إلى متى جرائم الاثيوبيات في حق فلذات اكبادنا؟
فمن جديد، تصحو الكويت على فاجعة في إحدى بناتها على يد خادمة اثيوبية، وهذه المرة في الاندلس، ليتكرر السيناريو الآثم، حيث أقدمت خادمة اثيوبية على قتل فتاة كويتية تبلغ من العمر 24 عاما بطعنة في الرقبة أثناء نومها ما افضى إلى موتها، ومن ثم طعنت الخادمة نفسها عدة طعنات في محاولة للانتحار.
وقبل عامين وتحديدا في مارس 2014، استيقظت الكويت على جريمة قتل بشعة حيث لقيت الفتاة الكويتية سهام فليطح مصرعها في منزل اسرتها بالصليبخات على يد خادمتها الاثيوبية رابية التي نقلت إلى المستشفى بعد ان حاولت الانتحار، وقبل اسابيع قليلة صدر بحق الخادمة الاثيوبية حكم نهائي بالاعدام لم ينفذ حتى الآن.
وفي الجريمة التي وقعت الاسبوع الماضي كررت الوافدة الاثيوبية نفس سيناريو الرابية حيث أقدمت ايضا على نحر ابنة كفيلها داخل غرفتها، ثم شرعت في انهاء حياتها نحرا بقطع شرايين يدها.
أساتذة علم نفس واجتماع بينوا ان هناك أسبابا اجتماعية واقتصادية ونفسية وراء ارتكاب الخدم لجرائم القتل.
فتعليقا على الحادث الأليم الذي راحت ضحيته مواطنة شابة في عمر الزهور بعد ان قتلتها خادمتها الاثيوبية، قال استاذ علم النفس بجامعة الكويت د.خضر البارون ان هناك اسبابا عديدة تؤدي إلى ارتكاب الخدم لتلك الجرائم البشعة والشنيعة باختلاف جنسياتهم، فقد تكون تعرضت لظلم في المنزل الذي كانت تخدم به وتولدت لديها رغبة في الانتقام او انها تشعر بحقد وحسد لأهل البيت لما يمتلكونه من ملابس ومجوهرات واشياء حرمت منها هي واسرتها.
وتابع البارون قائلا: كما انها باعتقادها انها تثأر لنفسها من الاضطهاد او ما يعيشه اهلها في بلادها من حالة مادية واجتماعية سيئة، وأوعز البارون الاسباب ايضا إلى طريقة تعامل اهل المنزل مع الخادمة، موضحا ان بعض الاسر تعامل الخدم بطرق فيها قسوة وعنف وحرمان بما يولد لديهم رغبة في الانتقام او عدم اعطائهم رواتبهم الشهرية في موعدها المحدد وتكون الخادمة ملتزمة ماليا في بلادها بمصاريف اسرتها واولادها بما يشعرها بحالة من الحزن واليأس وينتهي بها المطاف لارتكاب جرائم بشعة في حق احد افراد الاسرة محاولة منها لرد الاعتبار والانتقام منهم.
متابعا: فهناك اهالي يمنعون الخادمة من فتح الثلاجة او تناول طعام دون اذن، وايضا الخادمة ترى ان بنت العيلة والتي قد تكون في عمر مقارب لعمرها تلبس ملابس جميلة وذهب ومجوهرات وتعيش حياة اجتماعية كريمة، وفي المقابل هي لا تملك ولا تستطيع ان تملك بما يولد بداخلها حالة الحقد والحسد
وأكد البارون على ضرورة الانتباه لطريقة تعامل الاولاد الصغار في المنزل مع الخدم حيث ان البعض منهم يتعاملون مع الخادمة بطريقة مزرية ويطلبون منها متطلبات طيلة اليوم ترهقها وتجعلها غير قادرة على استكمال عملها، فضلا عن قيام بعض الاولاد بسب الخادمة واحيانا ضربها، وجميع تلك العوامل تجعل الخادمة في حالة نفسية غير سوية.
وأكد البارون ضرورة معاملة الخادمة باحترام وتقدير وان يكون التعامل انسانيا معها في المقام الاول فهي في النهاية بشر وانسانة خلقها الله عزوجل، موضحا ان ديننا الاسلامي الحنيف والسمح امرنا بالتعامل بانسانية مع الخادمة بغض النظر عن ديانتها وجنسيتها.
من ناحيتها، قالت استاذة علم الاجتماع بجامعة الكويت د.مها السجاري : ان علم الاجتماع ينظر إلى الظاهرة من جوانب عدة ثقافية ونفسية واقتصادية.
