رجل الأعمال عبدالله القبندي.. شخصية عرفت كيف تواجه مجتمعا لم يشهد بعد ثقافة اعادة التدوير.. القبندي الذي توجه في السنوات الأخيرة للانخراط في الأعمال التطوعية يرأس حاليا اللجنة الإجتماعية في الرابطة الكويتية للأمن الأسري «رواسي»، وعضو فاعل في تجمع الوحدة الوطنية قيد الإشهار، برغم مشاغله والتزاماته الكثيرة ما يزال يتمتع بموهبة الرسم والكتابة وعشق الإعلام، في الحوار التالي نتعرف على مشوار ثري تجاوز الخمسين عاما:
] مشروع إعادة التدوير الريسايكل كان صيحة، كيف تجرأت وافتتحت هذا المشروع؟
ـ كانت مغامرة ومجازفة بسبب عدم وجود ثقافة مجتمعية بأهمية مثل هذا المشروع على البيئة التي نعيش فيها وأبناؤنا وومن بعدنا أحفادنا، وهو مشروع يوفر فرص كبيرة إلى جانب تمكيننا من العيش في أجواء صحية ونتنفس هواء نقيا.
] بماذا تنصح من يريد الاقبال على خوض التجارة في القطاع الخاص؟
ـ نصيحتي الرئيسية والأولى هي حسن اختيار الفكرة ومن ثم عمل دراسة جدوى، لا مانع بأن يأتي بورقة بيضاء ويكتب كلمة ; فكرة ; ويحيطها بدائرة ينظر إليها كمتفرج، وتوجد عقليات فذة يجب أن تستثمر في القطاع الخاص. في القطاع الخاص ما يأتي بالساهل يذهب سريعا.. ومن يبذل جهدا جبارا في البداية يرتاح في النهاية.
] عملت في الاعلام فكيف تقيم الإعلام الكويتي؟
ـ ربما مر الإعلام الكويتي بحالة غيبوبة عندما ظهرت الفضائيات الكويتية، وكان غالبيتها لا يقدم المادة الجيدة للمشاهد، وأعتقد بأن الكثير من الصحف لم يكن بمقدورها الاستمرارية وأثبتت فشلها، في اعتقادي الشخصي بأن زيادة عدد الصحف المحلية لم يكن موفقا إذا ما قارنا بعض الدول العظمى يزيد تاريخها على أكثر من 7000 سنة لا تمتلك عددا مبالغا به من الصحف المحلية، ناهيك عن سيطرة وسائل التكنولوجيا الحديثة بشكل واضح كان له الأثر السلبي على جيل الشباب، حيث أن غالبيتهم مدفوعون بروح الحماسة والتسرع.
] تنتمى إلى تجمع الوحدة الوطنية، وهو تجمع شبابي حيث العهد؟
ـ قبل الانتساب إلى عضوية هذا التجمع كنت أتولى مقرر اللجنة الثقافية في الرابطة الوطنية للأمن الأسري «رواسي»، والتي ترأسها الدكتورة خديجة المحميد، أما حاليا فأرأس اللجنة الإجتماعية، فيما يتعلق بتجمع الوحدة الوطنية فقد كنت في إجازة خاصة برفقة أسرتي في ماليزيا وأتابع وشدني كتابات الزميل بدر السويلم وأنه في طريقه لتأسيس تجمع يشمل أهل الكويت دون النظر للمذاهب والمعتقدات والأعراق وراسلته مبديا للحصول على عضوية التجمع.
] قضيت تجربة لا بأس بها كطالب ومن ثم موظفا في المعهد العالي للفنون المسرحية… لماذا هذا الصرح الأكاديمي دون سواه؟
ـ دراستي في المعهد المسرحي كانت بسبب عشقي للرسم والكتابة، وأتذكر عندما كنت في مرحلة الثانوية وتحديدا ثانوية كيفان أخذت أكثر من 5 وحدات اختياري للمواد الفنية، كما حرصت إدارة المدرسة على تعليق إحدى رسوماتي في الوجهة المقابلة لمكتبة المدرسة، وعندما قررت استكمال دراستي في المعهد التحقت بقسم النقد والأدب المسرحي وتعلمت هذه العلوم، حيث مارست العلم بالتطبيق من خلال الكتابة في الصحف.
] تدرجت في الوظائف خلال عملك في المعهد العالي للفنون المسرحية وصولا إلى رئاسة قسم الشؤون الإدارية والمالية؟
ـ بعد تخرجي توجهت إلى العمل في القطاع الخاص مع والدي ومن ثم التحقت بوزارة الداخلية ورغم مشاغلي لم تنقطع علاقتي مع زملائي في المعهد الذين اقترحوا بأن استثمر خبرتي الإدارية في المعهد، ووافقت على ذلك خاصة في ظل وجود منصب شاغر فتم التسكين له بقرار وزاري، الحمدلله أشعر بالرضا التام عن المجهودات التي بذلناها أنا وزملائي في الإدارة، وأثناء رئاستي للشؤون الإدارية كنت ضابط اتصال مع وزارة التعليم العالي بطلب من مديرة إدارة التطوير والتدريب آنذاك الشيخة منى جابر عبدالله الجابر الصباح أتولى مسؤولية إرسال العاملين من المعهد في دورات تدريبية من شأنها أن تطور من مهاراتهم.
] ألا توافقني الرأي بأن غالبية مخرجات المعهد يتوجهون إلى الهيئة التدريسية في حين توجهت إلى العمل الإداري؟
ـ أعتقد بأن الخبرة الإدارية التي اكتسبتها من خلال العمل إلى جانب والدي رحمه الله ومن ثم وزارة الداخلية أفادني كثيرا في العمل الإداري والعملية.
] أين تكمل صعوبة العمل الإداري؟
ـ أي عمل عندما تخلص فيه فإنك تنجح، أما الصعوبة فتقتصر على التعامل مع عقليات مختلفة ولوائح يجب أن تطبق، وإذا وصفت بالإداري الناجح فذلك يعود إلى حرصي على تطبيق القانون وكذلك التعامل بروح القانون.
] في اعتقادك الشخصي كيف ترى إمكانية المحافظة على مخرجات المعهد؟
ـ من المعروف بأن طبيعة الدراسة فيه فنية وتخصص ومن وجهة نظري الشخصية بأن تكون الموهبة من الشروط الرئيسية لقبول المتقدمين للالتحاق في الدراسة كونه أكاديمية رفيعة المستوى تهتم بهذه الجوانب، وأن يغرس في الطلبة الحرص على اختيار كل ما هو مفيد، ولنا في الفنان محمد الحملي نموذج يحتذى بذلك.
] كيف قررت العودة إلى العمل في القطاع الخاص؟
ـ قررت أن ألتحق بدورة عنوانها تحويل أفكار إلى مشاريع عمل تحت إشراف مدرب التنمية البشرية الاستاذ صالح البارود على الانخراط في العمل الحر وتقنعك بالدليل والبرهان.
] من خلال خبرتك في المجالين الحكومي والخاص; كيف ترى الفرق بينهما؟
ـ في القطاع الخاص يكون للوقت قيمة، وأنت من حدد المركز الذي ترغب أن تكون فيه، سواء كان دورا رئيسيا أم ثانويا، أما في القطاع الحكومي فأنت تنتظر الشواغر أو تلجأ إلى الواسطة ناهيك عن الروتين الحكومي وغيرها من المحبطات. «بريق الدانة».