معلما الشاورما الكويتيان: المواطن قادر على العمل بكل المهن

خاض شابان كويتيان تجربة لفتت الانتباه باتجاههما للعمل كمعلم شاورما، تلك الوظيفة التي يسيطر عليها وافدون من الجنسيات العربية، خصوصا السورية واللبنانية والمصرية، ليؤكدان ان المواطن قادر على العمل بكل المهن.
حبيب المسري يتحدث عن تجربته مع صديقه الكويتي عبدالله السرهيد، والتي تحولا فيها من الهواية للاحتراف حتى تمكنا من فتح مطعم له فرعان في الكويت.

] كيف بدأت مشروع العمل كمعلم شاورما؟
ـ لم يكن مشروعا في البداية وإنما بدأنا كهواية، حيث كان صديقي عبدالله السرهيد من عشاق أكل الشاورما وصناعتها فقام بشراء ماكينة الشاورما والأغراض المتعلقة بها.
لكنه وجد نفسه غير قادر على تقطيع الشاورما وعمل الخلطة الخاصة بها وبعدها نسي الموضوع وترك الأشياء التي اشتراها في منزله إلى أن ذهب لأداء فريضة الحج فوجد أحد معلمي الشاورما وهو يعمل بشكل محترف فقال له صديقي السرهيد «إن لدي ماكينة وكافة الأغراض لكني غير قادر على عمل الشاورما»، وعندما سمعه أحد أصدقائنا قال له أنا سأذهب بك لأحد معلمي الشاورما اللبنانيين وسيعلمك كيف تصبح معلم شاورما.
] هل استجاب له معلم الشاورما اللبناني وقام بتعليمه؟
ـ في البداية حاول المعلم اللبناني أن يضايق صديقي السرهيد حتى ييأس ويترك التدريب على عمل الشاورما، لكن السرهيد كان صبورا واستمر معه ومع الوقت بدأ اللبناني في تعليم صديقي السرهيد.
] متى تحولتما للاحتراف؟
ـ بدأ صديقي وشريكي السرهيد الاحتراف في 2007 ولم أكن أعرفه في ذاك الوقت، وانتقاله للاحتراف جاء بعد ان أصرت إحدى الزبائن التي طلبته لحفلة لديها على إعطائه مبلغا ماديا نظير الشاورما التي قدمها للمدعوين لديها.
] وبالنسبة لك كيف احترفت؟
ـ كنت أعشق عمل الباربيكيو والشاورما، وكنت دائم السؤال عن كيفية احتراف هذا المجال، لكن أحدا لم يكن يعطيني إجابات شافية، حتى قابلت عبدالله السرهيد في عام 2011 في إحدى الحفلات وسألته فأعطاني فرصة التجربة فوجدت المسألة صعبة لكني أصررت على الاستمرار، وطلب مني عبدالله شراء ماكينة كانت تكلفتها قرابة 300 دينار.
] هل حصلت على خبراتك من عبدالله فقط أم كان هناك وسائل أخرى؟
ـ في البداية خجلت من كثرة أسئلتي لعبدالله فقمت بالبحث في المقاطع المرئية على موقع يوتيوب حول كيفية عمل سيخ الشاورما، وبالفعل عملت أول سيخ في حياتي في 2011، واستمررتُ في التدريب قرابة عامين حتى وصلت لدرجة الاحتراف وبعد أن كان إعداد السيخ يستغرق مني ساعتين، بات الآن يأخذ نصف ساعة، والنحت في الشاورما فن وليس مجرد عمل روتيني.
] هل ما زلتما تعملان بأيديكما؟
ـ طبعا أنا وعبدالله نعمل بأيدينا ونعد الخلطة بأنفسنا.
] هل ثمة إقبال على الشاورما التي تعدانها؟
ـ نعم الحمد لله الإقبال كبير من جميع الجنسيات بما في ذلك الجاليات الآسيوية والعربية، وهذا ما يسعدني كثيرا فتشجيع الكويتيين لنا أمر طبيعي، أما المبهر هو تشجيع غير الكويتيين.
] كيف تتعامل مع العاملين معك؟
ـ أتعامل معهم كإخواني فنحن فريق واحد، وقمت بتدريب عدد كبير من الكويتيين ونحن تقريبا أول من ظهر من الكويتيين في هذا المجال.
] ما خططك للفترة القادمة؟
ـ نعمل الآن على إعداد لعمل شاورما السمك، فصديقي عبدالله متخصص في شاورما اللحم وأنا تخصصت في شاورما الدجاج، حيث لدينا بصمة خاصة وتتبيلة مميزة، فنحن نختار نوعية معينة من اللحوم والدجاج وهذا هو سبب ما يعتبره البعض غلاء أسعارنا مقارنة بالمطاعم الأخرى، فنحن لدينا أسعار الساندويتش دينار أو دينار وربع أو دينار ونصف، بينما في المطاعم الأخرى سعر الساندويتش قرابة نصف الدينار.
] هل كانت هناك تجارب لكم في البيع قبل فتح المطعم؟
ـ دخلنا أكثر من معرض وكانت انطلاقتنا الحقيقية من معرض كويتي وأفتخر، وبدأنا ببيع الساندويتش بنصف دينار فوجدنا أنفسنا نخسر فقمنا بتعديل السعر لتحقيق هامش ربح، ونحن نستخدم دجاجا ذُبح في الكويت دون أي استخدام للجلد في مكونات الشاورما، كما أن 90 في المائة من السيخ الذي نعده يكون من صدور الدجاج وهو أكثر صحية.
] هل واجهتك سخرية من أحد؟
ـ تعرضنا لمواقف سخرية كثيرة من كويتيين وغير كويتيين لكننا كنا نتجاوزها.
] هل تتعامل بحب مع ما تقوم به؟
ـ بالتأكيد فأنا رغم كوني موظفا حكوميا، إذا انقطعت عن عمل الشاورما لأي سبب اشتاق له كثيرا.
] ما أكثر شيء تحرص عليه أثناء العمل؟
ـ النظافة عندي أهم من طعم اللحم.
زوجتي تطلب من مطاعم أخرى
] هل ترتدي قفازات؟
ـ لا يستقيم ارتداء القفازات مع حرارة الشاورما ولكن نحرص على نظافة اليدين دائما، ولذلك لدينا زبائن حتى من دول الخليج يأتوننا إذا زاروا الكويت.
] هل اعترضت زوجتك على عملك؟
ـ كان هذا في البداية، لكن بعد ذلك أصبحت الأمور طبيعية، والكويتيون تعلموا أن الشغل ليس بعيب، والدنيا لا تدوم على حال ولذلك لا بد من حمد الله وعدم التكبر.
] هل تأكل زوجتك من عمل يدك؟
ـ أحيانا، وأحيانا أخرى تطلب من مطاعم أخرى، نحن نتقبل الانتقاد وشعارنا إذا لم يعجبك الأكل فاسترد أموالك، وفي الوقت نفسه هناك زبائن أدمنت الشاورما التي نعدها.