فرحت الكويت، وحُق لها أن تفرح، فالمناسبة جديرة بأن تدخل البهجة والسعادة على قلوب الكويتيين، فليس أجمل ولا أروع من أن نحتفل بمرور 25 عاما على استقلال الكويت، و25 عاما على تحريرها، وعشرة أعوام على تولي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم.
ولذلك فقد جاءت الاحتفالية التي نظمها الديوان الأميري، وأجاد تنظيمها، بإطلاق الألعاب النارية التي ملأت سماء الكويت بهجة وجمالاً، وجعلت ليلها يتلألأ بالنور والفرح، فأدخلت السرور إلى كل القلوب، وكأنها ذكّرت الكويتيين بأن من حقهم أن يفرحوا، ككل شعوب الأرض، وأن يظهروا هذا الفرح، وأنه ليس لأحد أن يحرمهم هذا الحق، تحت مسميات شتى كلها واهية وباطلة، فليس هناك دين أو عرف أو تقاليد تُحرم الاحتفال والابتهاج ماداما يتمان في إطار قيمي رفيع، وضمن الالتزام الخلقي الذي عرف به الشعب الكويتي طوال تاريخه القديم أو الحديث .
لقد عاشت الكويت واحدة من أروع لياليها خلال السنوات الأخيرة، وشعر الجميع – كبارا وصغارا – بسعادة وسرور لا حدود لهما، تجاه تقليد نتمنى أن يستمر ويتواصل في السنوات المقبلة، ليحدث ارتباط دائم لدى أجيالنا الصغيرة بشكل خاص، بين المناسبات الوطنية، وما يصاحبها من ابتهاج وأفراح، فذلك أدعى إلى ترسيخ هذه المناسبات في أذهانهم، وتقوية الشعور الوطني في نفوسهم.
أما أولئك الذين تحدثوا عن أن إطلاق مثل هذه الألعاب مكلف ماديا، في وقت ندعو فيه إلى التقشف وربط الأحزمة، فليسمحوا لنا بأن نقول لهم إن هذا الفهم خاطئ وقاصر .. فالتقشف الاقتصادي لا يعني «الموات»، أو تجفيف منابع البهجة والسعادة، بل دعونا نقل إنها منابع الحياة ذاتها، ذلك أنه – وكما يقول المفكرون والفلاسفة – فإن السعداء وحدهم هم القادرون على صناعة التطور والتقدم والمشاركة في الركب الحضاري العالمي، أما «الحزانى» فإنهم عاجزون عن فعل شيء من ذلك .. ولعلكم تلاحظون أنه حتى الدول الفقيرة تحرص في مناسباتها الوطنية على أن تقيم الاحتفالات والاستعراضات العسكرية التي تكلف عشرات الملايين من الدولارات، من أجل أن تكرس لهذه المعاني التي أشرنا إليها، ولكي تؤكد للعالم كله أنها قادرة على الصمود في وجه التحديات، وعلى اجتياز كل المعوقات والأزمات التي تواجهها.
هذه الأمور ينبغي أن تكون واضحة في الأذهان، حتى لا يقع الالتباس، ويتم التشويش على الناس، بالترويج لدعاوى زائفة لا تصمد أمام التفكير العقلاني والمنطقي.
يبقى أن نتوجه بتحية واجبة إلى رجال الأمن، بقيادة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، الين يثبتون في كل مناسبة أنهم أهل للثقة أولتهم إياها القيادة السياسية، وأنهم دائما عند حسن ظن شعبهم بهم، وأن انتشار ألفين من هؤلاء الرجال، لكي يحافظوا على أمن وأمان المحتفلين، ومرور الاحتفالية بسلام ودون أدنى شائبة تعكر صفوها، كل ذلك يكشف عن المعدن الأصيل لأبناء الكويت، العين الساهرة على وطنهم الغالي.
دامت أفراحك وانتصاراتك وبهجتك… يا الكويت.