موضحة انه بالنسبة للجانب الاقتصادي فالسؤال هو: هل هذه الخادمة مهيأة للعمل في وظيفة خادمة جاءت من بلد لبلد اخر مختلف تماما من الناحية الثقافية والاقتصادية والبيئية. كما لابد من معرفة مدى توقعات تلك الخادمة في الانتقال من بيئة لبيئة اخرى واحتمال انها تتعرض لضغوط نفسية شديدة دفعتها لارتكاب تلك الجريمة البشعة بسبب ظروفها الاجتماعية والاقتصادية في بلدها التي اجبرتها ان تأتي إلى بيئة اخرى تختلف عن بيئتها بما خلق منها انسانة غير سوية.
وتحدثت السجاري عن الجانب الثقافي موضحة اننا لابد ان نعرف هل ثقافتهم تتضمن هذا النوع من انواع العنف وهل هو مقبول عندهم اجتماعيا وثقافيا ام انه جريمة؟ لافتة إلى ان بعض انواع التأديب المقبولة اجتماعيا في مجتمعنا قد تكون غير مقبولة في مجتمعات اخرى والعكس صحيح.
واردفت السجاري قائلة: ومن الناحية النفسية لابد من معرفة التاريخ النفسي للخادمة وظروفها النفسية قبل العمل في المنازل والاختلاط بأهل المنزل، موضحة ان الخادمة قد تكون تعاني من امراض نفسية مثل الكآبة او الاضطرابات العقلية، فلابد من التأكد من الصحة النفسية والعقلية والجسمية للخادمة قبل ان تعمل في بيوتنا وتتحمل مسئولية ابنائنا حتى لا تتحول تلك الخادمة في المستقبل إلى أداة لقتل ابنائنا وبناتنا.
وعلى صعيد متصل اوضحت السجاري انه لابد من تعريف الخادمات فور وصولهن إلى الكويت بقانون العقوبات في الكويت والقانون الجنائي والعقوبة التي ستحاسب عليها في حال ارتكابها لجرائم القتل والنحر.
متابعة: نعم الخادمة هي الجاني وليست الضحية ولكن لا يمكن ان نغفل الاسباب التي دفعت تلك الخادمة لارتكاب مثل تلك الجريمة البشعة.
النصار: الخادمات الإثيوبيات يقتلن البنات الكويتيات البكر لدخول الجنة!ناشد بشار النصار محامي المرحومة سهام فليطح السلطات التعجيل في تنفيذ أحكام الإعدام النهائية الصادرة بحق خادمات أدن بقتل فتيات كويتيات عمدا، مشيرا إلى ان حكم الإعدام الصادر بحق الخادمة الإثيوبية قاتلة المرحومة سهــــام فليطح لم ينفذ حتى الآن رغم مرور 4 شهور على صدوره.
وقال النصار: انه أجرى بحثا خاصا خلال قضية سهـــام فليطح حول الخادمات الإثيوبيات، فوجد انهن ينتميــن إلى قبائل لديهم عقيدة التقرب إلى الله بقتل البنات البكر الذين تقل أعمارهن عن 25 سنة، موضحا ان عقيدة الخادمة انها ستدخل الجنة بقتلها لهذه الفتاة البكر، وقال: إذن هي مشكلة عقائدية.
وأضاف النصار ان ضمن عقائد هذه القبائل انه اذا رزق أحدهم بتوأم فلا بد أن يذبح أحدهما وإذا المولود ـ بصرف النظر عن كونه ولدا أو بنتا ـ له أسنان أمامية بارزة فهذا نذير شؤم ولا بد من ذبحه والتضحية به.
وقدم النصار التعازي لأسرة المرحومة، مؤكدا ان هذا المشهد سيتكرر كثيرا لأن هناك بطئا في تطبيق القانون، والخادمات الإثيوبيات المدانات لم يشهدن حالة قصاص واحدة، وأعرف حالة خادمة صدر بحقها حكم بالإعدام منذ 3 سنوات ولم ينفذ حتى الآن.
وقال النصار ان الحل الأول يكمن في منع استقدام هذه النوعية من العمالة وتسفير الموجود منها داخل البلاد فورا، فضلا عن التطبيق الفوري للقصاص العادل.
ولفت النصار إلى النظر إلى ان أهالي وأسر الفتيات القتيلات تملأ قلوبهن المرارة والأسى لعدم القصاص لبناتهن، وعدم تطبيق القانون.
وطالب النصار في ختام تصريحه بإنشاء معهد خاص لتأهيل الخادمات للتعامل مع المجتمع الكويتي بكل شرائحه، لأن من يدفع ثمن جلب هذه النوعية من الخادمات هم بناتنا وعيالنا.
وكان مغردون نشطوا «هاشتاغ» ايقاف ـ تأشيرات ـ الأثيوبيات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وذلك كردة فعل وتضامن مع أسرة الشابة المغدورة التي قضت «نحرا» على يد الخادمة الأثيوبية في منطقة الأندلس.