أجرت مجلة «باري ماتش» الفرنسية حوارا مع المهندس المعماري اﻷميركي، أدريان سميث، الذي سيضرب اﻷرقام القياسية عبر «برج جدة» في المملكة العربية السعودية.
وبعد أن قام بتصميم «برج خليفة» في دبي الذي يصل ارتفاعه إلى 828 مترا، سيكون «برج جدة» أول بناء يصممه سميث يتجاوز ارتفاعه اﻷلف متر. وسيرى هذا المشروع النور في عام 2018 بتكلفة تصل إلى 1.23 مليار دولار.
ويظهر بناء البرج على الطراز الفرعوني. ومن أجل الانتهاء من بناء الـ167 طابقا سكنيا في «برج جدة»، سيستغرق العمل 63 شهرا و80 ألف طن من الفولاذ (أكثر من وزن برج ايفل ست مرات) و500 مليون متر مكعب من الخرسانة. وسيتم استخدام ست رافعات ضخمة و31 ألف لوح زجاجي من أجل الواجهة، وسيكون هناك 5654 بابا.
وسيتم تجهيز «برج جدة» بأسرع المصاعد في العالم، وعددها 59 مصعدا، و12 سلما متحركا. والمصاعد التي ستخدم المرصد ستصل إلى 634 مترا خلال 66.5 ثانية بسرعة 36 كم/ ساعة. وستتبقى دقيقة و12 ثانية للوصول إلى قمة البرج. أو سيتعين صعود 5512 سلما ﻷولئك الذين يخافون من المصاعد.
وسيتحمل «برج جدة» زلزالا بقوة 6 درجات. فأسس البرج تتكون من 270 ركيزة خرسانية عرضها يتجاوز 1.50 مترا على عمق 100 متر، وتم وضع قلب مثلث صلب مقوى سمكه 5 أمتار ومجهز بأنظمة مضادة للزلازل والبرق.
وعند سؤاله عن التحدي اﻷكبر الذي يواجهه في هذا النوع من البناء، أوضح أدريان سميث أنه يتمثل في التوصل إلى تزامن بين الهندسة المعمارية والهيكل والتقنية والميكانيكا، مشيرا إلى أن البرج سيضم مكاتب وشقق وفندقا.
وعما إذا كانت المصاعد تمثل أيضا تحديا في اﻷبراج العالية، أكد سميث أنه لا يوجد مصعد يمكنه الوصول إلى هذا الارتفاع دفعة واحدة. فالحد اﻷقصى هو 550 مترا بسبب وزن الكابلات. وسيتعين إجراء تغييرات من أجل الوصول إلى قمة البرج.
وشدد المهندس اﻷميركي على أن اﻷبراج العالية لا تثمر عن أموال أو فقط القليل منها. ولكن المهم هو تأثيرها على المنطقة. فاﻷراضي حولها ستزداد قيمتها وهو ما سيجلب فوائد.
وعن فكرة بناء هذا المرصد في الطابق الـ167، ذكر سميث أن اﻷمير وليد بن طلال كان يريد مهبطا للطائرات الهليكوبتر، ومن هنا جاءت هذه الشرفة المستديرة البارزة في الرسومات اﻷولية. ولكن، الطيارون لم يكونوا مطمئنين بسبب قوة الرياح في هذا الارتفاع. وبالتالي، قاموا بإقناع اﻷمير طلال ببناء أعلى مرصد في العالم.
وفيما يتعلق بأسباب هذا السباق الشرس لبناء أعلى برج في العالم، أوضح سميث أن الأسباب متعددة، منها الدعاية وتطوير المنطقة والرغبة في ترك بصمة.
وعند سؤال المجلة الفرنسية له عما إذا كان الإرهاب أحد مخاوفه عند بناء البرج، أجاب سميث أنه منذ عام 2001، أعيد التفكير في بناء ناطحات السحاب لجعلها أقل عرضة للخطر. فالهيكل واﻷسس أصبحوا أكثر قوة، والسلالم أوسع، وليس هناك مكان لانتظار السيارات أسفلها.