• نوفمبر 23, 2024 - 4:59 مساءً

الغانم: متفائل بقدرة سمو الأمير على إنجاح المباحثات اليمنية

ينتظر الكثير من اليمنيين بفارغ الصبر موعد انطلاق مفاوضات الكويت يوم 18 ابريل، لعلها تنقذ بلادهم من الغرق أكثر في مستنقع العنف والاقتتال.
ويرى بعض الملمين بالشأن اليمني أن جميع المتصارعين على السلطة في اليمن متعبون من الحرب ومستسلمون لفكرة السلام. بيد أن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل يعمل هؤلاء فعلا لتحقيق السلام؟ وهل يعود اليمن إلى مربع الحوار؟. فاليمن، برأي هؤلاء، منهك ويحتاج إلى حل سياسي وصيغة جديدة لإنقاذه من الغرق أكثر في الفوضى.
وتبدو الكويت نفسها متفائلة بالمباحثات بين الأطرف اليمنية المتنازعة.

قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ان هناك «بوادر مطمئنة» في احتضان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد المباحثات المتعلقة باليمن.
وقال الغانم في تصريح للصحفيين على هامش مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي: انه يتمنى النجاح لهذه المباحثات، معربا عن تفاؤله بنجاحها «كما نجح سموه في حل العديد من القضايا والمشاكل التي عانينا منها في الوطن العربي».
ولفت إلى نجاح سمو الأمير «بفضل حنكته وخبرته وتاريخه الطويل والمعروف» في التوصل إلى نتائج ايجابية وحل الكثير من الأمور، داعيا الله ان يكمل هذا النجاح والتوفيق ازاء جميع القضايا على الساحة العربية.
ومن جانبه أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أن الكويت تعمل على قدم وساق لإتمام استعداداتها لاستضافة المشاورات اليمنية في 18 أبريل الحالي بين وفد الحكومة والحوثيين وحلفائهم.
وقال الجار الله، في تصريح سابق، عقب المباحثات التي عقدها مع مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، «نحن متفائلون في ما يتعلق بهذه المشاورات، ونعتقد أن الأجواء مهيّأة لتحقيق نتائج إيجابية من خلالها»، معربا عن أمله في أن يضع الاجتماع حدا للصراع في اليمن.
وتؤكد مصادر سياسية يمنية أنّ التوجه الغالب من جانب الحكومة والمدعومة من التحالف العربي هو إبداء أكبر قدر من المرونة والالتزام بوقف إطلاق النار في موعده المحدد، على الرغم من حالة عدم الثقة بالتزام الطرف الآخر ممثلاً بالانقلابيين. وتوضح هذه المصادر أن وقف إطلاق النار ، والذي أعلن الطرفان استعدادهما للالتزام به، من المقرر أن تعقبه خطوات ضمن إجراءات «بناء الثقة»، تسبق انطلاق جولة المحادثات في 18 من الشهر الحالي. ومن أبرز الخطوات؛ إطلاق سراح عدد من المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، ورئيس جهاز الاستخبارات في عدن، اللواء ناصر منصور هادي، الشقيق الأكبر للرئيس هادي.
وكان مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل باغدنوف قد اكد من ديوان وزارة الخارجية الكويتي: أن استضافة الكويت لهذه المفاوضات تمثل فرصة سانحة للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الأزمة ويسمح باستئناف الحوار السياسي بين الاطراف اليمنية.
وأوضح أن اختيار الكويت لاستضافة المفاوضات اليمنية يعبر عن ثقة كل الشعب اليمني بالكويت أميرا وحكومة وشعبا، مبينا أن «جميع أطراف الصراع يعقدون الأمل على الكويت ونحن كذلك لنجاح فرصة هذه المفاوضات، وأن تؤدي إلى وقف اطلاق النار الدائم وحلحلة المشاكل على أساس الحوار الشامل وتوافق اليمنيين».
وقال: إن روسيا تنسق خطواتها وتعمل سويا مع الكويت في هذا الاطار لدعم جميع جهود مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لافتا إلى أن الأزمة اليمنية موضع نقاش في مجلس الأمن الدولي، وأن «هناك قرارات دولية خاصة بحلحلة المسائل وتصفية الأزمة في اليمن».
