ونشر مبادئ العدالة والمساواة وضمان العيش الكريم والرفاه لشعوب العالم.
وأشكركم مرة أخرى على تكريمكم لنا في هذا الحفل المتميز وبهذا الجمع الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
من جانبه، قال الامين العام للامم المتحدة «بان كي مون» ان جهود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد مكنت الامم المتحدة من مواجهة ما شهده العالم من معاناة وحروب وكوارث في الاعوام الماضية.
وأضاف في كلمة اثناء احتفالية تكريم الامم المتحدة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بمناسبة منح سموه لقب «قائد للعمل الانساني»، وتسمية الكويت «مركزا للعمل الانساني» ان «مقابل حالة الموت والفوضى التي شهدها العالم شاهدنا مظاهر كرم وانسانية من قبل جيران سورية قادتها الكويت اميرا وشعبا».
وأضاف: أن الكويت اظهرت كرما استثنائيا تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، مضيفا انه رغم صغر مساحة البلاد الا ان قلب الكويت كان اكبر من الازمات والفقر والاوبئة.

مرضاة الله
ثم ألقى صاحب السمو في 12 سبتمبر كلمة لإخوانه وأبنائه المواطنين بمناسبة تكريم سموه في الأمم المتحدة باختياره قائدا للعمل الإنساني والكويت مركزا إنسانيا عالميا، أكد فيها ان الكويت دأبت عبر تاريخها على المسارعة في تقديم جميع أنواع المساعدات والإغاثات من دون شروط أو التقيد بأهداف سوى ابتغاء مرضاة الله عز وجل.
وضمن إطار التكريم الأممي لصاحب السمو اعرب عدد من السفراء عقب استقبال صاحب السمو الأمير لهم عن خالص التهنئة لسموه بالتكريم تقديرا لما قدمه من جهود كبيرة دعما للاعمال الانسانية حول العالم.

Read Previous

سمو الشيخ ناصر المحمد: صاحب السمو قائد فذ ومدرسة في السياسة والديبلوماسية

Read Next

نواب: عهد سمو الأمير حقبة خير ونماء تبوأت الكويت فيها مكانة مرموقة عالميًّا

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x