من جانبه قال المحلل السياسي ومستشار جمعية الصحفيين الكويتية الدكتور عايد المناع عن توقعاته للمفاوضات اليمنية التي ستشهدها الكويت يوم 18 ابريل «أتوقع نجاح المفاوضات بين الفرقاء اليمنيين، والكويت لها تاريخ مع اليمنيين قبل الوحدة بينهما في الشمال والجنوب، وتوسطت الكويت بينهما حيث قام الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد جمع بين الرئيس علي عبدالله صالح من شمال اليمن مع الرئيس عبدالفتاح اسماعيل من الجنوب وذلك عام1978 في الكويت لحل الصراع بين اليمنيين، والكويت لها علاقات مع الجانبين بالشمال والجنوب ودعمها لهما مع كافة الاطراف اليمينة، ولم تقطع شعرة معاوية حتى مع الاطراف الاخرى لعل وعسى ان يكون لها استجابة».
وزاد: «بالتأكيد ان الفرقاء اليمنيين تعبت من الحرب والآن هو البحث عن مخرج، والمخرج الرئيس هو تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2216، وبالتالي الالتزام بمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وكلها لصالح اليمنيين وان شاء الله تتحقق، ونتمنى ان تكون قمة الكويت للأطراف اليمينة الوسيلة للخروج من المأزق».
وعن دور الكويت في ترطيب الاجواء بين ايران من ناحية ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة اخرى شدد المناع على ان الكويت نقلت رسالة من إيران ولم تتوسط، حسب معلوماتي وما صرح المسؤولون في الدولة، وان إيران لديها وجهة نظر وقدمتها وانها على استعداد للتعاون والتفاهم مع دول مجلس التعاون، ولكننا نقول لإيران انها تعرف المشاكل العالقة مثل الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة والجرف القاري والتدخل والتجسس، وعليها ان تتوقف عن ذلك وتعطينا حقوقنا وعلى الاقل اجراء التحكيم الدولي، وعلى الاقل تتوقف نهائيا عن التدخل في البحرين.
رشاد الشرعبي، الكاتب والصحافي اليمني، يرى في حديث لموقع «دويتشه فيله» الألماني، أن مفاوضات الكويت المرتقبة تأتي في ظل تغيرات كثيرة لصالح «السلطة الشرعية والتحالف العربي».
ويقول إن أبرز هذه التغييرات هو القضاء على الترسانة العسكرية الضخمة للحوثيين وحلفائهم. كذلك بروز شرخ كبير بين تحالف الرئيس السابق علي عبد الله صالح والحوثيين. وقد برز هذا الشرخ بشكل واضح مؤخرا بذهاب وفد من الحوثيين إلى السعودية.
ويرى الشرعبي، أن هذه «التغييرات» هي ما دفعت بالحوثيين للخضوع للحوار واتخاذ القرار بالذهاب للكويت للتفاوض مع حكومة هادي. وبالرغم من ذلك لا يتوقع الشرعبي النجاح لهذه المفوضات بحيث تؤدي إلى إيجاد حل للأزمة وإحلال السلام في اليمن.
في ظل الترتيبات المتسارعة، تمهيدا لمحادثات الكويت المرتقبة يتوقع كثير من الخبراء السياسيين أن تأتي هذه المفاوضات بنتائج ملموسة، خاصة وأن جميع أطراف النزاع في اليمن أكثر جدية في البحث عن فرص السلام.
اما الباحثة سيلين إلهام جريزي فتؤكد في حديث لموقع «دويتشه فيله» أن المفاوضات اليمنية المرتقبة بالكويت تتميز عن مباحثات جنيف السابقة بأنها تأتي بعد بدء مفاوضات مباشرة بين الحوثيون والسعودية. ناهيك عن الضغوط التي بدأ يمارسها المجتمع الدولي فعليا على كل الأطراف بدون استثناء بضرورة وقف الحرب والعودة للحوار وإنهاء الأزمة».

Read Previous

رؤساء البرلمانات العربية يشيدون بدور الكويت المحوري في لم الشمل العربي

Read Next

الجراح يقلد عدد من الضباط رتبهم بعد صدور مرسوم اميري بتوليتهم

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x